الفصل السادس والعشرون

26.7K 1K 54
                                    

رواية قابل للتفاوض
للكاتبة إيمان سالم

لا تقل حب ولا تقل وداع

أنا عاوزاك تتجوز رحمة يا وسيم

صمت تام ... لديهم جميعا الكل يسبح في فلكه... فهو لم يكن يتوقع طلبها ذلك مطلقا ... وهي تنتظر رد فعله رغم شعورها بالخجل منه لكن الشعور الأكبر الذي يطغي عليها هو مسئوليتها تجاه اختها التي مازالت في مقتبل عمرها ورده تتفتح وتريد يد حانيه لتعتني بها تحميها من كل شئ ولم تجد يد أفضل منه ... وسيم هو رجل حقا

والاخري خلف الباب كانت تتوقع العكس ظنت للحظة أن راية تحبه وتوقف قلبها لتلك الفكرة لكن الآن تشعر بالهلاك أكثر من ذي قبل فأختها تعرضها علي من تحب ليتزوجها ... ترخص من قدرها بتلك الطريقة ... لما تفعل ذلك التلك الدرجة هي زهيدة في نظرها ماذا سيقول عنها الآن ..؟!

فتحت الباب سريعا تريد رؤية تعبيرات وجهه تريد رؤية نظرات عينيه بعد تلك الكلمات تريد أن تتلقي القرار بقلبها لا بأذنها ليس فرحا فهي في كلتا الحالتين خاسرة موجعة ... تطالعه دون خوف من أن يراها وكان هذا أصبح آخر همها ...!

حدثت نفسها ربما اخطأت في تسرعها ومحادثته للأمر مباشرة بتلك الصورة ... فهي لا تعلم ربما في حياته آخري، ربما يعشق واحدة وقفت عند تلك الخاطرة تطالعه بخوف ودقات قلبها تصدح عاليا ... ماذا ستفعل إن خذلها ... لكن إن وجدت في حياته آخري فستنسحب وتتمني له الخير فهو يستحقه وأكثر ... فمنذ أن رأته يقف بجانبهم دون مقابل ... لكن قطع افكارها وصخب نبضها

تحدثه بصوت هادي يواري خلفه تخبطه وارتباكه من الموقف ككل متفاجئ نعم لن ينكر لكنه يعلم أنها لن تطلبه منه ذلك هباء : موافق

كلمة واحدة فقط!
لا تحتمل غير معني واحد الرضي ... هل هو راضى حقا!
لا تعلم!

شهقت لداخلها الواقفه تتابع الموقف عن بعد لم تتواقع أن يكون رده بتلك السرعة ولا تلك الكلمة ... هل سمعت جيدا ؟ هل ما قاله يقصده ؟ أم انها تتوهم! أم أنه وضع في موقف حرج فلم يكن أمامه سوي الموافقة! ...لاتعلم
ايهما أقرب للحقيقة ولكن نظرت عينيه لا تعطيها الاطمئنان الكامل ولا تعطيها الخوف نظرة محايدة من أين له بكتمان ما يشعر لتلك الدرجة؟!

هتفت راية في شك رغم ما بداخلها من سعادة: وسيم أنا آسفه لو كنت اتكلمت معاك بصراحة زايده واعتبرتك أخ ... مش عاوزاك توافق عشان مجبر

هتف وهو يضع كفه علي ذراعه الآخر: أنا مش مجبر يا راية
هتفت في حزن: مفيش في حياتك حد
كان جوابه مجوز للغاية دون أدني تعبير: لأ
راية وهي تضغط علي جانبي رأسها متحدثه بصوت مشوش: مش عارفه حساك وافقت عشان خاطر ... وضغطت رأسها اكثر
اقترب منها خطوتان وفي الثالثة كان يحدثها بشك: حاسة بحاجة؟!
-صداااع قوي
-اشوف دكتور ؟!
اخفضت بصرها قليلا متحدثه :اكيد ده من التعب والاجهاد
-اكيد
نظرت له بتفحص هو قريب منها بدرجة تستطيع كشف ما بداخله ... هتفت بصوت هادئ: ايه اللي خلاك وافقت كده بالسرعة دي؟!
كان رده سؤال تو الآخر: وايه خلاكِ تفكري أن مش هوافق علي طلبك؟!
-خايفه اكون اتسرعت واجبرتك علي كده
طمئنها بنظرته قبل حديثه هامسا: صدقيني أنا مش مجبر ورحمة بنت كويسه ألف واحد يتمناها
شعرت راية بالاطمئنان قليلا فأهم شئ عندها قد حدث وهو موافقته علي،ما تريد

قابل للتفاوض+زمهرير (دراما صعيدية مميزة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن