ساني#7

101 28 5
                                    


بكت..
بكت وصرخت بقدرِ ما استطاعت..
فعلت كلَّ شيءٍ وأيَّ شيءٍ قد يلهيها عن الألم.

- يمكنكِ فعلُها! فقط ادفعي. تبقى القليل! يلحُ عليها الطبيب.

قبضت كفيها وصرخت بكلِّ القوةِ والطاقةِ التي كان بإمكانها جمعُها.
كانت ولادةً مبكرة، نزلت فيها مياهها على غرةٍ منها قبلَ إنتهاءِ العدة
عندما أسرعوا بها بالسيارةِ إلى المشفى، لم تنفك عن الدعاءِ بألّا يخرجَ الجنينُ طوالَ الطريق.
لم ترغب بأن يكونَ أول شيءٍ يراه طفلها هو خلفيةُ سيارةِ أجرةٍ قذرة!

في المشفى، اعتنى بها الإطباء، وتقلصاتها كانت عسيرةً كثيرًا، وأبى الطفل أنّ يخرج.
عرضوا عليها أنّ تقوم بعمليةٍ قيصريةٍ للحفاظِ على صحتَها وصحةِ الطفل، ولكنها رفضت بعناد.
كل لحظةٍ بدت لها وكأنها أزل، ولكنها أصبحت كلها قيّمةً بمجردِ أن سمعت الطبيب يقول لها بإنّه فتى.
خارت كلُّ قواها وانهارت.

ساني..

يلحُ عليها صوتُ تايهيونغ كي تستيقظ.

ساني..

كانت وقتَها قد نُقلت لغرفةٍ خاصة، والستائرُ كانت مُشرَعةً كي تضفي وهجًا مشرقًا ودافئًا للغرفة.
كان وجهه على بعد بوصاتٍ منها فقط، وبمجردِ أن رآها تفتحُ أعينها رُسمت ابتسامةٌ ضخمةٌ على تقاسيمِ وجهِه.

- صباحُ الخيرِ يا شروقي.. قَبَلَ أنفها.

-  سوجونغي.. أريدُ أنّ أرى سوجونغي.

حاولت النهوضَ ولكن الغرفةَ حامت مِن حولها فأمسكها تايهيونغ ليسندَها بعضدِه المتين.

- إنه نائمٌ الآن. قال الأطباءُ بأنه بخير، وصحيحُ الجسد، ولديه عينيكِ..

حاولت النهوض مُجددًا وهي تتوسله.

- أريدُ أنّ أراه.. أرجوك.

يعلمُ تايهيونغ بأنها إنّ قررت قرارًا فستفعلُ كلٍّ شيءٍ وأيَّ شيءٍ لتحصل على مرادِها ، ولن يكون هناك شيءٌ يوقفها، لذا لم يماطلها أكثر ورفعها من على السرير حاملًا جسدها الصغير بين ذراعيه.
سارا ببطءٍ نحو الباب، ثم على طولِ الرواق، وعندما وصلا إلى غرفةِ الطفل، كان يلهثُ وقد قُطعت عنه أنفاسُه.

- هُناك، السريرُ الثالثُ من اليمين.. في الصفِ الثاني. أشارَ لها تايهيونغ بابتسامة.

غارت الفتاةُ بين ذراعيه مستمدةً من قوته، تتمعنُ في فُلذةِ كبدِها ينامُ بسلام.

- إنه جميل.. همست.

دنا بنظره إليها وابتسمَ بحنان.

- أتبكين؟

مسحت أعينها بسرعة.

- كُن هادئًا.

ثمَّ قرَّبها أكثرَ إليه، يدفنها بينَ أحشائها، يهمسُ بأذنِها بكلماتٍ نُقِشت بسعادةِ أبوة.

- هذا طفلنا..

- طفلُنا...

علقت الكلماتُ في حنجرتها، فدفنت رأسَها في صدرِه.

- أنا سعيدة.. كثيرًا..

- لقد أحسنتِ صنيعًا بحملِه وتغذيتِه طوالَ الوقت.

ضحكت بصوتٍ خفيض.

- ما كنتُ لأفعلها بدونكَ على أي حال.

- أحبُّكِ..

- أحبُّكَ، تايهيونغ.

نَحنُ نحبُّك، سوجونغ.


****

رسائلٌ إلى لا أحد.Where stories live. Discover now