الفصل العاشر

34.8K 1.1K 46
                                    

رواية قابل للتفاوض
لـ /إيمان سالم

يراك الجميع بمظهرك الخارجي إنسان
لكني أراك ببصيرتي ذئب يتربص بفريسته
قلبك قلب ذئب وعينيك عين ذئب
مهما قدم له من طعام ليرضى ويصبح أليف
لن يكتفي وسيظل يشتاق لوحشيته وللغابة

انصدم الجميع والصدمة الاكبر كانت من نصيبها سقطت الملعقة من يدها محدثه دوي، نظرت لفارس سريعا نظره خاطفة تطمئن أنه وراء ذلك الاعتذار هل نصرها أخيرا عليها هل يرد لها حقها، لن يفرق معها شئ الا لو كان هو الفاعل ... نظرته اخبرتها بكل شئ ارتد بصرها لمن تقف متحدثه: حقك على يا حنان، أنتِ عارفة اني كنت قلقانه على "علي"
ابتسمت حنان و في داخلها تشعر بالنصر، ترفرف بجناحات من فضة صنعت لها خصيصا لتلمع في السماء تريد الزهو ونفش ريشها لكن طيبتها المعهودة غلبتها فهتفت: محُصلش حاچة يا حبيبتي، أنا كنت جلجانه عليه أنا كمان الحمدلله أنه رجع بالسلامة ربنا ميخصروكمش فيهم واصل ونظرت لفارس بحب

امن الجميع على كلماتها واتجهت إنتصار وهي تغلي تجذب مقعدها المجاور له تجلس عليه بضعف ونار مشتعلة بداخلها تحاول رسم صورة هادئة أمامهم ... لم ترفع نظرها له بعد وكأنها لا تريد رؤيته الآن

كان يشعر بكلاهما، واحده تكاد تبكي من السعادة والاخري لولا كبريائها لبكت من القهرة ... اكمل طعامه وكأن شئ لم يكن لن يجعل "الحريم" كما يطلق عليهم دائما أن يتحكموا فيه مهما كانت الأسباب

نظرت سلوان لمن ينظر لها شزرا وكأن نظراته أخبرتها أن ما قالته في حقهم كبير ولن يغفر ... شعرت بالتوتر ليس منه بل من الوضع كاملا ... التيه مازال مستمر كأنها في صحراء قاحلة فقدت الطريق وليس لها مرشد وكلما اهتدت لشئ تري به النجاة لا يكون الإ وهم كبير يفقدها جزء أكبر من قدراتها

نظرت لمن تنظر لهم بفضول ونظراتها عطشه لاشياء كثيرة ... تلك النظرات جعلتها تتراجع فلن تكون زوجه أب سئية حتى وان كان هو سيء في حقها يكفيها حرمانها من ولدها لايام وعانت من طعم الحرمان فمذاقه مر علقم ... ابتسمت "لـحبيبة" بحنان ابتسامة بسيطة ... لكن كان لها آثر كبير ،طارت الصغيرة من الفرحة فبادلتها البسمة بآخري كبيرة تنير وجهها ثم اتبعت كل منهما تتناول الطعام في صمت ومازال التفكير يرهقها كليا

تدخلت والدتهم لتقطع هذا الصمت الموحش متحدثه بصوت ذابل وكأن الكلمات التي ستنطقها سرقت روحها : عاصم چالك يا فارس وانت مش اهنه
تبدلت الملامح بآخري والنظرات بأشرس وأعمق
تحدث والطعام يملئ فمه: ايـــه، جي هنا ازاي؟!
ردت في غضب: زي الناس يا فارس، جالك اهنه ومستني الرد يا ولدي

ضرب رحيم الطاولة بعصبية مفرطة وتحدث: ردت الماية في حلجه ،جال عاوز الرد جاااال
انتفص البعض ونظر الجميع في تعجب هل هذا رحيم الذي نادرا ما يغضب بتلك الصورة على عكس فارس!

قابل للتفاوض+زمهرير (دراما صعيدية مميزة)Where stories live. Discover now