اليومُ المائة والستون

109 28 6
                                    

عزيزي لا أحد:

عدتُ توًا من المنطقةِ المسيّجةِ في الخارج.
وجدني السيد؟ جالسًا على نفسِ المقعدِ الذي التقاني فيه لأولِ مرة.
(السيد؟) هو الأسمُ الذي اسميته إياه، لأنني لا أعرفُ أيَّ شيءٍ عنه.

- مرحبًا، سيد كيم. رحبَ بي وجلسَ بجانبي.

- أهلًا.

ثم جلسنا وجلسَ بيننا الصمتُ لوقتٍ قصيرٍ.

-  اكتشفتُ ماهيةَ العوائق.. إنهم بشر.

ابتسم بسخريةٍ فظهرَ على وجهِه تعبيرٌ مضحك.
أتساءلُ أحيانًا كيف يستطيعُ أيُّ شخصٍ آخر حلّ لغزِ تعابيرِه.
الابتسامةُ نفسُ الشيء، والسخريةُ نفسُ الشيء.

- أحقًا؟ ولماذا تواجدَ أحدُ العوائقِ معك؟

- قالت بأنها هناك لحمايتي. أحدُ الضيوفِ هنا لم يمتثل للأوامرِ على الأغلب.

أعطاني ما قلتُه زئيرَ ضحكةٍ عالية من سيد؟

- أهذا ما يطلقونَ علينا به الآن؟ ضيوف؟

- حسنًا، نحنُ نمكثُ هنا صحيح، وليسَ بشكلٍ دائم. لذلك أفترضُ بأن ما قالته صحيح. خدمتُه بتفسيرٍ منطقيّ.

ولكنه استمرَ بالضحكِ على ما قلتُه لوقتٍ طويل، حتى أنني تخيلته سينفجرُ لو أنه ضَحِكَ بقوةٍ أكثرَ قليلًا.

- قُل لي يا سيد كيم.. قالَ عندما استطاعَ بمقدوره تمالكُ أنفاسِه أخيرًا. إن كنا ضيوفًا، لِمَّ إذًا هناك عوائقٌ حولنا؟ لماذا يحملون أشياءً كتلكَ معهم، إن كانَ ظَنُّهم أننا سنمتثلُ لهم؟

لم يكن باستطاعتي خدمتُه بأي تفسيرٍ هذه المرة.
حتى أنه ما عاد يضحكُ وهو يقولُ ذلك، بل كان يحدقُ فيّ بوحشيةٍ أكادُ أنكصُ على عَقِبيّ.
         
- أتعلمُ ما يقومون به هولاءِ المدعويين عوائق يا سيد كيم؟

هززتُ رأسي نافيًا، أخرسًا كالحجر.

- يغرسون ما يريدونَ داخلك! يحقنوكَ بسمومِهم! يفقدونكَ كل أحاسيسكَ وتحكمكَ بجسدك! بعدها يجرونكَ شبه ميتٍ إلى غرفتِك، فيصبحُ كلُّ ما بإمكانِكَ فعلُه هو الاسلتقاءُ على فراشكَ كأحمقٍ مُذنِب. تبقى هناك لساعات، عاجزًا عن الحراك، وعندما تنهضُ أخيرًا، تدركُ أنّ أيامًا طافتكَ وراحت.. ويحدثُ أنّ تجدَ سريركَ مبتلًا بقذارتك، لأنكَ عاجزٌ عن التحكمِ بشيءٍ فطريّ كالتبولِ حتى!
سترحلُ روحُك!

حتى الآن، إعادةُ كتابةِ هذا يجعلني أبتلعُ ريقي يا عزيزي..

يخيلُ لي بأنّه شيءٌ..
سبقَ وعِشتُه

*****

رسائلٌ إلى لا أحد.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن