الزهرة التاسعة و الثلاثون : أقزامٌ عِندَ نِهايَةِ السُلَم.

441 59 9
                                    

ساعَةٌ رملية زجاجية عملاقة وسط عتمةٍ ساطعة، تخر رمالها المستقرة في الأعلى إلى الأسفل

بنبرةٍ متعبة و صوتٍ خالٍ من المشاعر قالت جوليا : إنه شعورٌ غريب فعلًا...

تستمر الرمال في السقوط فتردف : أشعر.. بحرارةٍ في صدري ؛ إنه يبعثُ على الحنين ؛ لِم .. أشعرُ أنني كنتُ هنا قبلًا ؟

تتساقط حبات الرمل الأخيرة لتنتشر العتمة في المكان فتسمعُ جوليا صوتًا هاتفًا أيقظها من عالمها

هتفت بياتريس : جوليرين !!

اتسعت حدقتا عيني جوليا لتلتفت نحو بياتريس سريعًا

فقالت الأخيرة : أأنتِ بخير ؟، أحدثكِ منذ بعض وقتٍ و أنتِ لا تبدين أي ردةِ فعل...

جوليا : آسفة.. كنتُ شاردة الذهن قليلًا فقط.

سألت روبي بقلق : أأنت متأكدة من أنكِ بخير ؟

ابتسمت جوليا و هزّت رأسها موجبة ثم أجابت : أجل، لا تقلقي أنا بخير !، لنواصل !

أثناء ما كان هذا الحوار الصغير يدور بين ثلاثتهن، كان الجميع يهرول فوق الدرجِ الزجاجي العملاق صعودًا إلى القمة، فأخذت جوليا تتذكر ما حدث قبل عدة ساعات و قبل هرولتهم الدرج

- قبل عدة ساعات -

كان كل من راين، بياتريس، لوكي، جوليا، روبي و ماركوس يقفون بهدوء و جدية مجتمعين ليظهر هاري من خلف الدرج قائلًا : لقد تحققتُ من المكان، لا يوجد طريق آخر سوى هذا السلم.

رفعَ البقية رؤوسهم إلى الأعلى بحثًا عن قمةِ السلم لكنهُ بالفعل اختفى بين السحاب

قالت جوليا : حسنًا... لا أظن الأمر بهذا السوء، سنتدبر أمرنا باستعمال السحر...

فهتفت روبي من فورها : غير وارد.

نظر إليها الجميع لتردف : أحاول منذ مدة لكن دون نتيجة...

ماركوس : أتحاولين القول أننا لا نستطيع استخدام السحر ؟

سكتَ الجميع لبضع ثواني ليحدثَ أليكسي ذاته : و لذا لم أكن أستطيع الإتصال بماتشان..

ثم بدأ ماركوس بتلاوة التعويذة تلو الأخرى عله ينجح في استخدام سحره لكن دونما فائدة فجثا على ركبتيه و يديه ينظر إلى الأرض بعيونٍ متسعة و احباطٍ شديد

قال هاري بهدوء : أنبدأ الصعود ؟

فردت بياتريس بهدوء وكذلك البقية : هيا

روبي : لنذهب

لوكي : لا خيار آخر

ماركوس : أريد العودة إلى المنزل ~

- عودة إلى الحاضر -

و بعد وقت قطعًا ليس بقصير و الذي قضوه ما بين تسلق السلم و التوقف للراحة، أخيرًا بات بامكانهم رؤية نهاية السلمِ الزجاجي المتصلة بعمود الفيروز، وقفوا على تلك المنصة الفيروزية يحدقون بكل ما عليها بدهشةٍ شديدة، فقد كانت النباتات الغريبة تملأ الحواف و جزءً قليلًا من المنتصف، و من بين تلك النباتات كانت زهرة وحشية بلون أرجواني تنام قرب باب مستدير إلى الأعلى مقوس إلى الداخل عند الجانبين صنعَ من الزفير الأزرق الصافي، و حوله إطار من الذهبِ الخالص يزين أعلاه تاج كذاك الذي ترتديه الملكات تتوسطه قطعة توباز سماوية على شكل برسيم ذو أربعَةِ أوراق

توجهت أنظارهم إلى الأسفل حين سمعوا ذلك الصوت الطفولي يقول : أنتَ.. لستَ كا.. ترينا ساما...

و كان ما رأوه ليس سوى قزمٍ أخضر صغير بدا جسده و كأنه مصنوع من الحشائش أو الشجيرات، بيدان و قدمان أسطوانيتان خاليتان من الأصابع و حول وجوهه الأصفر زهرة باللونِ الوردي

فوقف خلفه قزمٌ آخر بزهرةٍ مختلفة اللون ليقول : ضيف ؟... ضيـ.. ـوف كاترينا.. ساما ؟

تجمعَ الكثير من الاقزام حولهم يهتفون بتفاوت : ضيوف ضيوف ضيوف ضيوف

في تلك اللحظة كان السبعة ينظرون إلى ما يحصل أمامهم بذهول ليفاجَأوا بالأقزام تحملهم على رؤوسها ثم ترميهم أمام تلك الزهرة الوحشية الحدباء

ابتسم ماركوس ابتسامةً صفراء قائلًا : لا أظن أنهم يعاملون ضيوفهم بلطف..

اقتربت منهم الزهرة الوحشية و كأنها تتفحصهم ثم أخذت تشمهم بضع مرة لتفتح فاها على حين غره و يتطاير لعابها الحمضي حولهم في كل مكان

flores pueblo - قيد التعديلWhere stories live. Discover now