الزهرة السابعة والثلاثون : negro Venus - الزَهرة السوداء

506 56 25
                                    

حيث كان أبطالنا يعبرون السلسلة الجبلية المؤدية إلى وادي الشجرةِ العظيمة، و في مكانٍ مختلف تمامًا لم يعرف له موقع أو زمان، في تلك الغرفة ذات الأرضية و الجدران الطينية بنية اللون، تلك العواميد الداعمة التي انتشرت يسار ؛ يمين تلك السجاد الحمراء التي توسطت الغرفة، و.ذلك العرش أسود اللون نهايتها ذو الجماجم الحمراء الذي تستريح فوقه هيَ بكل كبرياءٍ و ترفع، حيث أسندت مرفقها يد عرشها و خدها إلى قبضتها المرتخية و تلك الابتسامة الواثقة ؛ الماكرة ؛ الفائضة بالكبرياء ترتسم على شفتيها، و حيث وقفَ أمامها أربعة شبان بان على أحدهم الاستياء و من الصعب تمييز ملامحه، بينما الثلاثة الآخرون يستمعون إلى مايجري بهدوءٍ شديد، كان أحد هؤلاء الثلاثة بشعرٍ أبيض طويل عند المقدمة و بقصةٍ رجالية عند مؤخرته، عيناه حمراوتان و جفناه مرتخيتان تبينان مللًا للمقابل على عكسِ الشوق الذي يحترق داخله في هذه اللحظة، آخر بشعرٍ فضي مال إلى الرمادي أكثر، بقصة شعر متوسطة فلا هي طويلة أو قصيرة و تسريحة مبعثرة بالكامل، عيناه حمراوتان فقط كالواقف قربه بنظراتٍ مستمتعة و شبح ابتسامة على شفتيه، أما ثالثهم فقد كان بشعرٍ ذهبي طويل حتى رقبته تمامًا كعينه اليسرى ترك الجزء السفلي منه منسدلًا بينما رفع أعلاه، عينه اليمنى بنفسجية ببؤبؤ شبه متطاول يستمع إلى الحديث من حوله بكل اهتمامٍ و جدية صرّ الغاضب على أسنانه بقوة فإن انكسرت لن يكون أحدٌ متفاجئًا أبدًا لشدة ضغطه عليها

همس بصوتٍ مترنح حاول أشد ما يملكُ أن يكبتَ ما في داخله من غضب حينَ نطق به : إذًا.. أنتِ تقولين أن شخصًا كهذا يقوم باستغلالهم ؟...

لترد عليه ملكة العرش بهدوء : هذا ما قلته بالضبط...

شددَ على قبضته محاولًا بذلكَ تمالكَ أعصابه فأخفض رأسه مطأطئًا إياه و حدقتا عيناه الخضراوتان المائلتان إلى الصفرة بشكلٍ كبير متسعات على آخريهما ترتجفان بشدة فهمس لنفسه : لكن.. هذا مستحيل.. أمر كهذا.. يستحيل أن.. يكون صحيحًا...

رفع رأسه هاتفًا في وجهها : و لِمَ عليّ تصديقُ ما تقولينه حتى !!

تفاجأ أشقر الشعر و قطب حاجبيه ثم هتف به بسخط : إياكَ و الصراخ في وجه ملكتي !!!

التفتَ المعني إليه بنظرةٍ ساخطة تأججت غضبًا بينما أغمضت ملكة عرشها عينيها الحمراوتين و رفعت كفها الأخرى في الهواء طالبةً من أشقر الشعر التوقف

قالت : لا بأس زاك.. اهدأ

التفت إليها أشقر الشعر المدعو بزاك هاتفًا برجاء : لكن إيلينا ساما !

نظرت إيلينا إلى الآخر ثم قالت : التصديق من عدمه حريتك الشخصية ، أتظن أني سأكذب عليك ؟، لماذا ؟، نحن قد التقينا توًا حسب حد علمي ؟

فأجابها المقصود : و كأن ملكة النيغرا فينوس تملكُ سببًا للكذب

*نيغرا فينوس : الزهرة السوداء

flores pueblo - قيد التعديلWhere stories live. Discover now