اليومُ المائة وثلاثة

134 42 2
                                    


عزيزي لا أحد:

سألتُها اليوم..
- ساني، ماذا لو لم أتذكر أبدًا؟

- هممم؟ ماذا تعني؟

- ماذا لو أنني لم أستطع تذكر الماضي أبدًا؟ ماذا لو لم أتذكر كيفَ كان كيم تايهيونغ؟

- لماذا تريدُ التذكر؟

- حسنًا.. أريدُ أن أعرف أي نوعٍ من الحياةِ كان يملكها قبلًا، وأيضًا ما هي كينونتُه.. ربما عندها سأستطيعُ إدراكَ ما المفترضُ أن أكونَ عليه أيضًا. ولكن في نفسِ الوقت، أشعرُ بأنني خائفٌ بعضَ الشيء مما قد أكتشفه.

-  لِمَّ؟

- ماذا لو أنّ ما سأتذكره لن يكون رائعًا كما يصفُ الناسُ كيم تايهيونغ؟ ماذا لو سقطَ عن التوقعات، لو.. لو سقطتُ أنا عن التوقعات..

- تايهيونغـآه، هناك الكثيرُ من الأشياءِ التي تشكَّلُ الشخصَ مِن ماضيه. صحيحٌ أنّ ماضي الإنسان يؤثرُ على حاضره، ولكنه لا يحتمُ عليه أن يكونَ نفس الشيء دائمًا.
إنّ كنتَ لا تستطيعُ تذكرَ ما كُنتَ عليه في الماضي، فذلك لا يُهم، لأن ما يهمُ هو ما هي الحياةُ عليه الآن.
كالعلاقةِ بينك، وبين سوك جين وأنا. حتى وإن سقطتَ عن كلِ التوقعات، لن يجعلنا ذلكَ لا نحبُك! في الواقع، سيجعلنا ذلك نحبُكَ أكثر! لأن ما نريده ليس كيانًا مثاليًا..
أيًا كانت الأخطاءُ التي قد نقترفُها، فهي ستساعدنا على أن ننضج معًا كأصدقاء.
تايهيونغـآه، أيًا يكن ما يحصلُ الآن أو ما سيحصلُ مستقبلًا، فأنا، كلا بل نحن، سنكونُ دائمًا بجانبك، كي ندعمكَ ونشجعكَ لتصبحَ إنسانًا يُفخرُ به. وأكثرُ ما يهم، أننا لن نتركك أبدًا!

- أبدًا؟!

- أعدُك، أبدًا..

العلاقةُ الصادقةُ تكمنُ في أنّ تملكَ شخصًا يتقبلُ ماضيك، يساندُكَ في حاضرك، ويحبكَ، ويشجعُ مستقبلك.
- مجهول.

****

رسائلٌ إلى لا أحد.Where stories live. Discover now