اليومُ الثاني والتسعون

151 43 27
                                    

عزيزي لا أحد:

أصبحتُ قادرًا على النومِ أخيرًا، والفَضلُ لدواءِ منتصف الليل الجديد.
أظنُ بأنهم وضعوا به شيئًا أقوى، لأنني بعد أخذِه فورًا أغطُ في نومٍ عميق.

إنه نومٌ خالٍ من الأحلام.. خالٍ من الكوابيس.
إنه نومٌ بغرضٍ واحدٍ فقط، ألا وهو أنّ يرتاحَ جسدي.

بما أنني أصبحتُ الآن أكثرَ نشاطًا، وبما أنّ جسدي عادَ لصحتِه، أخذني سوك جين إلى سوجونغ مُجددًا.
أخذَ بعضُ الأطفالِ ببطءٍ وخجلٍ يطمئنون لي، وبعضهم أخذَ يشاركنا مجلسنا أنا وسوجونغ على الطاولة..

- لم تأتي منذُ فترة.. اشتقتُك..

دنوتُ له وقبلتُ جبهته كما أفعلُ في كلِّ مرةٍ أراه فيه.

- كنتُ مريضًا.

- أتشعرُ بشعورٍ أفضل الآن؟

- أفضلُ بكثير. لقد قاموا بإعطائي دواء منتصف ليلٍ جديد، لذلك لم أعد أعاني من الصداع، وأصبحتُ قادرًا على النوم.

- لم تستطع أنّ تنم؟

لم أخبر أحدًل قطّ عن كوابيسي، ولكن الطريقةَ اللطيفة التي سألني بها سوجونغ حررت تلك الكلمات من فمي بدونِ حتى إعادةِ تفكير.

- لقد كنتُ أعاني من أحلامٍ سيئةٍ مؤخرًا. كنتُ قبلًا أتطلعُ كثيرًا للنوم، لأنني عندها كنتُ أتذكرُ أشياءً جميلةً عن ساني، ولكن مؤخرًا أصبحَ كلُ ما أراه هو.. أشياءٌ سيئة.

مالَ رأسُ سوجونغ بأعينٍ تلمع ثم قال: أشياءٌ سيئة؟ لا يمكنُ أنّ تحلمَ أنتَ بأشياءٍ سيئة.

كان الآن دوري لأميلَ برأسي باستفهامٍ واضحٍ على معالمِ وجهي.

- الأشخاصُ السيئون هم اللذين يحلمون بأشياءٍ سيئة. إنكَ شخصٌ جيد، لذلك هذا مستحيل.

ابتسمتُ بهدوء.

- سوجونغ، إنكَ بالكادِ تعرفني. كيفَ تعرفُ بأنني شخصٌ جيد؟

توقف القلم عن التحرك، ومررَ سوجونغ لوحته إليّ. هذه المرة، كانت صورةً لشخصين في الساونا، يمشيان يدًا بيد، والطفلُ يبتسمُ بسعادةٍ بينما الرجلُ الأكبرُ يحميه بقبضتِه.

- تذّكَر دائمًا.. أنا أعرفُكَ جيدًا.

أشارَ بعدها للصورة وأردف: أأحببتها؟ هذا ما أتخيلُ أنّ نكونَ أنا وأنتَ عليه عندما تأخذني للساونا معك.

جعلتني الصورةُ سعيدًا برؤيتها، وفي مكانٍ عميقٍ في رأسي، ومضت صورةٌ لي وأنا أمسكُ بطفلٍ ما، ولكنها سرعان ما تلاشت.
كانت لحظةً سريعةً كثيرًا لحدٍ لم أكن متأكدًا إن كانت فعلًا شيئًا اختلقه عقلي أم لا.

رسائلٌ إلى لا أحد.Where stories live. Discover now