الزهرة التسعون : حتى و إن سُلبتُ عضوًا أو اثنين.

345 42 22
                                    

ماركوس : مرحبًا سيداتي و سادتي، و عندما أقولُ سيداتي وسادتي أنا أعنيكَ بالمناسبةِ سيلفر !، أهلًا بكَ في عالمي ~

احتدت نظراتُ سيلفر ليقولَ بسخط : هذا الصوت... إذًا فقد كانَ أنتَ أليكسي !!.

أجابَ ماركوس بمرح : أصبتَ !، ذكيٌ كعادتكَ سيل !، مع أن اسمي الآن أصبحَ ماركوس لكن لا بأس ~

تجاهلَ سيلفر تعليقَ ماركوس ليسألَ بسخط : أينَ هذا المكانُ بحقِ اللعنة !.

لَم يتخلَ ماركوس عن مرحهِ البتةِ فأجاب : واو واو لا تغضب حسنًا ؟، بما أنكَ قليلُ الصبرِ دعنا ندخلُ صلبَ الموضوعِ إذًا ~

صمتَ الاثنانِ للحظةٍ ليردفَ ماركوس : سحريَ يسمى باللعبة الملعونة، ننتقلُ إلى بعدٍ موازٍ، نضعُ القوانين، و نلعبُ بناءً عليها !.

ابتسمَ سيلفر ساخرًا فسأل : و من كُنتَ تقصدُ بنضعُ القوانين ؟.

ردَّ ماركوس بمرح : أنا و دميتيَ الملعونة بكُلِّ تأكيد !، لِمَ السؤال ؟.

أجابَ سيلفر بنفسِ النبرة الساخرة : لا، لا شيءَ البتة.

ماركوس : إذًا القواعدُ بسيطة ~ سنلعبُ اهرب و أمسك ، إن أمسكتَ عدوكَ تفوز، إن تمَّ الإمساكُ بكَ تخسر أحدَ أعضاءِ جسدك !، استعمالُ الأسلحةِ ممنوع، القتلُ ممنوع، إفقادُ أحدهم وعيهُ ممنوع، مهاجمة دميتي الملعونة ممنوعة، و الابتعادُ عنها خمسونَ مترًا ممنوعٌ كذلكَ، و أخيرًا مخالفةُ القوانينِ ممنوعة !، مخالفةُ القوانين ستكلفكَ أحد أعضاءِ جسدكَ كذلكَ !، على فكرة لكلِّ واحدٍ منكم دميةٌ خاصة أي ثلاثُ دمى إلى جانبِ الدمية الحقيقية يصبحنَ أربعة ، فليبقي كُل واحد منكم دميتهُ قريبًا منهُ رجاء ~ و الآن ، استعدا~د... إبدأ !.

هتفَ بهِ سيلفر بكُلِّ ذرةِ سخطٍ و غضب : لا تعبث معي أيها اللعين !!.

أجابَ ماركوس بمرح : واو لقد تمَّ شتمي توًا !، لنضف الشتمَ إلى قائمةِ الممنوعاتِ إذًا ~ و الآن إلعبوا بعدلٍ و إنصاف رجاء ~

أكملَ بنبرةٍ جديةٍ : لأنكم إن لم تفعلوا سينتهي بكم الأمرُ موتى.

عادَ إلى مرحهِ السابقِ مردفًا : ابذلوا جهدكم حسنًا ~

و ما إن أنهى ماركوس كلامهُ حتى اندفعَ سيلفر بسرعةٍ تنافسُ الضوءَ يبحثُ بينَ الحطامِ عن روبي و جوليا أو هذا ما ظنهُ ماركوس، فهدفُ الأولِ ليسَ سوى الأخير ، ظهرت روبي أمامَ سيلفر فجأة لتوجهَ لهُ ركلةً قويةً و بالطبعِ فقد تمكنَ هو من صدها إلا أنَّ ذلكَ لم يمنعهُ من التحليقِ بضعةَ أمتار

احتدت ملامحهُ و بنبرتهِ المعتادةِ هتف : و كأنني سألعبُ بقوانينكَ آليكسي !.

فرقعَ أصابعهُ ليظهرَ رمحهُ الناطق و المدعوُ فيذا من اللامكانِ فيهوي بهِ نحوَ روبي محاولًا قتلها إلا أنَّ حركتهُ قد شلت تمامًا إثرَ الألمِ الذي اجتاحَ أوصالهُ ليستفرغَ كمًا مهولًا منَ الدماءِ

ظهرت دميةٌ عائمةٌ قريبًا منهُ حملت لونًا بنيًا، رأسًا مدورًا و عينانِ سوداوتانِ كبيرتانِ تسيلُ منهما دموعٌ سوداءُ داكنه وابتسامةٌ عرضيةٌ زينتها خيوط منكسرة أما الجزء السفلي منها فماهيَ سوى قطعةٌ من القماش

نطقت الدميةُ فجأة : كيكيكيكي... خرقٌ للقواعد.. أخذتُ كليتكَ.

ترنحَ سيلفر عائدًا خطوتانِ إلى الخلفِ فهمسَ : هذهِ ليست مزحةً أهي...

أخذَ نفسًا عميقًا ثُمَ زفرهُ بارتجافٍ ليبتسمَ مكشرًا فهتفَ بصوتٍ مبحوح : و كأنني أهتمُ لخسارةِ عضوٍ أو اثنين !!.

ظهرَ ماركوس على بعدِ مسافةٍ من سيلفر ليقولَ بهدوءٍ و جدية : فقدانُ الأعضاءِ بعشوائيةٍ هكذا يعني أنّ التالي ربما يكونُ قلبكَ سيلفر... حتى لو كنتَ زهرةً سوداء فإن خسرتَ قلبكَ لَن تنجو من الموت...

أجابَ سيلفر بنبرةٍ مستمتعةٍ مبحوحة : أنتَ مخطأ آليكسي !، حتى و إن خسرنا قلوبنا !، نحنُ لَن نموتَ ما لم تقتلع زهورنا !!.

بعثَ سيلفر هالةً تنذرُ بالسوءِ لتستجيبَ لها جوليا على الفورِ فهتفت : فورماسيون ماديرا: خولا ديافيس

*تكوين الخشب**قفص الطيور

انبثقت جذوعُ الأشجارِ تحتَ قدمَيّ ماركوس و سيلفر الذي نطقَ بضعَ كلمةٍ لتشكلَ قفصًا حولهُ، مرَّ الوقتُ كأنهُ دهرٌ و الصمتُ سيدُ الموقف، و في النهاية سالت الدماءُ لتلونَ الترابَ الأبيضَ بحمرتها

- حيثُ راين، لوكا و هايدن -

ابتعدَ راين عَن لوكا قيلًا بعدَ أن كانَ يعانقهُ قائلًا : لوكا، فلنعد إلى حيثُ ماري

ما إن وقعَ نظرُ راين على شقيقهِ حتى ابتسمَ لا إراديًا فاقتربَ منهُ هايدن بينما يعرجُ قائلًا : لقد نام هاه ؟.

أومأ راين بالإيجابِ ليدسَ أصابعهُ بينَ خصلاتِ شعرِ لوكا مجيبًا : لا بدَّ و أنهُ متعبٌ و مشوش.. لقد كانَ على هذهِ الحال طوالَ مائة و ثلاثونَ عامًا على الأرجح ...

نهضَ حاملًا لوكا على ظهرهِ فقال : لنبحث عن البقية.

نظرَ هايدن إلى زاك الذي يستلقي أرضًا مرتجفًا و دماءهُ تسيلُ بغزارةٍ خارجَ جسدهِ فقال : ماذا عنه ؟.

هتفَ راين بسخط : فلينزف حتى الموتِ هُنا أو فليذهب للجحيم ماشأني أنا !!.

هايدن : أتتكلمُ بجدية ؟.

راين : هو لم يؤذي لوكا فقط بل و قد خانَ بني جنسهِ من أجلِ حياةٍ أبديةٍ لا نفعَ لها !.

هايدن : بغض النظر عن الدوافع، ألم تفعل المثل ؟.

راين : بالضبط !، لذا أنا و هو حثالة !، لكني قطعًا لَن أموتَ قبلَ تحقيقِ أهدافي !!.

صمتَ هايدن غيرَ مقتنعٍ بكلامِ مَن أمامهِ ليسيرَ راين فيتبعهُ الأولُ ، و بعدَ بضعِ خطوةٍ توقفَ الأخيرُ ليتوقفَ هايدن من بعدهِ محدقًا بهِ بتعجبٍ، أما راين فقد اتسعت حدقتا عينيه و اضطربت أنفاسهُ، شعرَ بقلبهِ يخفقُ حتى يكادُ يخترقُ صدرهُ و بأطرافهِ قد تجمدت تمامًا، ففي هذهِ اللحظة، وقتهُ قد توقفَ تمامًا.

flores pueblo - قيد التعديلWhere stories live. Discover now