عزيزي لا أحد:
قابلتُ السيد؟ في غرفتي مُجددًا.
إنه يزورني كثيرًا في الآونةِ الأخيرة.في كلِّ مرةٍ يأتي فيها، يجولُ في غرفتي ويتحسسُ ذاكَ وذا، ثم يحدقُ في النافذةِ العلوية بسكونٍ ويجلسُ على الكرسي.
اليوم، سألني سؤالًا غريبًا قبلَ أنّ يجلس.- أيهما سيساعدني أكثر؟ أنّ أضعَ الكرسي على السرير؟ أم أنّ أضعَه على الطاولة؟
- يساعدكَ في ماذا؟
- أن أصل للنافذة. حدقَ في النافذة مجددًا.
كان أطولَ مني بقليل، لذلك توصلتُ فورًا للجواب.
- الطاولة. إنكَ أكثرُ طولًا مني، لذلك ستصلُ إليها على الأرجح. إلى جانبِ ذلك، السريرُ غيرُ ثابت. سيغوصُ الكرسي فيه وستبتعدُ عن النافذةِ بدلًا عن الإقتراب.ابتسم.
- شكرًا لك..
استمرَ بالتحديقِ بها ثم التفتَ لملامحي الفضولية أخيرًا.
- أريدُ أنّ أرى السماءَ بشكلٍ أفضلَ كما تعلم. دعني أتظاهر بأنني حُر.. أجاب على سؤالي الذي لم يُطرح.السماء..
كم مضى من الوقت منذُ أن رأيتُ السماء خارج المنطقةِ المسيّجة؟
كم مضى من الوقتِ منذُ أن كنتُ.. حُرًا؟****
YOU ARE READING
رسائلٌ إلى لا أحد.
Romanceحينَ تصحو في اللامكان، بدونِ أي ذِكرى، إلا من تُرَّهاتٍ يُقالُ أنكَ كُنتَها.. حينَ تتوقُ لِمعرفةِ كينونَتِك، ولكنكَ كُلَّما أبحرتَ فيها أكثر، كلما أضعتَ برَ الأمان.. حينَ يرحُمكَ الله بالنسيان، فتختارُ أنّ تحيي بداخلكَ الذِكرى، ظنًا منكَ أنّ النسيا...