اليومُ المائة والخامس عشر.

138 44 5
                                    

عزيزي لا أحد:

أصبحتُ أكثرَ حذرًا في كلِّ ما يُقدمُ إليّ من قبلهم.
أتقبلُ الطعامَ بكلِّ لطف، لأنه لمن الوقاحةِ أنّ ترفضَ طعامًا يصنعُ لك ويُقدمُ إليكَ إلى عتبةِ بابك، ولكن بمجردِ أنّ يذهبوا، أسمحُ لنفسي بتناولِ لقمةٍ واحدةٍ فقط.
هكذا فقط، لقمةٌ واحدة.

أخافُ أنني إذا أكلتُ أكثر ستتسربُ المنوماتُ إلى جسدي وسأعودُ لأصبحَ شخصًا متوهمًا، مريضًا، ومجنونًا مرةً أخرى.
لا يمكنني أخذُها..

أيضًا، عندما يأتي دواء الصباح، والظهيرة، ومنتصف الليل، أتأكدُ من أخذِ نصفِ ما يصفونه لي.
أحيانًا يقفون خلفي ليتأكدوا من أنني أخذته، ولكن بمجردِ استدارتهم، أبصقُ بعضهم على يدي.
وعندما يذهبُ الجميع، أقومُ برميها في سلةِ القمامة، متأكدًا من أنّ أقومَ بتغطيتها جيدًا بالمناديلِ أو بالنفايات.

أما لوحات سوجونغ التي أعطاني إياها، فأستمرُ كلَّ يومٍ بالتحديقِ بها بما أنه لا يُسمحُ لي بالخروج.
لا أفهمُ كيفَ لا يرى الجميعُ ما فيها يا عزيزي..
بالنسبةِ لي، كلُّ لوحةٍ تعني لحظةً وذكرى تشاركتُها معَ سوجونغ، كلُّ لوحةٍ تعني لي صورةً تُصوِّرُ الحُبَّ والمشاعرَ بيني وبينه.

لا أحد بمقدرتِه رؤيتُها لأنهم لا يفهمون العلاقةَ التي نتشاركُها أنا وسوجونغ.
أنا الشخصُ الوحيدُ القادرُ على سماعِه، أنا الشخصُ الوحيدُ القادرُ على رؤيته.. لأنّ سوجونغ اختارني.
نعم، لابدَ أنّ يكون ذلكَ هو السبب.

أشتاقُ لساني كثيرًا..

ما الذي يفترضُ عليّ فعلُه يا عزيزي؟ ما الذي يفترضُ عليّ فعلُه؟
تمامًا عندما تكونُ الحياةُ في قمتِها، تحدثُ أشياءٌ كهذه.

كيم تايهيونغ كانَ صاحبَ حياةٍ عظيمة..
كانَ رجلًا مثاليًا يعرفُ كلَّ شيء، وشخصًا كرسَ قلبه للمرأةِ التي أحبَّها، وكانَ الرجل الخلوق الذي يتمنى الجميعُ صُحبتَه.

ما الذي حدثَ لَه؟
أينَ هو؟!

****

رسائلٌ إلى لا أحد.Where stories live. Discover now