الفصل السابع والثلاثون

25.4K 1K 86
                                    

رواية قابل للتفاوض
لـ /إيمان سالم

تراودني احلام بأنك هنا قريب مني مهما تباعدت المسافات وطال الغياب .. مهما كان الظلام حولي ... يعم الارجاء يُخيفني! يخبرني أني بمفردي .. لكن بداخلي يقين أنه سيزول ويظهر النور من وسط الظلام ... النور الذي سيكشف عن هويتك المجهولة ... ستكون المحارب ذو السيف البتار الذي سيقتلعني من غياهب الظلمات افكم اتتوق لتحقيق تلك الاحلام

الدخان في كل مكان مازال قائم ... رغم محاولتهم السريعة في السيطرة علي الامر .. وهناك من يقف يغلي كبركان علي وشك الانفجار ...لقد وصلوا للنهاية بفعلتهم تلك تجرئ وراءه الاخر هو يصمت لمنع بحور من الدماء ستراق لكن كفى يشعر بالغضب كما لم يشعر من قبل .. يشعر بالمهانة بعد فعلتهم تلك تحديدا .. فعلوها ليخبروه بأنهم الاقوي وبمصطلح دارج «يعلمون عليه» .. تباً لهم جميعا ... ليروا فارس الثائر إذن وليحاول أحد إيقافه لقد أنطلق السهم ولابد من أن يصيب شئ

دخل الشقة في شئ من المجازفة رغم محاولة الجميع لابعاده ومنعه ربما تطوله النار او يختنق بالداخل لكن لم يستطيعوا منعه أراد أن يري كل شئ علي حالة قبل أن ينتهي ... النار مندلعه من مكان واحد فقط وممتده في اتجاهات متفرقة كأنها شبكة عنكبوتية ... وكانت لجوار غرف النوم ... مقصودة تلك الفعلة .. فليس هناك تفسير آخر يريدون قتلها... سعل بقوة فالدخان جعله يشعر بالاختناق واحمرت عينيه وضع يده علي فمه وانفه يحاول منع الدخان من الوصول لها .. وخرج سريعا متجها لرجاله يخبرهم بأن يظلوا هنا لحين وصول الشرطة وابتعد هو قاصد مكانها لأعلي ...

كان الباب مفتوح بالفعل لم يبذل جهد في طرقه .. تسأل وهو يخفض بصره: الاستاذِه راية موچودة
-ايوه موجوده جوه في الاوضه حضرتك قريبها
لم يفكر كثيرا واخبرها: ايوه، ياريت حد يعرفها إني موچود بارة وعاوز اشوفها
-اقولها مين؟
-فارس جوليلها فارس عتمان
اومأت وهي تبتعد بخطواتها الناعمة متحدثه: اتفضل جوه وأنا هقولها
أومأ في رزانته المعهودة واتجه لاقرب مقعد يجلس عليه في صمت

دلفت تلك الفتاة .. للغرفة الممددة بها راية .. علي فراش أسود اللون ذو اغطية وردية حتي الستائر ... اقتربت تحدثها: عاملة ايه دلوقتي؟
وماذا ستكون غير منهكة القوي .. ضعيفة ... همست بصوت خافت من بين شفتيها الزرقاء :كويسه

سألتها في خوفا: لسه حاسه أن اعصابك مفكومه ولا بقيتي قادرة تحركي ايدك ورجلك كويس
اومأت بالنفي متحدثه: مش قادرة أعمل حاجة لسه
شعرت بالقلق محدثه نفسها: المفروض تروح لدكتور
لكنها هتفت: في واحد بارة عاوز يدخلك
-ماشي
خرجت الفتاة تخبره بأنها تنتظر

ما كانت تعرف شخصية الزائر لكنها تظاهرت بالقوة حتي في خضم آلمها ... دلف ناحيتها بخطوات متفحصة
ودت لو تنشنق الارض وتبتلعها عندما رأته وانهارت قوتها المزعومة أرضا ليظل الجمود سيد الموقف
جلس علي مقعد قريب من الفراش يتطلع علي وجهها الشاحب وشفتها الزرقاء متحدثا بشك: أنت كويسه
اومأت بعينيها فقط حتي جسدها لم يطاوعها متشنج فوق انحلاله .. تحدث بشئ من السخرية: جلت لك جبل كده إيه ... هيأذوكِ ومسمعتيش كلامي واهه، مكدبوش خبر ومش بس كانوا عاوزين يأذوكِ لاه كانوا هيموتوكِ، عجبك كده
رفعت نفسها أكثر متحدثه بصوت جاهدت علي اخراجه لكنها كالمحروج تشعر مع كل كلمة بألم كبير: جاي مبسوط فيا يا فارس بيه متشكرة قوي
رد في سخرية: مبسوط، وايه اللي هيبسطني اياك وانا شايفك كِده مايته، كبرت راسك علي كلامي واهه كل كلمة جلتها حصلت وبزيادة كمان ومش أول مرة يا إستاذة فاكرة لما جتيتك أول مرة وجلت لك بعد عن الناس دي ومصدقتيش كلامي فكرتيني عاوز مصلحتي رميت نفسك وسط النار حتي لم جيت امد لك يدي جلت لاه أنا عارفه اتصرف لوحدي وكنت هتموتي فطيس اهه
زفرت أنفاس قوية تؤلم صدرها متحدثه: جاي شمتان فيا علي العموم مش هسكت وهدفعهم تمن اللي عملوه فيا وفي اختي كلــه
غلطانه أنا جاي امد لك يدي للمرة التالتة واعتبريها المرة الاخيرة

قابل للتفاوض+زمهرير (دراما صعيدية مميزة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن