الزهرة الثانية و السبعون : التِرياق.

360 48 13
                                    

داخلَ غابة المحيط، تحديدًا حيثُ مجموعة لوكي، ماركوس و بياتريس، القلقُ يهيمنُ على الأولِ بينما يحدقُ الثاني بالفراغِ فقط، أما الأخيرة فكأنما جسدٌ بلا روح، مرّ ما يقاربُ الأربعة أيام منذُ رحيلِ راين و ميرا و أخيرًا هاهوَ ضوءٌ ينبثقُ منَ الأرضِ لتظهرَ ميرا و معها الترياق، لم تلبث أن حلقت بجناحيها حتى انهارت أرضًا فتوجهَ لوكي نحوها مسرعًا

هتفَ : ميرا !، ما الأمرُ معكِ ؟، ماذا عن راي ؟!!.

أجابت بصوتٍ متعب : لا بأس.. هوَ في الطريق، الأهمُ من ذلكَ... أسرعوا بإعطاءِ الترياق إلى بياتشان !.

أومأ إيجابًا متجهًا نحوَ بياتريس المستلقية أرضًا : شكرًا لكما، ميرا.

ابتسمت الأخيرة بتعبٍ مجيبة : ماذا.. هذا لاشيء.

ما لبثَ لوكي أن رفعَ جسدَ بياتريس عن الأرضِ حتى هيمنَ حضورٌ جبارٌ على المكانِ مكتسحًا إياه مما أجبر لوكي على الهتافِ بكلِ ذرةِ عدائية امتلكها : من هُناك !!.

جالَ لوكي ببصرهِ في المكانِ حتى لمحَ شخصان، أحدهما أسودُ الشعرِ و الأخرى صهباءهُ

همسَ أسودُ الشعرِ : يبدو أننا خرجنا من هُناكَ قطعةً واحدةً في النهاية...

ازدردَ لوكي ريقهُ هامسًا : راي تشي و... من ؟.

اقتربَ راين من بياتريس قائلًا : التعريف لاحقًا، بياتريس أولًا .

رمقَ لوكي روزماري بنظرةٍ جانبيةٍ أخيرةٍ ثُم قامَ يساعدُ راين حيثُ حملَ الأخيرُ بياتريس بينما صبَّ الأولُ بضعَ قطراتٍ من الترياقِ داخلَ فمها بحذر تفاديًا لاختناقها الذي كانَ ليزيدَ الطينَ بلة.

لم يمضِ من الوقت الكثير حتى استعادت بياتريس وعيها لتحدقَ بأولِ وجهٍ توارى أنظارها فهمست بخبو : راين...

انتفضَ الأربعة من حولها بسعادةٍ عارمة فهمَّ راين باحتضانها لو لا كونَ لوكي سبقهُ بذلكَ آخذًا يهتفُ باسمها بسعادة فزفرَ الأولُ بقوةٍ قائلًا : يا لكِ من مسببة للمتاعب !.

همست ميرا في أذنه : أستطيع الشعورَ بأحدهم يستشيطُ غيضًا ~

هتفَ راين بانزعاج : ارحميني !.

بدأت ميرا بالضحكِ بينما نهضت بياتريس تمسكُ جبينها فقالت : آسفة لإقلاقكم جميعًا...

زفرَ لوكي بقلةِ حيلة قائلًا : بجدية !، تلكَ كانت تجربة لا أود خوضها مجددًا...

ضحكت بياتريس بارتباكٍ لتقعَ عينيها على روزماري فسألت : مَن ؟.

ابتسمَ راين قائلًا : صحيح !، نسيتُ أن أعرفكُم، بياتريس، لوكي، هذهِ ماري، شقيقتي الصغرى، ماري، بياتريس و لوكي

انحنت ماري بنبلٍ ترفعُ أطرافَ فستانها : أدعى روزماري، سررت بلقائكم.

تخلت روزماري عن الرسمية في لحظة لتتمسكَ بيدي بياتريس و تتكلم بينما تلمعُ النجومُ حولها : إذًا فأنتِ هيَ بياتريس !، مقابلتكِ شخصيًا تجعلني سعيدة فعلًا !، لقد سمعتُ الكثيرَ عنكِ من أخي الأكبر أرجو أن ننسجمَ معًا !!

بياتريس : أ- أجل.. سررتُ بلقائكِ أيضًا ماري تشان...

ازدردَ ماركوس ريقهُ بارتباكٍ مستجمعًا شتاتَ نفسهُ فقالَ بتردد : كيفَ عدتما دونَ استخدامِ محاليل إيفا ؟، بل و كيفَ سمحت لكما بالعودة ؟، و أيضًا ماذا بحق الجحيم تكونُ هذه الهالة المنبثقة من جسديكما !!.

أجابَ راين : إيفا لم تعترض أبدًا ، و أجل ، عبرنا من خلالِ شجرة الدم.

هتفَ ماركوس : كيفَ بحق الجحيم فكرتما بذلك !، الأمرُ يمكن أن يصلَ إلى تحطمِ جسديكما تمامًا !.

ابتسمَ راين لا شعوريًا فقط لتفكيرهِ بكونِ الواقف أمامه قلقٌ عليه لا أكثر فأجاب : لكن انظر إلى الجانب المشرق !، نحنُ هُنا قطعة واحدة !، و الأكثر من ذلكَ أكثر من مستعدان لمواجهة النيغرو فينوس !.

شددَ ماركوس على قبضتهِ هاتفًا : افعل ما تشاء !، لم أعد مهتمًا !!.

رفعت بياتريس يدها سائلة بتردد : عن ماذا تتحدثون ؟.

ابتسمت لها روزماري و بدأت تشرحُ لها ما قامت بهِ و راين و المخاطر المترتبة عليه فهمست بياتريس بندم : أنا فعلًا آسفة راين.. أجبرتَ نفسكَ على المرورِ بكُلِّ ذلكَ بسببي...

راين : لا بأس، فقد قابلتُ ماري و أمي مجددًا، بالإضافة .. أفضلُ شكرًا على أسف.

إبتسمت بياتريس بلطفٍ لتقول : أجل.. شكرًا لكَ راين..

رفعَ راين رأسهُ ينظرُ نحوَ ماركوس الذي حملت تعابيرهُ خليطًا من الحزن الندم و القلق فحدّثَ الأولُ ذاتهُ قائلًا : و بعد أن تم حلُ المشكلة الأولى نتوجه إلى الثانية

هتفَ : هيي يا أنت !.

رفعَ ماركوس نظرهُ نحوَ المنادي ليردفَ راين : رافقني لبعضِ الوقت !.

flores pueblo - قيد التعديلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن