اليومُ المائة.

138 43 4
                                    

عزيزي لا أحد:

شيءٌ مريبٌ يحصلُ لي.
إنني متعبٌ أكثرَ من المعتاد هذه الأيام.. أقضي نصفَ يومي على السرير، وأفوتُ دواء الصباح لأنني لا أستيقظُ إلا عند وقتِ دواءِ الظهيرة، وعندما أخرج، يبدو لي بأنني لا أملكُ إلا طاقةً تكفيني لبضع ساعات، وسيتوجبُ عليّ الاعتذارُ والعودة لأن النعاس يثقلُ رأسي.

أصبحت زياراتي لا تدومُ إلا لساعةٍ واحدة، ولم أذهب لزيارة سوجونغ منذُ أسبوع.
أتساءلُ إن كان يشتاقُ لي كما أشتاقُ له أنا؟

سوك جين هادئٌ كثيرًا هذه الأيام، ودائمًا ما يطالعني بصمتٍ فيما يدونُ في مذكرتِه.
مذكرته تلك غامضةٌ كثيرًا أيضًا يا عزيزي.. لم أكن قد رأيتها إلا منذُ بضعةِ أيامٍ فقط.
سألته عنها، ولكنه لم يسمح لي برؤيةِ ما فيها، ولم أجبره أكثر، لأنني خفتُ من أنه إنّ رأى هذه الرسائل سيصبحُ ملزمًا عليّ السماحُ له بقراءتها كما سمحَ لي برؤية مفكرته.
أتساءلُ ما الذي يجعله يأبى رؤيتي لها.

لا زلتُ لم أخبر ساني بأنني تذكرتُها. لا يبدو لي فعلُ ذلك صحيحًا فيما هناك عدةُ أشياءٍ أخرى تحدث.
جسدي يبدو لي أضعف، وسوك جين يبدو لي غامضًا جدًا، وكلُّ تلك الأحلامُ والكوابيس اختفت.
آوه صحيح، الأحلامُ والكوابيسُ ذهبت..

يبدو لي دائمًا وكأن كلَّ شيءٍ يصبحُ غائمًا عندما أحاولُ تذكرَ كابوسي الأخير، ويبدو بأنني ما عدتُ قادرًا على استذكارِ شيءٍ عندما أنام.
ذلك يزعجني، لأنني أشعرُ بأنني أنسى أشياءً يجدرُ بي تذكرُها.

حتى وأنا أكتبُ لكَ الآن، أعيني تثقلُ والقلمُ يتهاوى من يدي، والساعةُ لا زالت لم تتجاوز السابعة مساءً حتى.

ربما لن أستطيع الانتظار حتى منتصفِ الليلِ اليوم.

****

رسائلٌ إلى لا أحد.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن