ساني#5

110 26 10
                                    

...

شاهدته بابتسامةٍ صغيرةٍ وهو يتحدثُ مع المرأةِ الأخرى، امرأةٌ كانت ستصفعها في أي وقتٍ آخر، ولكنها الآن أخذت تتمتعُ بكونه قلقًا حيالَ كلِّ هذا الوضع.

أشارَ للمرأةِ مرةً أخرى نحو الورقةِ بإستياءٍ وبعدها تركَ الطاولة، وسارَ نحوها بملامحٍ منزعجة.

- ماذا قالت؟ سألته بابتسامةٍ ساذجةٍ على وجهها.

- قالت بأنه من المستحيلِ أنّ تتواجدُ كيكةٌ بهذه الضخامة في المسرح. قالت أيضًا بأنها تشكُ بتواجدِ شخصٍ سيستطيعُ صنع كيكةٍ بهذا الحجمِ حتى.

- سمعتُ بأن هناك بعضُ صناعُ الكيكِ المجانين في أمريكا..

مسحَ جبهته وقد تكومت عليها طبقةٌ من العرق، ثم أرخى وثاقَ ربطةِ عنقه.
ابتسمت ساني لرؤيةِ جديته في كل هذا وأسندت رأسها على ذراعها الموضوعةِ على الطاولة وهي تتمعنُ فيه.

- هذه حتى ليست البداية! قالت بأن الصالة محجوزةٌ للسنتين القادمتين، وليسَ هناك مجالٌ لحجزها لزفافنا! قالَ باستياءٍ وإرهاقٍ يستلقي على وجهه.

- إذًا ربما يجبُ علينا الإنتظارُ لسنتين لأجلها.

- كلا! لن أنتظر لسنتين! لو أمكنني لتزوجتكِ هنا والآن!

قهقهت.

- إذًا دعنا نفعلها، هنا، والآن.

- كلا! صاحَ مُجددًا.

- أريدُ إقامته في تلك الكنيسة. لقد تحدثنا عن الأمرِ منذُ أنّ كنا صغارًا، وأنا أرغبُ لهذا الزواج بأن يكونَ مثاليًا!

- إنكَ تضعُ نفسكَ في حملٍ كبير وأنتَ تحاولُ جعلَ كلَّ شيءٍ مثاليًا.. كان مجرد رسمٍ ساذج رسمته عندما كنتُ في الثانوية. لا يجبُ عليكَ إتباعه!

حدقَ بها بصرامة.

- كلا. إنني على وشكِ الزواجِ بالإمرأة المثاليةِ الأوحد في كلِّ هذا العالم. إن لم أكن قادرًا على جعلِ زفافنا شيئًا مماثلًا لأحلامها، فلن أستحق الإمساكِ بيدها في هذا الزواج.

- أظنُ بأنني رسمتُ وحيدَ قرنٍ في مكانٍ ما في الصورة.

فتحَ فمه، ثم أغلقه، وصمتَ قليلًا يفكر.

- يمكنني إحضارُ وحيد قرن. يمكنني إجبارُ أحد الفتية بارتداءِ زي حصان ثم سألصقُ قرنًا على رأسه. يمكنُ لهوسوك أن يكون حصانًا.

هزت رأسها نفيًا.

- هوسوك طويلٌ كثيرًا.. لا يمكنُ لأي أحدٍ آخر موافقةُ شكلِ وحيد القرن.

- صحيح.. سيكونُ وحيد القرن على الأرجحِ ذي مؤخرةٍ كبيرة، أو عنقٍ طويل.

ضَحِكت الفتاة.

- أظنُّه هكذا سيصبحُ زرافة؟

- زرافةٌ بقرن. زرافةُ - القرن..

- إنه استبدالٌ قاسٍ لوحيدِ القرن.

ثمَّ سحبِ كرسيه أقربَ إليها، أفكاره تنجرفُ بعيدًا عن وحيدِ القرن.

- إذًا سأشتري لنا حصانًا وسألصقُ عليه قرنًا..

أغمضت الفتاةُ عينيها مستقبلةً قبلَتَه، ولكم تمنت.. لو يمكنُها تمَلُكُ هذه اللحظة للأبد.. هذه السعادةُ التي لم تتوقف منذُ أن طلبَ يدها للزواج.

- أوبا، أنا لا أهتمُ بمكانِ زواجنا، تعلمُ ذلك. أريدُ فقط أنّ أكونَ معكَ ليسَ إلا.. ليس من الضروري أنّ يتواجد وحيدُ قرنٍ، ولا يجبُ أنّ يكون في تلكَ الكنيسة بحدِ ذاتها، ولا يجبُ أن توافقَ الزهورُ أحلامي، ومن الممكنِ حتى أنّ أرتدي فستانًا من المناديل إن كان ذلك ضروريًا.. أريدُ لذلك أنّ يبقى بيننا فقط.

حدقَ بها، بأعينٍ يغدِقُها الحُبّ.

- ما الذي فعلته لأستحقكِ؟

- أحبُّك، كيم تايهيونغ..

- أحبُّكِ، كيم سون آه..

****

رسائلٌ إلى لا أحد.Where stories live. Discover now