تايهيونغ#1

111 30 14
                                    


لقد تقّبَلَ الأمر برمتِه..
أنى لشخصٍ أن ينسى كلمةً كتلك؟
قاتل..
كان من اللازم له أن يتقبل الأمر.. وعندما حدثَ ذلك، غسلته موجةٌ من الراحة.
لم يعلم بالحملِ الذي كان عليه إلا عندما شعرَ به قد أُخِذ عنه.
ربما ستكونُ هذه هي الليلةُ التي سينامُ بها بدونِ أي قلقٍ أخيرًا؟

أبي..

صوتٌ يأتيه من بعيد.

أبي..

كلُّ مشاعرِ السلامِ تختفي، ويُتركُ كما لو أنه على وشكِ التقيؤ.
يجيئه طعمُ شيءٍ لاذعٍ وحامضٍ في فمه، وشعورُ حنجرةٍ تشتعل.
فقط قبلَ لحظاتٍ كان في خضم السلام.. والآن..  الآن هو في اللا مكان.

يفتحُ عينيه.. ظُلمة.
يغلقُ عينيه.. ظُلمة.

يزمُ على أعينه ويكافحُ ليرى شيئًا بعيدًا متواريًا.

أبي..

صوتٌ صغيرٌ يتردد.

أبي..

بابا..
بابي
أبي..

ولدُه..
طفلُه..

ولدُه؟

كما لو أنَه مربوطٌ بخيطٍ رفيع، يرتعشُ جسده ويُرفعُ حتى يجدَ نفسَه واقفًا في دائرةٍ رمادية.
بعيدًا، كان بإمكانه سماعُ صوت موسيقى الومضات المألوف.
يدوخُ رأسه ومُجددًا يجاهدُ ليرى شيئًا بعيدًا فيستبينُ هيئةَ شخصين..

أبي.. هذه المرة كان الصوتُ مُلحًا. التفت إليّ يا أبي!

يلتفتَ لمصدرِ الصوت فيرى سوجونغ يجلسُ بمفردِه على كرسي من خشب.

- سوجونغ؟ لماذا تندهني بأبي؟ أنتَ محضُ تلفيقٍ من مخيلتي.

يهزُ سوجونغ رأسَه نافيًا فيغسلُه بشعورٍ غيرِ مستقر.

- لا أفهم.. لا أفهمُ سبب كوني هنا. ظننتكَ مُتّ. دفعتُكَ خارج أفكاري، فلماذا عُدت؟

- إنكَ تقاتل.. كفى قتالًا. لقد فزتَ بالفعل.

يحدقَ به تايهيونغ بصمت..
وعقله ينبض..
ذاك هو الشعورُ الوحيدُ الذي يشعرُ به.
دوم.. دوم.. دوم.
لا يشعرُ بأي نبضاتٍ لقلبه.
دوم.. دوم.. دوم..
يشعر فقط بالحرارة.

ماذا ترى؟

يشيرُ سوجونغ للشخصين اللذان كان تايهيونغ يحاولُ تحديد هويتهما فيلتفتُ لهما ويبدو كلُّ شيءٍ واضحًا فجأة.
يرى رجلًا وامرأة، يمسكان بأيديّ بعضهما، سعيدان كثيرًا بأنهما معًا، والسعادةُ المتشاركةُ بينهما تنبثقُ منهما وكأنما وهجٌ منير، رافعةً من معنوياته للحظة.
ثمَّ يستديران إليه فيرى نفسَه معها، يضحكان، ثم يشيران لشخصٍ ما خلفهما.

رسائلٌ إلى لا أحد.Where stories live. Discover now