الزهرة السادسة والسبعون : معًا دومًا و أبدًا 2.

373 51 8
                                    

في قرية المجنحونَ داخلِ أرضِ المرايا، و تحديدًا في منزلِ سَيلاه، اجتمعَ العشرة بالإضافةِ إلى سَيلاه يقصونَ ما خاضوهُ في رَحلاتهم خلالَ العالم المنصرم و هالةٌ من الدفئِ و السعادة تحيطُ بهم من كُلِّ ركنٍ و زاوية، فقد وابسطها هوَ أنهم افترقوا تسعة و التقوا أحدَ عشرة، لكن معَ كُلِّ تلكَ التغيرات هُم مازالوا أولئكَ الرفاقَ الذينَ خاضوا السراء و الضراء معًا.

قالت جوليا بحماس : لقد تدربتُ بجدٍ حقًا من أجلِ أن لا أخسرَ من قبلِكم جميعًا !!، لا أزالُ لستُ بمستوى والدتي لكنِ أملكُ مُطلقَ الثقةِ بأني لن أخسرَ بسهولة !!، اوه صحيح !، حتى مع أني لم أعد أملكُ سببًا للذهابِ إلى تلكَ القرية بعد الآن لكن كما توقعت أمي محقة !، يكفي أن أكونَ راغبةً في رؤيتها معكم جميعًا بعد كُلِّ شيء !!.

أجابت روبي مبتسمة : معكِ حق، على الأرجحِ فقد تغيرت أسبابُ الجميعِ على أيةِ حالٍ... فحتى بالنسبة لي لم يعد لديَّ أيُ سببٍ للذهابِ سوى إكمالُ ما بدأتهُ.

ابتسمَ هايدن ابتسامةً عريضةً كما عادتهُ و حوطَ رقبةَ هاري بذراعهِ بقوةٍ ليقولَ بمرح : تمامًا !، بالإضافة أنا و هاري نتشاركُ نفسَ الهدفِ كذلكَ !!.

وقع نظرُ هايدن على راين لتتلاشى تلكَ الابتسامة فيردفُ بجدية : حولَ ما حدثَ قبلَ عام.. أنا فعلًا أعتذر ... ليسَ لديَّ أيُّ مبررٍ لما فعلتُه...

نظرَ لهُ راين بإستغرابٍ فحدّثَ ذاتهُ قائلًا : ما حدث قبلَ عام ؟...

هوَ فجأة قالَ بهدوء : اووه !، ذلك.. لا بأس أنا حقًا لستُ أهتم ...

ظهرت ابتسامةٌ بلهاء على وجهِ هايدن محدثًا ذاتهُ : لِمَ يبدو و كأنهُ نسي الأمر تمامًا ؟!!!

سأل هاري : ماذا عنكما ؟، راين و بياتريس.. أمازالت أهدافكما كما هي ؟

تبادلَ راين و بياتريس النظراتِ في ما بينهما ليجيبَ الأول : حسنًا.. ليسَ حقًا...

بياتريس : أنا كذلكَ...

غيرَ لوكي الموضوعَ قائلًا : إذًا.. ألن يخبرنا أحدٌ كيفَ حصلَ هاي تشي على خطيبة ~

نظرَ كُلٌّ من روبي و هاري إلى بعضهما و قالًا بصوتٍ واحد : أو~ه، هذا...

روت لهم مجموعةُ روبي عما حدثَ معهم في أرضِ المرايا ابتداءً من مقابلتهم لسَيلاه لأولِ مرةٍ و حتى باشروا في تعلمِ التشي، كيفَ أتقنوهُ خلالَ نصفِ عام و احترفوهُ بعدَ أربعةِ أشهرٍ أخرى، و خلالَ تلكَ الفترة كانَ هذان الاثنان مقربانِ كثيرًا من بعضهما بعضًا، كما روت لهما بياتريس عن غابة المحيط و كُلِّ تلك المخلوقات العجيبة داخلها و أخيرًا و بشكلٍ ما تطرقَ الموضوعُ إلى حكايةِ ماركوس، بالطبعِ حاولَ راين شرحَ الأمرِ لهم لكن انتهى الامرُ بماركوس أن يحكيَ لهم عن نفسهِ، و عن نفسهِ الحقيقية هذهِ المرة، و بالطبعِ دخلَ مقابليهِ في دوامةٍ منَ الحيرة فما يقولهُ الآن يعني أنَّ ماركوس الذي كانَ معهم منذُ سنواتٍ و حتى الآن ليسَ سوى وهمٍ لَم يكن لهُ وجودٌ منَ الأساسِ، بالطبعِ هوَ اعتذرَ لهم مرارًا و تكرارًا لكن الصمتَ أخذَ عنوانًا لثلاثتهم

في النهاية ابتسمَ هايدن بمرحٍ كعادته و أخذَ يصفعُ ظهرَ ماركوس بقوةٍ شديدةٍ هاتفًا : أهذا كُلُّ شيء !، يا رجل لقد ظننتُ أنكَ تسببتَ في حربٍ عالميةٍ في مكانٍ ما !!.

أردفَ بنبرةٍ هادئة : حتى و إن تغيرَ اسمكَ أو شكلكَ... مار يبقى مار بالنسبة لي !، صحيح يا رفاق ؟.

أومأ كُلٌّ من روبي و هاري بالإيجابِ و ابتسامةٌ دافئةٌ تزينُ ثغريهما مما دفعَ ماركوس للنظرِ إليهما بتعجبٍ تارة و إلى هايدن تارةً أخرى

هوَ فقط تجمعت الدموعُ في عينيهِ بكثرةٍ لتتساقط بصمتٍ فسألَ هاري : إذًا بما نناديكَ منذُ الآنَ فصاعدًا ؟

هتفَ هايدن من فورهِ : أنا لَن أتخلى عن مار الخاصة بي أبدًا !!

مسحَ ماركوس دموعهُ سريعًا ليستبدلها بابتسامةٍ مشرقةٍ قائلًا : لا بأس بمناداتيَ بماركوس كما اعتدتم... و أيضًا هاي تشان.. أعطيكَ الإذنَ لمناداتيَ بذلك !.

حوطَ هايدن رقبةَ ماركوس بذراعهِ و أخذَ يعبثُ بشعرهِ بالذراع الأخرى قائلًا : أأتخيلُ أم أنكَ أصبحتَ مغرورًا مؤخرًا !.

لحظاتٌ من السعادة أدفأت قلوبَ تلكَ المجموعة التي تبدو فقط كعائلةٍ كبيرة فاستمرَ أفرادها بالمزاحِ و تحويلِ الأوضاع الجدية إلى مزحاتٍ سخيفة و أخرى جيدة بينما يتناولونَ الحلويات، و كم من مرةٍ كادَ هذا و ذاك أن يختنقَ بطعامهِ من الضحك، و أخيرًا إنتهى اليومُ و حلَّ اليومُ التالي ليقررَ كُلٌّ من بياتريس و راين رويَ ما لديهما للبقية، عن تلكَ المعركة... و ماضيهما الذي يشتركانِ فيهِ مع النيغرو فينوس، لكن هذهِ المرة، كان راين هوَ البادئ.

flores pueblo - قيد التعديلKde žijí příběhy. Začni objevovat