الفصل التاسع

17K 800 36
                                    


زمهرير/ قابل للتفاوض2
بقلم إيمان سالم

الجسد والروح كحصانان جامحان
كلاهما يسير في طريقه والنفس تتطلع لان تجمعهم معا لـ تطمئن، شقاق قائم وعناق تحلم به
تركض خلفهم تحاول كبح جماحهم لكن الطريق شاق
قفزات ثم وثبة عالية لتكون أعلى أحدهم تحاول السيطرة عليه، هائج، تمسك اللجام تعافر ليهدئ تتنهد براحة لقد تم الأمر
حين ذلك تنظر خلفها لتجد الآخر قد ولى بعيدا، وقتها فقط تدرك أن الطريقان مختلفان ولن يجتمعوا معا مهما فعلت.

--------------------------------------

النوم سلطان وهي الآن بين أحضانه غافية، حتى ولو ابعدها قسرا ستعود لادراجها مازال غير مدرك لكونها نصفه الآخر وهي سكنه

يستيقظ قبلها يشعر بتنميل في ذراعه الايسر يفتح عينه بثقل يطالع ما الأمر ولم يكن سوى أنها تضمه كما أعتادت مؤخرا قربها منه يخبره بالكثير
بسمة كبيرة ومازال النوم مسيطر عليه ثم صدمة تلاها عبوس وسحب يده مبتعدا عنها لتستيقظ مدركه الوضع .. وما فعل .. هل ابتعد عنها التلك الدرجة غاضب؟!

انقلب على جانبه يوليها ظهره وعقله يعج بمئات الأفكار
أهمها غضبه من الصورة التي مازالت راسخه في عقلها
تجاهه

وهي تصارع بين كرامتها وقلبها
هل ستضيع كل المشاعر والتفاهم بينهم في لحظة سوداوية؟! لا تعلم ما سببها وما بداخله لكنها تود لو تكسر رأسه اليابس هذا ليتعلم أن يخبرها بكل شئ، يفصح ويصفح متى تنال الاثنتين؟!

آه لو تعلم .. متى يلين هذا الصخري ويريح قلبها من عناء القادم وحساب كل خطوة معه، تخاف كل شئ حتى ردت فعله تخافها
لكنها لم تملك خيار وهي تلتفت له بكل ذرة حب تضمه تتعلق به وكأنها هريره تتمسح في ثوب صاحبها تستجلب حنانه هاتفه بصوت حانِ: للدرچة دي يا عاصم زعلان ؟!
لم يجيبها بشئ لكن نبضاته أوصلت لها الجواب عاشق مع سبق الأصرار
يهتف عقلها في تسأل "إذن لما العناد والبعاد وكل ذرة به تعشقني وتريد قربي "
همست من جديد بما يشبه الرجاء والنداء الأخير: هتخبي يا عاصم جول حتى لو حاجة هتزعلني متخلناش نبعد من تاني

اهتز داخليا من رجائها فهتف في قسوة: سمعت اللي جولتيه لعزيزة امبارح
تجمدت وتوقف قلبها ماذا يقصد؟!
هتفت بتوتر وهي تعتدل قليلا: سمعت ايه يا عاصم؟!

إني اللي يعاشرنا اهون ليه يعاشر العفاريت أنا كده سو في نظرك يا شچن
اسبلت تتأكد مما سمعت هل من كل كلامهم لم يستمع الا لهذا ؟! يالا حظها السئ والعثر دوما معه لكنها حمدت الله انه لم يستمع لباقي الحوار ربما كان الوضع اسوء

هتفت بتوتر كبير عاصم مكنش جصدي والله ده أنا كنت اااا
كنت إيه جولي؟
متلعثمه ماذا تقول وماذا تخبره هتفت في يأس وهي تضمه أكثر: كنت أجصد بها حاجة تانية صدجني يا عاصم مجصدتش اللي وصلك ده أنا هحبك
مازال الغضب متملك منه، هتف بتشويش: كان جصدك إيه يا شچن؟ عرفيني؟

قابل للتفاوض+زمهرير (دراما صعيدية مميزة)Where stories live. Discover now