اليومُ المائة والواحد والسبعين

109 28 15
                                    

عزيزي لا أحد:

- تايهيونغـآه، بِمَّ تفكر؟ سألتني ساني. أصبحتَ تشردُ كثيرًا مؤخرًا. أهناكَ الكثيرُ من الأشياءِ تجولُ في رأسك؟

- لا، بل فقط شيءٌ أخبرني به شخصٌ ما.

لم أعرف كيف أخبرُها بأن السيد؟ هو مَن أفكرُ به.

- أهو صديقُك؟ سألني سوك جين.

بدت لي الطريقةُ التي نطقَ فيها كلمةَ صديقِك مختلفةً بعضَ الشيء.

- أجل.

- تايهيونغـآه، لا تغضب مني، حسنًا؟ قالت ساني فجأةً فتساءلتُ لماذا سأكونُ غاضبًا عليها.

- لا أظنُ بأنّ عليكَ رؤيةُ سيد جاكسون بعد الآن.

جُذِبَ تركيزي بذكرِ الاسم.
جاكسون..
اكتشفتُ أخيرًا اسمه!
كنتُ سعيدًا جدًا، وبداخلي أكادُ أموتُ فرحًا.

لقد عدنا لمرحلةِ لعبِ الألغاز مُجددًا.
لا يسعني الانتظارُ حتى أناديه باسمه! لن يتركني وحيدًا! لن يرحل!

- لا أظنُّه شخصًا جيدًا.. كانت ساني تقول.

رجَّ ذلك المصطلحُ كياني وانتزعني من أفكاري.

- لقد سمعتُ الكثير من القصص، تايهيونغـآه. قصصٌ سيئةٌ عن هذا الرجل. ليسَ له تأثيرٌ جيدٌ عليك.

فجأةً أصبحتُ دفاعيًا، وأحسستُ بالغضبِ يغلي في عروقي.

- إنكِ مخطئة. إنه صديقي..

إنه كذلك..
صديقي..
إنه الشخصُ الذي أستطعتُ خلقَ ذكرياتٍ معه.
ذكرياتٌ لا تتضمنُ سوك جين وساني، تمامًا كما يعيشان هما ذكرياتٍ بدوني.

وضعَ سوك جين يده على ذراعي ليهدأ من غضبي.

- ربما كلمةُ صديقٍ ليست الكلمة الصحيحة، تايهيونغ. إنه شخصٌ غيرُ مُصحٍ عقليًّا. في كلِّ الوقتِ الذي قضاه هنا، لم يسبق له أن صادقَ شخصًا قطّ! نحنُ فقط خائفان من أنه يستخدُمُكَ لأجلِ شئٍ ما.

أبعدتُ يده عني.
كيف يتجرآن وينعتانه برجلٍ سيئ؟!
إنهما لا يعرفانه كما أفعلُ أنا!

- لا زلتما مخطئان. لقد اختارني لأكونَ صديقه، وأنا لن أسمحَ لكما بأن تقولا أشياءً سيئةً عن رجلٍ صالحٍ مثله.

- إنه ليس رجلًا صالحًا تايهيونغ. فلتكن عقلانيًا معي هنا. قال سوك جين.

- إنني عقلانيّ! صرختُ في وجهِه.

حاولَ أنّ يقدم لي فنجانًا من الشاي ولكنني لم أشعر برغبةٍ في الشرب.
وضعه بين يديّ فنهضتُ ورميتُ به على الأرض محدقًا به يتناثرُ لبليون قطعة.

- تايهيونغـآه.. نده لي كلاهما.

- سأفضلُ الذهاب الآن. قلتُ للمرأة التي كانت تقفُ خارج الباب، حارستي، بصوتٍ يرتعدُ غضبًا.

لقد كانت تختلسُ النظر للداخل بعد سماعِ صوتي المرتفع، وكانت تمسكُ بيدها حقنةً.
علمتُ بأنها كانت تنتظرُ تأكيدًا من سوك جين عن رحيلي، وافترضُ بأنّ ذلك ما فعلَه نسبةً لكونها أخذت تمسكُ بكتفي بقوةٍ وتقربني منها ونحنُ نسيرُ عودةً لغرفتي.

- يمكنني السيرُ بنفسي. أخبرتها، محاولًا الإفلات من قبضتيها عليّ.

- أنا أحاولُ أنّ أقومَ بحمايتكَ ليسَ إلا.

لم تستلم، بل أمسكتني بقوةٍ أكثر.
وأنا امتثلتُ لها.

****

رسائلٌ إلى لا أحد.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن