رسائلٌ إلى لا أحد.

اليومُ المائة والسادِس والثلاثين

عزيزي لا أحد:

ذِكرى..
كان قلبي ينبضُ بسرعةٍ خرافية فيما أقفُ أمام المرآه، أمسحُ السترةَ التي كنتُ أرتديها متأكدًا من أنّ أخفي أي تعرجاتٍ عليها للمرةِ الأخيرة، وكان القماشُ حريريًا ناعمًا تحت يدي الرطبة.
أخذتُ شهيقًا عميقًا من أنفي، ولكن لم يكن هناك شيءٌ فيها.. كانت عادة قلقٍ لديّ.

وثمَ تحدثَ شخصٌ ما خلفي وقال: أخي، لا تتوتر كثيرًا! مستحيلٌ أنّ ترفضك! أعني.. أنتما الاثنان مقدرانِ لبعضكما، حسنًا؟

استدرتُ وحدقتُ بالمتحدثِ فوجدته أقصرَ مني بقليل، وذي ابتسامةٍ مشرقة. كان هو أيضًا يرتدي بذلةً مثلي، وكان لحظتها منشغلًا بتعديلِ ربطةِ عنقِه.
له شعرٌ أشعثٌ بشكلٍ عفويّ، مما أعطاه مظهرًا مزعجًا..

- جونغكوك، ربطةُ عنقكَ عوجاء. ما الذي تفعله؟! تحدثَ صوتٌ آخر بنبرةٍ ثائرة.

كان ذاك الشخصُ، الذي أساءِ إلى ربطةِ عنقِ جونغكوك، يرتدي صدريةً مكويةً بشكلٍ مثالي فوق قميصِه الأزرقِ الفاتح.

أجابَ جونغكوك: حسنًا إذًا، عدِلها لي أنتَ إن كنتَ خبيرًا مع ربطات العنق!

في مكانٍ ما في رأسي، كان شيءٌ ما يذكرني بأنهما كانا صديقيّ، ورؤيتهما معًا يتشاجران ذكرتني بأنّ صديقي ليس معنا هنا.

- أينَ هو سوك جين؟  سألتهما، فالتفتا لي وحدجاني بنظرةٍ ساخرة.

- إنه مع ساني، ألا تتذكر؟ طلبتَ منه أنّ يشغلها فيما نستعدُ نحن.

- نستعد..  أعدتُ الكلمةَ الأخيرةِ مع نفسي بصوتٍ خفيض.

اقترب مني يونقي ليعدل من ربطة عنقي أيضًا وقال: تبًا.. إنكَ متوترٌ جدًا لحدِ عجزتَ عن ربطِها! لا تقلق، كلُ شيءٍ سيسري حسب ما خُططَ له! تذّكر شيئًا واحدًا فقط، وهو أنّ تبقى هادئًا، ثم تدخل. اعطِها الزهور.. وكلُ شيءٍ آخر سيسري بطبيعيةٍ بعدها..

بجانبه، قهقه جونغكوك.
- لم أركَ هكذا من قبلِ يا تايهيونغ. كنتَ دائمًا شخصًا يقلقُ على مظهرِه، ولكن الآن كلُ ما تفعله هو الوقوفُ أمامَ المرآة. حتى أنكَ لم تدس قميصك تحت سروالك جيدًا! أيجبُ عليّ وعلى يونقي أنّ نأخذَ دور الأمِ سوك جين الآن؟

ثم مرت ربعُ ساعةٍ أخرى قبل ننتهي ثلاثتنا من تجهيزِ بعضنا، لنخرجَ بعدها من الغرفة.
كان هناك سيارةُ ليموزين سوداء لامعة ملساء تنتظرنا خارج باب المنزل. دخلتُها أولًا، ثم لحقني بعدها الآخران، وعلى جانبي الأيسر، كان هناك باقةُ أزهارٍ كبيرة.

- خُذ هذه. المفضلةُ لديها هي الروز الأصفر. أعطاني يون جاي الباقة مبتسمًا.