#هُما

146 31 28
                                    


هذه أول مرةٍ تَحضرُ فيها ساني إحدى جلسات تايهيونغ.
أخذَ الأمرُ منها أشهرًا كي تقررَ إنّ كانَ يجبُ عليها القدومُ لرؤيتِه أم لا.
ليسَ لأنها خائفةٌ منه، بل لأنها خائفةٌ مِن نفسها.

هي وتايهيونغ كبرا معًا، وعلى الرغمِ من أنّ صلةَ الدمِ لم تربط بينها، اعتنت به عائلتُها كما لو أنه ابنهم.
بالنسبةِ لأخيها الصغير، لطالما كانَ تايهيونغ هو الأخُ الأكبرُ الذي تاقَ إليه، وبالنسبةِ لسون آه، كان هو الشخص الذي أسرَ قلبها من كلماته الأولى، والوحيد الذي سمحت لنفسِها بأنّ تنفتحَ له.

لذلك لم يكن أمرًا مثيرًا للعجبِ لأيّ أحدٍ أنهما كانا يحملان مشاعرًا لبعضهما.
بدأت علاقتهما كأصدقاء، ولكنها تحولت وتطورت لحبٍّ لطيف.
لم يتباهيا بعلاقتهما الجديدة، ولكنهما أيضًا لم يقوما بأي شيءٍ كي يتسترا عليها.
توحدَ كلاهما رويدًا رويدًا، وأصبحَ  ذلكَ ما رآه عليهما الآخرون.

بعد بضعةِ سنوات، سألها تايهيونغ أخيرًا السؤالَ المنتظر، وأُقِيمَ زفافهُما في يومٍ صيفيٍّ رائع.
أُقيمَ في كنيسةٍ صغيرة، وكان ذلك ما أراداه، وقاما بدعوةِ الأصدقاءِ المقربين فقط.
أقسما بالوعود، بأنهما سيكونان معًا حتى يفرقهما الموت، وتبادلا الخواتم.
سوك جين كانّ الأفضل، وراقبَ وجهزَ كلَّ شيءٍ لهما، وكان بإمكان أيُّ أحدٍ حضرَ الزفاف التيّقنُ من أنّ كيم تايهيونغ وكيم سون آه مقدران لبعضهما.

لم يكن زواجهما مثاليًا..
فالجدالاتُ شيءٌ طبيعيٌ في كلِ علاقة، ولكنهما قاما بكلِّ ما أمكنهما كي لا ينضب ذلكَ الحبُّ بينهما.
اكتشفا أشياءً جديدةً عن بعضهما، وتعلمت سون آه في كلِّ يومٍ يمضي أنّ تُحِبَّه أكثرَ فأكثر..

تعلمت أنّ تراقبَ الطريقةَ التي يتحدثُ فيها ببلاغةٍ شديدة، أحبّت الأخطاء الظريفة التي يقومُ بها عندما يطهو، حتى أنها عَشِقَت الطريقةَ التي يعاملُها فيها كما تعاملُ الأمُ ابنتها عندما تنسى أنّ ترفعَ الأطباقَ بعدَ الغداء.
أحبَّت كلَّ شيءٍ يتعلقُ بكونِها معه..

كان قرارهما أنّ ينجبا طفلًا.. وتحطمَ قلبُهما الأمرُ عندما كان حملها الأول مقدرًا بالسقط، ولكنهما لم يستسلما، وقريبًا ما أسعدهما الله بطفلٍ آخر جميل.
كبرَ طفلهما طفلًا صحيحًا وجيدًا، حاملًا جمالَ أمه وهيبةَ أبيه.
كان محبوبًا من قبلِ كلِّ الحيّ، وقُرةَ عينِ والديه.

كانت العائلة الأمثل..
ولكن الأشياء المثالية لا تدومُ في هذا العالمِ الأعوج..

انسكرَ كلُّ شيءٍ عندما أطاحت بتايهيونغ سكتةٌ قلبيةٌ وهما
يأخذان قريبَ ساني ليلعبَ مع سوجونغ.
أُسعفَ سريعًا للمشفى، وانتهى به الأمرُ في غيبوبةٍ دامت لإسبوعين..

رسائلٌ إلى لا أحد.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن