اليومُ المائة والتاسع والخمسين

108 28 7
                                    

عزيزي لا أحد:
يومٌ آخرٌ هادئٌ مضى..
قضيتُ الصباح مع سوك جين في غرفتِه، ولكننا لم نفعل الكثير عدا من بضعِ محادثاتٍ صغيرة.


لا زالت رؤيتُه تأججُ شعورًا مؤلمًا في صدري.. وكأنّها تذكارٌ يذَّكِرُني بكلِّ الأشياءِ التي سلفَ وحدثت.

أظنُّه باتَ يستشعرُ ترددي عندما أكونُ هناك..
بدونِ وجودِ ساني في زيارتي اليوم، كانت زيارةً قصيرةً نسبيًا، وأُرسِلتُ لغرفتي مُجددًا بعدها.

- الغداءُ سيكونُ هنا في غضونِ دقائق. أخبرتني مرافقتي.

هذه المرةُ الأولى التي أحصلُ فيها على مرافقٍ يتبعني أينما ذهبت..
كان شيئًا مريبًا..

إنها امرأةٌ تكبرُني عمرًا، ولم أكن قد عرفتها أو رأيتُها قبلًا
تبعتني نحو غرفتي، وأخذت نظرةً حول المكان، ثم ذهبت.

- لم أركِ هنا من قبلُ قط. قلتُ، واقفًا في منتصفِ غرفتي.

كانت ضخمَ البُنيةِ بما فيه الكفاية لتملأ مدخلَ الباب!
بدت لي قويةً وجبارة.

مستديرةً وهي تغادرُ الغرفة، ابتسمت لي بلطف.


لم تكن ابتسامةً مزيفة، ولكنها لم تبدو حقيقيةً أيضًا.
بدت.. حزينة.

- أجل، لستُ في هذه الوحدةِ في الواقع. أخبروني بأنّ بعض.. الضيوف.. الآخرين لم يمتثلوا للأوامرِ مؤخرًا.

كان من الجليّ أنها تختارُ كلماتها بحذرٍ حولي.

- ولكن لا تقلق، أنا هنا فقط لحمايتكَ ليسَ إلا.

أومأتُ لها بصمت.

- عن إذنكَ إذًا. طابَ يومُكَ، سيد كيم.

انحنت قليلًا، وعندَ فعلِها ذلك، فُتِحَ مِعطَفُها كاشفًا لي عمَّ تخبأ في جيبها الداخليّ هناك.
مِن هناك، استطعتُ رؤيةُ لمعانِ الأداةِ الحادةِ المدببةِ المختبئة.
انحنيتُ بالمقابلِ أيضًا.

إذًا هذا ما عناه بالعوائق.

****

طبعًا، كما توقعت، لم يفهم أحدهم مقصدَ السيد مجهول عن العوائق، وكذلك لم أفعل أنا عندما قرأتُ الرواية، ولكن في أثناءِ ترجمتي، صفعني الإدراكُ بعدَ وقتٍ طويل، وأنا أقلدُ ما قامَ به السيد مجهول بأصابعه مرارًا وتكرارًا.

ما قصده كان أنهم حراسٌ طبعًا، ولكن ما أشار له بأنامله حين سأله تاي عن مقصدِه، وما نعته اليوم تاي بالأداةِ الحادة المدببة.. لم يكن إلا إبرةَ حُقن!
وإذا راجعتم الفصل السابق، وقلدتم الحركة جيدًا، ستدركون أنها نفسُ وضعية إمساككَ بالإبرة الطبيّة.

ستفهمون ذلكَ أكثر في الفصلِ القادم..

رسائلٌ إلى لا أحد.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن