الفصل الواحد والثلاثون

27.3K 1K 26
                                    

رواية قابل للتفاوض
للكاتبة إيمان سالم

سأتمسك بك مهما ابعدني الجميع
سأتخذ من حبي لك حبائل تصلني بك
ليأتي اليوم الذي نجتمع به
وتنثر من حولنا الزهور
تدنو مني وتخبرني
أن مكاني في قلبك
لم تطأه قدم غيري
وتفتح لي الباب لأدخل
نعيش اليوم الذي تمنيته عمرًا
هل سيأتي هذا اليوم وتتحقق آمالي
أم سنتهي العمر وتنقضى السِنُون

تحدث ساخرا: ده كله ومش مكتره يا رحمة ومد يده يتحسس شفتيها ببطء، صعقت وتبلدت كل أطرافها لم تمكث يده كثيرا علي ثغرها حيث فردها علي جانب وجهها وكأنها بساط مدّ لها لترتاح عليه
أغمضت عينيها وهي تشعر بأن الارض تميد بها وللحظة ظنت أنها غابت عن الوعي

كان ينظر لملامحها المستكينة وأنفاسها البطيئة بتركيز شديد، أخرج من جيبه بيده الآخري منديل ورقي وبدأ في مسح اللوحه الفنية ببطء متعمد، لم تبدي أي ردت فعل إلا عندما أمسك الرموش المستعارة وهو يومئ بنفي متعجب لما تضعها وهي لا تحتاجها في شئ لقد حباها الله جمال حد الفتنه ومع جذبه لها صدرت عنها آنه خافته وعبس وجهه بدأت تشعر به... كأنها كانت في حلم جميل و أخرجها أحدهم منه ومن يكون هذا الشخص السئ
تطلع لعبوسها وأبتسم قليلا ... فتحت عينيها تطالعه بتيه وأنتقل بصرها ليده وهو ينزع الرموش عن العين الآخري بتعجب شديد، غضب ويتسأل عقلها ماذا يفعل ؟

وفي لحظة واحدة كانت مبتعدة عنه تقف وأنفاسها مرتجفه حتي الكلمات خرجت مهزوزة: بتعمل إيه؟!
اقترب منها من جديد مما جعل عينيها تتسع لا اراديا وترتد للخلف خطوات وئيدة تفكر ما ينتوي فعله ...وهناك افكار تدور بعقلها

اقترب ممسكا يدها بقوة نهرته متحدثه: وسيم أنت بتعمل ايه لو راية دخلت تقول علينا ايه؟!
لكنه فرد كفها ووضع تلك الرموش والمنديل الورقي بها مما جعلها تستشيط غضبا وهي توزع نظراتها بينه وبين كفها رغم تجمد جسدها

هتف وهو ينظر لعينيها المشتعلة: أول وآخر مرة تحطي الحاجات دي، أنا راجل ومحبش أن خطبتي واللي هتكون مراتي تحط الحاجات دي بارة وحد يشوفها ..

ارتغعت انفاسه ولم تحيد عينها عن عينيه نظرات مشتعلة تقابلها آخري باردة كالصقيع

أتبع ليهدي من موجه الغضب التي تنتفض داخل عينيها: وبعدين أنت حلوه مش محتاجه لكل ده

تحولت النظرات لاقسي هل يراها طفله سيضحك علي عقلها بكلمتين معسولتين بعد أن ضربها كف .. آثاره مازالت باقيه ... مما يتكون هذا الوسيم من برود حاد ومشاعر متبلده ... تشعر بالغيظ الشديد لو مكنها أحد منه لأبراحته ضربا حتي يتأدب ويعرف كيف يعامل الفتايات الرقيقات، تنتفض من الداخل لا تعلم كيف ترد فعله الجارح لكرامتها هذا ؟!

زفرت وهي تبعد يده الممسكة بيدها بقوة وكأنها تخبره نفورها منه ... وبالاحري من تحكماته .. وجلست علي أقرب مقعد تضع ما في يدها أمامها على الطاولة تحت وطئ نظراته متحدثه ببرود يضاهي ما يملكه: في أوامر تانيه يا وسيم بيه؟!
رفع حاجبه يشعر بأن البداية شاقه للغاية فماذا بعد ذلك إذن؟!

قابل للتفاوض+زمهرير (دراما صعيدية مميزة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن