الفصل الرابع

18.4K 807 24
                                    

زمهرير //إيمان سالم
قابل للتفاوض 2

"ومن العشق ما قتل" مقوله تتردد بين الناس لكن مدى صحتها لا نعلم عنه الكثير ... كل مانعمله حقا أن العشق يقتل بنا الكثير وربما لا ندركه ..الكِبر .. الخوف .. الأنطلاق .. ربما التحفظ
يقتل بداخلنا الكِبر لتجد نفسك شخصا آخر، تتنازل عن أشياء مستحيل كنت تفعلها دون الحب
الخوف يقتله بداخلك حتي تجد نفسك مقدام، شجاعة تنبعث بداخلك تدفعك لعمل أشياء قد يصفها من حولك بالجنون والصفاقة
الأنطلاق تجد خطواتك راكضه تكاد لا تراها أسفل قدميك تلهث ولا تستطع التوقف
التحفظ على قلبك، الخوف من جرح نافذ يترك ندبة قوية تؤلمك ليس فقط وتترك آثرها لمالا نهاية لكن مع هذا الشئ المسمى بالحب تجد نفسك الخائفة مشتهية للتجربة مهما كانت النتائج، تدفعك بتحفيز هائل وكأنها تخبرك بسهولة لن تخسر شئ سترى من الخارج وأن لم يعجبك الحب ستعود حينما تشاء!

غافلة أن الحب طريق بلا عودة ... وها قد ذلت قدماه فيه منذ سنوات كافح عمره كله ليخفيه خلف ستار الكراهية ... يجعل من بغضهم سبب قوي لأن يقسو على قلبه حتى لا يدعوها محبوبته، وهل كان يملك حق الأعتراض لقد قُدر عليه كل هذا دون ذنب والآن هي لجواره زوجته حبيبته حتى ولو أنكر و أقسى شئ على نفسه أنه لا يستطيع التعبير عما يجول بداخله حروب يجهاد فيها بفرده ترى متى ستكون الغلبة ولمن؟!، كهف مظلم، مرعب غامض، غير قادر على القرب حتى وهي ملكه وسواسه الدائم أنها تزوجته رغما عنها كى تحمي رحيم بالأخص وأنها لا تحبه

وآه من رحيم! كم يكره العلاقة بينهم رغم عدم إظاهره ذلك يشعر بالغيرة تكاد تفتك به وهو يراه يدللها ولا يخجل يحبها علانيه ... آه لو لديه القدرة لأن يكون مثله وأن تكون العلاقة بينهم ودوده كذلك لكنه قاس القلب مكبل المشاعر ... يُرودها دائما لكنها مازالت أبعد ما يكون للين، يحبها لكنه تربى على القسوة طابت ثمارة على أرض يابسة ... أفتقد الكثير وأي ثمار عطشه ستعطى مذاق حلو لأي شخص حتى ولا كانت شجن

يزفر بقوة وهو ينظر لباب الغرفة من بعيد أصبحت زوجته ليس فقط بل أم لابنته ... ابنته هل تراه حقا حزين كما تخبره أنها أنثى وليس ذكر شرد بعيدا يتخيل لو كانت فرحه ولد ..؟! هل كانت فرحته كما هي الآن؟! أهتزت مشاعره قليلا ... تنهد وهو يبعد وجهه ينظر للفراغ في تلك الظلمات القائمة ... نعم تمنى الولد لكنه سعيد بها غير كاره لما تظنه هكذا حتى لو كان هناك تمنى ايكره ابنته من أجل شئ لم يحدث ... دائما ما تراه سئ وهنا تكمن نقطة الوجع الذي لا يطيقه هي لا تراه من الأساس

رمى اللفافة الخامسة تقريبا معتدلا في وقفته يستند بظهره على السياج متحدثا بصوت جاف يحمل وجع خفي: آه منك يا شچن في الجلب ساكنة ولابده، ذي الوجع بين الضلوع راجدة، لاعارف أبعد عنك ولا حتى لجربى منك راضية، زي النچمة بتضوي بعيد في السماء فكرتها جريبه، رفعت يدي اطولها لجيت بحورها غريقة، وأنا اللي كنت بخاف من العشج أتاريه واعر جوي، متي ننول الرضى ونسعد بجي الجلوب، خايف يمر العمر في صراع أكيد مكتوب، لا الجلب عارف يبعد وفي عشقه يا بوي هيدوب

قابل للتفاوض+زمهرير (دراما صعيدية مميزة)Where stories live. Discover now