اليوم المائة والسابع والثلاثين

124 27 9
                                    

عزيزي لا أحد:

- أخي سوك جين.. كم مرَ من الوقتِ منذُ أن تعارفنا؟

تثاؤبٌ.

- همم... سأقولُ على الأغلبِ عشرُ سنوات حتى الآن.

- عشرُ سنوات؟ إذًا لابدَ من أننا التقينا عندما كنا في الرابعة عشر أو ربما في الخامسة عشر.

- اممم.. لقد تقابلنا في أولِ يومٍ لنا في المدرسة الثانوية.

- لا يمكنني التذكر. هلا أخبرتني؟

ضِحكَة.

- حسنًا، ولكنكَ تختبرُ ذاكرتي الآن. حسنًا.. همم.. أولُ يومٍ في الثانوية... آوه صحيح! كان يومًا عاصفًا نوعًا ما، وأوراقُ الأشجارِ كانت قد بدأت تتلونُ بلونٍ مختلفٍ في أواخرِ شهرِ سبتمبر.

كنتُ في المدرسةِ بالفعل، بما أنّ والدي كان قد أوصلني. كنتُ جالسًا في زاويةٍ ما في الحديقة أستمعُ للموسيقى عندما رأيتُ مجموعةً من الطلابِ يحيطون بشيءٍ ما عندَ موقفِ السيارات.
عندما كنتُ صغيرًا في ذلك الوقت، كنتُ معروفًا بكوني شخصًا هادئًا وكتومًا. أعني، لا زلتُ كذلك حتى الآن.

قهقهة.

- حتى مع أن كلَ من حولي كانوا يركضون نحو الموقف، جلستُ أنا هناك بمفردي. لن أكذب، شعرتُ بالفضولِ حيالَ ما كانوا ينظرون إليه جميعًا، ولكنني لم أشعر بأنه من الصحيحِ اللحاقُ بهم.
كنتُ منشغلًا بشؤوني الخاصة عندما اصطدمَ بي أحدهم وأسقطَ كلَ أشيائي على الحشائش. انحنى لي ذلك الشخصُ مليونَ مرةٍ وساعدني في جمعِ أشيائي. عرفتُ فيما بعد أن ذلك الشخص كان أنت، تايهيونغ.

- أنا؟ لا أتذكرُ بأنني كنتُ فوضويًا أخرقًا..

ابتسامةٌ واهنة.

- حسنًا.. لا يمكنكَ لومُ نفسك، فقد كنتَ مسرعًا لترى ما الذي يوجدُ في الموقف بنفسك. عندما انتهيتَ من ترتيبِ كُلِّ شيءٍ معي، بدأتَ بالركضِ نحو الموقفِ أيضًا. ولكنكَ توقفتَ بعدها فجأةً واستدرتَ لي مجددًا..
أتذكرُ بأنكَ أعطيتني أغربَ نظرةٍ رأيتُها، وبعدها قلتَ لي: هاي، ألن تأتي أيضًا؟ ألا تريدُ معرفةَ ما الذي يحدث؟
رفعتُ لك أكتافي، ولسببٍ ما، أخبرتكَ بما كان يجولُ في عقلي. أخبرتكَ بأنني أشعرِ بالفضول ولكنني لا أشعرُ بأن ذهابي سيكونُ شيئًا جيدًا.. الناس يرونني شخصًا وحيدًا وهادئًا ولا أريد أن أشُذَ عن عادتي، فابتسمت لي وذهبت.

وقفتُ في زاويتي الخاصة لبعضِ الوقت، وعدتُ للموسيقى والتهيتُ عن الأمرُ مُجددًا عندما رأيتُ فجأةً الحشد الكبير الذي كان في الموقف أصبحَ يسيرُ إليّ، وأمامهم كان هنالكَ أنتَ و فتاةٌ لم يسبق لي أن رأيتُها من قبل.
كان لها شعرٌ بنيٌ طويلٌ بملامحٍ ممتعضةٍ تعتلي وجهها. ولكن مع ذلك، كان هناك ابتسامةٌ صغيرةٌ تشدُ فمها عندما كنتَ تمسكُ بيدها ساحبًا إياها معك.
كان باستطاعتي رؤيةُ فمها يتحرك، على الأغلبِ كانت تتذمر طوال الطريق، حتى وصلتما إليّ.
تركتَ يدها في تلك اللحظة، واستدرتَ لي قائلًا: لم ترغب بالذهابِ لترى، لذلكَ جلبتُها إليك. هذه صديقتي المقربة..
عندما التفتت لي الفتاةُ وابتسمت، فهمتُ لمَّ تجمع الطلابُ جميعًا ليروها.
كانت إبنةَ النائبِ العام، وقد أتت بسيارةٍ فخمةٍ وكانت ترتدي زيًا جديدًا من نوعٍ آخر، فتاةٌ آيةٌ في الحُسنِ والجمال، ولها أكثرُ الابتسامات المليئةِ بالحياة.
وبدونٍ قصدٍ منها، أوقعت تلك الفتاةُ فتيان المدرسةِ جميعًا في حبِّها..

- من هذه الفتاة؟

- إنها ساني..

صمت..
قهقهةٌ فجائية.

- لا زلتُ أتذكرُ ما قلتَه لي في أولِ مرةٍ ثملنا فيها أنا وأنت.. قلت لي: أخي، فلتحسب معي.. عندما أكونُ في الثامنة عشر، سوف أعترفُ لساني وأخبرها كم أحبُّها. وبعدها سنتزوج وسننجبُ فتاةً وفتى وسنصبحُ عائلةً سعيدةً للأبد. على أي حال، عندما أصبحتَ في الثامنة عشر، لم تقم بفعلِ أيٍ من ذلك. عوضًا عن ذلك، كانت ساني هي من اعترفت لك..

تذكرتُ ساني عندما أخبرتني بالقصةِ عينها أيضًا..

- هيونغ، كيف لكَ ألا تملكَ شخصًا حتى الآن؟

- هاه؟ ما الذي تعنيه بشخصٍ أملكه؟

- حسنًا.. إنكَ أكثرُ شخصٍ عطوفٍ ومهتمٍ عرفته. كيفَ لكَ ألا تملكَ شخصًا تحبَّه ويبادلكَ الحُبّ؟

كانت هناك لحظةُ ترددٍ قبلَ جوابِه.

- لوقتٍ طويلٍ جدًا لم يكن لي أي شخصٍ هكذا، أو ربما هذا الشخصُ فقط لم يبادلني الحُبّ. ولكن الآن، أظنِ بأنني وجدتُ هذا الشخص المميز..

****

رسائلٌ إلى لا أحد.Место, где живут истории. Откройте их для себя