الجزء الثاني «الفصل الاربعون »

27.3K 1K 76
                                    

رواية قابل للتفاوض
للكاتبة إيمان سالم

ستضيق حتي تشعر بالاختناق
تنتفض تحاول الخروج من تلك الحالة المؤلمة
لتجد نفسك في آخري اشد إيلاما .. اليد التي تمد لك هي ابعد يد عنك ما تخيلت انها ستحاول نجدتك تجذبك لتريحك في وقت يأسك لتنعم بأمان غاب عنك طويلا

في سرايا فضل
يتحدث بهياج شديد: كيف يعني لغيتم الاتفاج .. ليه هو كان لعب عيال!!
زفر حامد في خبث متحدثا: يا ابو خال الاتفاج هيتأجل هبابه كده يعني الناس جلجانه من الحكومة اليومين دول
طالعه بشك متحدثا: بس جبل الفرح بكام يوم مكنش ده حديتك، جايل لي بعضمة لسانك إن الدنيا زينة وكله تمام كنت هتسيرني لحد ما خلص اللي عاوزينه اياك
-لاااه لاه مش كده يا ابو خاله كل العطل جاي من عند الناس التانية مش احنا ولم الدنيا تمشي لك نصيبك زي ما اتفجنا
-طب ليه مخدوش دلوك ؟!
-لاااه ام نمشوا الامانة تاخد نصيبك وجفل الكلام علي كده يا عاصم
نظر لفضل الصامت تماما متحدثا: عجبك اللي بيجوله اخوك ده يا فضل!

كان يطالعهم بصمت تام .. لا يعجبه طرق حامد الملتوية لم يفعلها يوما واخل الاتفاق مع أحد، لكن علي ما يبدو أن حامد كان يستغله ليفعل ما يريد وبزواجه من شجن قد انهي ما اراده ولن يستفيد منه شئ آخر فأصبح كالعلكة الذائبة في الفم افضل شئ أن يبصقها بعيدا
حمحم يجلي صوته متحدثا: خلاص يا عاصم حامد جالك ان التأخير مش مننا من الجماعة التانين مبيتهربش منك ولا حاجة
مش صح يا حامد
نظر له حامد نظرة ثاقبة ليفهم ما يريد لكنه استدعي الغباء لينتهي الامر واتبع: اهه خلاص يبجي ادينا مهله يومين ولا حاجة نشوف الدنيا هيحصل فيها ايه

ماشي يا فضل بس اعرف ان كنت معاكم راجل في كل حاجة للاخر
نهض فضل من مجلسه يرتب علي كتفه وهو ينظر للفراغ وظهره لحامد متحدثا: راجل والرجال جليلة يا ابو خاله وضغط علي كتفه ليدعمه
تنهد عاصم وهو يهتف: ليناوكلام تاني يا حامد بللاذن
غادر تحت نظرات حامد الغاضبة ونظرات فضل الحائرة

لم يفق فضل من شروده الا علي صوت حامد القادم من خلفه متحدثا: خبر ايه يا فضل كن كلامي مش عجبك
التفت يطالعه بتأنِ متحدثا: صوتك بجي عالي علي يا حامد
احتدت عينيه متحدثا: ناسي أني اخوك الكبير ولا ايه
لاه منسيش يا حامد كنك أنت اللي نسيت إني كل اللي انتم فيه ده بسببي تعبي سنين طويلة وانت واخوك مجضينها نوم وبس

سبحان الله ابعد تجول مرتاحين اجرب تجول تعبي والوجتي بتتكلم اعملك ايه عشان تكون مرتاح
متعملش حاجة سيب الدنيا زي ماهي تمشي
قصدك ايه؟!
بلاش لعب من تحت يا حامد اي حاجة ناوي تعملها علي الاجل خد رأي مش احنا شركه ولا ايه
كله ده عشان عاصم
لاه مش عاصم بس، وحتي هو انت اتفجت معاه علي مصلحه خلصه اديله حجة ليه بتغير كلامك معاه
زفر متحدثا: متنساش انه مهما كان من العتامنه وعمري ما حبتهم ابدا
ومين جالك حبهم بس ده شغل وانت نفسك جلت مندخلش عوطفنا في الشغل صح ولا لاه
ابه عليك يا فضل كل ده عشان الزفت ده
لاه انا المشكلة عندي مش في عاصم المشكلة عندي في دماغك اللي ماشيه شمال دي وهتودينا في داهيه وهتبعد الكل عننا
وفر وهو يغادر: هفكر في موضوع عاصم تاني عشان خاطرك بس، بس ميطمعش في كتير هنرضوه بحاچة كده
زفر الآخر وهو يضم عبائته صاعدا لاعلي فالوقت تأخر ولجسده عليه حق في الراحة .. لكن الاهم هل تأتيه الراحة وتطرق بابه
دخل لنتهي من حزن ليبدأ اخر وهو يستنشق انفاسها الغائبة .. يبتسم بألم مجرد ذكراها تسعده ويبعث في روحه وجعا عظيم .. يعلم انه خارج حسباتها تماما لكن قلبه معلق بها ليس عليه سلطان لان يبعدها عن افكاره او يقصيها خارج حسباته .. ألم من نوع خاص الحب المستحيل الحب من طرف واحد ... فتح خزانته ليخرج ثياب له ويري اثوابه المقصوصة بإيديها التي كانت ترتديها يبتسم من قلبه وهو يتذكرها في تلك الاوقات لتتحول البسمة لاخري باهته وهو يمسك الثوب الذي كانت ترتديه يضمه بين كفه ليشمه وتبدأ رحلة المعاناة اليومية من جديد وهو يتمدد علي فراشه وهذا الثوب بجوار يطالعه كانه هي حتي تغمض اجفانه ويضيع في ملكوت آخر

قابل للتفاوض+زمهرير (دراما صعيدية مميزة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن