الزهرة السابعة والتسعون : زاك.

334 42 13
                                    

" زاك : آآه.. لقد متُ حقًا... لقد كانت حياةً قصيرة وتافهة فعلًا... لكني لا احملُ ندمًا تجاهها... إيلينا ساما... لا، امي.. انتِ كُنتِ اجملَ شيءٍ حصلَ في حياتي.. شكرًا لاعطائيَ هذهِ الحياة.. وادركُ انَ لكِ كُلَ الحقِ في سلبها... لكن... مازال كونكِ فعلتِ مؤلمًا..."

قبلَ عشرةِ اعوامٍ وستةُ اشهُر... مدينة صاخبة عجت بالحياةٍ غُمرت باصواتِ العرباتِ وهرولة الاحصنةِ وصهيلها، كما مُلأت بهتافِ الباعة الذينَ يروجونَ لبضاعتهم بالاضافة لثرثرةِ العامةِ وضحكاتهم... وكما كُلُ مدينةٍ ذاعَ صيتها بالثراء والترف، سكنَ ازقتها فقراءٌ فاقوا اعدادَ النبلاءَ اضعافًا، تلكَ الازقة التي لايجرؤ احدٌ على وطئ ارضها بقدمهِ وإن كانَ ماكان، وفي احداها جلسَ طفلٌ في الخامسة على صفيحةِ قمامةٍ يهزُ قدميهِ الحافيتينِ ذهابًا وأيابًا، شعرهُ الذهبيُ مبعثرٌ وعيناهُ الذهبيتان الواسعتان برتقا حدةً لا براءة، اما ابتسامتهُ الواسعة فقد شُبعت بالمكرِ تمامًا

همسَ لنفسهِ قائلًا : ضحيةٌ جديدةٌ اليوم ~ لا اصدقُ انَ هُناكَ احمقًا بكاملِ قواه العقلية يدخلُ هُنا بارادته... شاكرٌ لحماقتكَ سيدي، ادخل رجاء ~

وبالفعلِ دخلَ الغلام ذا المعطف الصحراوي المهترئ يغطي وجههُ وجسدهُ كاملًا فقفزَ الطفلُ امامهُ هاتفًا بمكرٍ وثقة : قف مكانكَ !.

وبالفعلِ توقفَ صاحبُ المعطفِ امامهُ فإتسعت إبتسامتهُ التي حملت الانتصارَ ليردف : سَلمني كُلَ ا معكَ مِن مالٍ وطعام !!

لَم يستجب لهُ صاحبُ المعطفِ فقطبَ حاجبيهِ منزعجًا ليهتف : الم تسمع !، قُلتُ سَلمني كُلَ ما تمتلكُ مِن مالٍ وطعام !!.

اجفلَ صاحبُ المعطفِ ليتخللَ مسامعَ الطفلِ صوتٌ انثويٌ ناعم قائلًا : اوه يا الهي !، انا آسفة !، بِكُلِ تأكيد !.

حدثَ الطفلُ ذاتهُ بريبةِ قائلًا : إ- إمرأة ؟!، وفوقَ هذا سحريَ لا يجدي معها على الاطلاق !!.

اخذت صاحبةُ المعطفِ تعبثُ بحقيبتها ليتراجعَ الطفلُ خطوةً إلى الخلفِ قائلًا بفزع : من انتِ بحقِ الجحيم !، لما لايعملُ سحريَ عليكِ !، من المفترضِ ان يكونَ مطلقًا !!.

توقفت عن العبثِ باشيائها لتميلَ راسها إلى الجانبِ متسائلة : سحر ؟.

اجفلت لتعاودَ البحثَ بينَ اغراضها : صحيح !، المال !.

اخرجت من حقيبتها قارورةَ ماءٍ وكيسًا مليئًا بالمجوهراتِ النفيسة لتقدمها نحوهُ قائلة : آسفة لا احملُ معي ايَ طعام.. اهذا القدرُ منَ المالِ كافٍ ؟.

حدقَ بها الطفلُ بعينانِ متسعتانِ دهشةً فإزدردَ ريقهُ بصعوبةٍ قائلًا : الكثيرُ من الاحجارِ النفيسة..

المرآة : آمل ان يكونَ كافيًا لكَ واشقائكَ...

قطبَ حاجبيهِ وعبسَ قائلًا : آسفٌ لتخييبِ ضنكِ لكنني طفلٌ وحيد !، ثُمَ مابالُ هذا اللطف ؟، اجزمُ انكِ تاجرةُ عبيدٍ وانَ هذا الماء يحتوي على مخدرٍ من نوعٍ ما !، وكانني ساخدعُ بحياةٍ رخيصةٍ كهذه !!.

تسائلت المرأة قائلة : عبيد ؟، ماهذا ؟.

سألَ الطفل : الاتعلمين ماهم العبيد ؟.

شتعلَ غضبهُ فجأة ليهتفَ قائلًا : بالتأكيدِ لاتعرفين !، انتم النبلاء لاتهتمونَ سوى بانفسكم !، العبيدُ ايتها النبيلة الفاسدة هُم اولئكَ الاشخاص الذينَ تسلبونهم حريتهم وحقوقهم من اجلِ ان يعملوا لديكم حتى الموت بينما تنعمونَ انتم بالترف والرفاهية !!.

سهقت المرأة لتهتفَ بأسى : يا الهي كم هذا فضيع !!، من قد يفعلُ شيئًا كهذا وبأي حقٍ يفعل !!.

هتفَ الطفلُ بإستغرابٍ اقربَ إلى البلاهة : هاه ؟!!!

ارخى تعابيرَ وجههِ قائلًا : بحقكِ اختاه من ايِ عالمٍ اتيتِ ؟.

المرأة : امم.. من قريةٍ بعيدةٍ اقصى الشرق ؟

الطفل : هـ هيه...

ثُمَ هتفَ بغيضٍ مرتبكًا : ليسَ كذلكَ !، تبًا لكِ ايتها الساذجة ارحلي مِن هُنا قبلَ ان تُفسدي عقلي !!

سالت المرأة بتردد : امم.. وماذا عن الاحجار ؟.

هتفَ الطفلُ منزعجًا : لا اريدها !.

المرأة : لكنها قد تؤمنُ لكَ حياةً آمنة حتى تكبرض وتعتمدَ على نفسكَ...

شددَ الطفلُ على قبضتهِ قائلًا : انتِ حقًا ساذجة اختاه...

حكَ رأسهُ بإرتباكِ وإكتست وجنتيهِ حمةٌ طفيفةٌ لستصنعَ الالغيض والانزعاجَ قائلًا : تبًا لاخيارَ آخر...

مدَ يدهُ نحوها مصافحًا بينما اشاحَ بوجههِ إلى الجانبِ الاخر قائلًا : ادعى زاك.. ماذا عنكِ اختاه ؟.

إبتسمت المرأة بسعادة لتنزلَ على ركبتيها فتصافحهُ هاتفة : إيلينا !، إيلينا بار-- إيلينا فقط !.

همسَ بإرتباك : لستُ بحاجةٍ إلى المال.. لكن..

إيلينا : لكن ؟.

تقدمَ زاك منها ليقفَ على اطرافِ اصابعهِ يرفعُ المعطفَ عَن رأسها وبإرتباكٍ قال : خذيني معكِ أختاه !.

" زاك : هذا كانَ اولُ لقاءٍ بينيَ وبينها... بدأنا بعدهُ رحلةً قصيرة كانت خاتمتها كوخٌ صغيرٌ في قرية صغيرة.. وقبلَ ان الحظ.. بدأتُ أناديها امي..."

flores pueblo - قيد التعديلTahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon