اليومُ المائة والرابع والأربعين

115 28 4
                                    

عزيزي لا أحد:

ليسَ اليومُ يومَ انطفاء، ولكنني أجبرُ نفسي على أنّ أنطفئ.
أخبرتُ سوك جين بأنني أشعرُ بتوعك، وبأنني لن أقومَ بزيارته.

أحدقُ فيما أكتبُ إليكَ في أرجاءِ غرفتي.. أتفحصها..
إنّ النبتة تحتضر لأنني لا أملكُ الماء..
هناكَ ثقوبٌ في الحائط، حيثُ اعتادت لوحُ سوجونغ أنّ تكون قبل أن أنتزعهم جميعًا.
أصبحَ للحائطِ الغربيّ شقٌ ما، حيثُ أضربُ رأسي عليه عندما أستيقظُ أنا ورفيقي الصداع..
ولطخةٌ بنيةٌ ضخمةٌ لوثت الحائطَ الشرقيّ، حيثُ رميتُ كوب الأمريكانو بانزعاجٍ قبلَ بضعةِ أيام.
الشقُ على السقفِ بجانبِ النافذة عاد، ولكن لم يأتي المطر، لذلك لم يتسربُ أيُ شيءٍ على فراشي بعد.

الأرضُ باردةٌ كثيرًا تحتَ أقدامي، وكلما تحركتُ على الكرسي أخذَ يصدرُ أزيزًا.
إنّ الغرفةَ فارغةٌ ومكسورةٌ يا عزيزي، تمامًا كما يكونُ عليه حالُ قلبي.
أظنُ بأن الغرفة حقًا تعكسُ شعورَ مالكِها..

أهو الذنبُ الذي أشعرُ به عندما أفكرُ بهما؟
لا أعلم..
إنه فقط.. شعورٌ غيرُ سارٍ على الإطلاق.
أعلمُ بأنه لو أنني لم ألتقي بهما أبدًا، لما كنتُ سببتُ لهما الكثيرَ من الألم، ولما كنتُ أشعرُ أنا بكلِّ هذا الألم، وربما كانت ستكونُ لهذه القصة نهايةٌ سعيدة.

سيعيشان بسعادةٍ معًا، وسأنقطع أنا عن الوجود..
فمَّ الفائدةُ من العيشِ طالما أنني أسببُ الكثيرَ من الألم؟

إننا في منتصفِ الليل، وضوءُ القمرِ يعلوني.
أتذّكرُ عندما قلتُ لكَ بأنني أشعرُ بأن ضوءَ القمرِ وسيلةٌ تنقلُ كلماتي لتصل لأذانٍ صاغية؟
ما عدتُ أؤمنُ بذلكَ بعدَ الآن..
إنّ ضوءَ القمر نقيٌ كثيرًا ليستمع لكلماتٍ فاسدةٍ ككلماتي..

ماذا كان الشيءُ الرائعُ كثيرًا حيالَي عندما كنتُ لا أزالُ رجلًا لم ينسى كل شيء؟
لقد حطمتُ علاقةً كان بالإمكانِ لها أن تحدث، أذيتُ امرأةً أحببتها عندما نسيتها، وجرحتُ صديقًا عزيزًا على قلبي ببقائي مع شخصٍ أحبَّه.
لا يوجدُ أيُ شيءٍ رائعٍ في كيم تايهيونغ.


خمسةُ حبوبٍ أخرى لأجلِ كُلِّ الألم..
اثنتانِ لأجلِ ساني..
واثنتانِ لأجلِ سوك جين..
وواحدةٌ أخرى لأجلي..

****

رسائلٌ إلى لا أحد.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن