اليومُ التسعون

205 41 10
                                    

عزيزي لا أحد:

ليسَ اليومُ يومَ انطفاء، ولكن يخيلُ لي بأنه كذلكَ أيضًا.
لا يبدو بأنني قادرٌ على تحريكِ أي جزءٍ من جسدي، وكلُّ ما أريدُ فعله هو الاستلقاءُ على السرير.
لم أنم منذُ أيامٍ؛ خائفًا من أنّ الكوابيسَ ستهاجمني بمجردِ أنّ أغمضَ عينيّ.

أظنُ بأنني أسمعُ العربة وهي تدورُ في الخارج..
نعم إنها هي، فبعدها أتى صوتُ طرقٍ يدعوني للنهوض.
دفعتُ نفسي عن السرير، وسرت نحو البابِ متثاقلًا.

كانت الأرضُ باردةً بشكلٍ شديدٍ تحتَ أقدامي بما أنني لم أكبد نفسي عناءَ ارتداءِ الجواربِ حتى.
وقفتُ وتركتُ جسدي يتكيفُ مع تلكَ البرودة، فهي على أيّ حالٍ أخذت تتصاعدُ نحو جسدي.
بأيدٍ باردة، أدرتُ المقبضَ وفتحتُ الباب كي أستقبل دواءَ الظهيرة.

كلا يا عزيزي.. لم يحدث أيٌ من هذا الذي قلتُه توًا، إنما كان ذلك ما تخيله عقلي،  وما تمنيتُ أنّ أفعل.
في الواقع، كنتُ لا أزالُ مستلقيًا على السرير، وذلك الطرقُ يعاودُ الظهور.

فتحتُ شفتيّ المشققتين نسبةً لافتقار جسدي للسوائل فشعرتُ بملوحةِ دمي وهي تغطي لساني.
أنا جائع..

- كيم تايهيونغ؟
سمعتُ اسمي يُنادى من الخارج.

- كيم تايهيونغ، هل أنت مستيقظ؟ 

أريدُ أن أجيب، ولكنني لا أستطيع.
أنا...

****

الحياةُ ليست دائمًا حلوةً حتى النهاية، والكوابيسُ أحلامٌ أيضًا، وعلى قدرِ الإتكاء.. يكونُ السقوط..
ولكنها الحياة.. وبعدَ كُلِّ سقوط، يصبحُ الألمُ أقل.

#رسالة_إلى_كل_شبيه_تايهيونغ_في العالم

رسائلٌ إلى لا أحد.Where stories live. Discover now