الفصل السابع والعشرون

26.8K 1K 40
                                    

رواية قابل للتفاوض
للكاتبة إيمان سالم

يقولون أن الحب ضعف
والضعف لم يخلق ليكون من نصيبنا
نحن خلقنا لنكون أقوياء
إذن هي الحرب بيننا وبينه لنفوز فيها لا محالة
طريق طويل والهدنه بينهم مازالت قائمة
لكن الحرب مستمرة في الخفاء
حرب إستنزاف طرفيها أشداء
كل منهم يريد أن يكبد الآخر خسائر
يريد الفوز ليس فقط بل وتدمير الآخر كليا
يريد النصر لنفسه وسحق خصمه والتمكن منه
ولن يكون ذلك إلا بإستغلال نقط ضعفة
يضغط عليها ... ليفوز
ولن يستمع لآهاته المتوسلة
التي ترجوه أن يتراجع في قراره
لكنه متابع في طريقه مهما كانت الخسائر لن يلتفت
قلب متحجر و ثأر قديم
ثأر يعيش في القلوب لم يمت بعد

كان ينتظر وصولهم يجلس في مقعده يبتسم بداخله في خبث شديد ... لابد اليوم من أن يخرج ما في جعبتهم ... يعلم جيدا أن فارس لن يرضي بِه زوجا لاخته مجرد وقت ليجد حل يبعده به عنها، يعلم ما يفكر به ويلاعبه بنفس مبادئه ... فهو أصبح كارت محروق، خاسر لقد استفاد منه ما أراد بأعلان الخطبة بشكل رسمى وأنتهي الأمر لن يستفاد منه شئ آخر يعلم ذلك ... وأتفق هو وفضل علي أن يتم الأمر اليوم لابد من كسر شوكتهم تماما آن الآوان ليرد كل شئ لموضوعه ... ولن يكون هناك أفضل من فرح أولاد العموم وكل العائلة حاضره من صغيرها لكبيرها ... سيكون العرض مغري، سيضرب علي الحديد اليوم وهو ساخن يعرف جيدا كيف سيضرب ليلين له ويطوعه كيفما يشاء

لكن هناك أمر لابد من أن يفعله الآن أولا ... غادر خفيه للخلف متخذ طريق غير طريق الدخول والخروج هناك في تلك الزوية يقف ينتظر وصولها يعلم جيدا أنها علي وشك الوصول والمرور بتلك المنطقه وعلي يقين تام أنها لا تريد رؤيته، يظهر هذا علي ملامحها بقوة عندما يراها وتراه وكأنه شيطان خيل لها يري منها نفور يبغضه لكن الخوف بداخلها يظهر ايضا ولن يكون عاصم عتمان إن لم يستغل ضعفها ... وقف لجوار تلك الشجرة فاردا ظهره وأحدي ايديه داخل شق جلبابه يقف بطله طاغية تبث الرهبة في النفوس وما بالها هي البريئة سيكون آثر وجوده علي نفسها بأي صورة ؟!

كانت تسير لجوار أنتصار وأمامهم حنان وسلوان ووالدتها ... كان التوتر يسيطر عليها رغم مجاهدتها لاخفائه لا تريد أن تظهر بمظهر الضعيفه الخائفه رغم أرجلها التي تكاد تلتف حول بعضها من تفكيرها أين هو وهل ستلقاه هنا؟! مشتته بين خوف ونفور... لكن فجأة وهي تتجه ببصرها لترد علي انتصار لمحته واقف بعيدا ... تجمدت للحظة تكذب عينها وقلبها بأنه هو ...! التفتت سريعا لتراه مرة آخري وكانت الفاجعة أنه هو حقا يبتسم لها إبتسامة غريبة وكأن ورأها شئ بعيد لا تعلم ما هو لكن خوف كبير دب في قلبها وارتفعت دقاته يكاد يسمعها كل من حولها.... ينتفض قلبها بصدرها بقوة تمسكت بأخر جزء من عقلها حتي لا تصرخ وتجمع الناس حولها من هول المفاجأة والرعب الذي اصابها من رؤيته والخطوة التالية كادت تسقط أرضا لولا يد إنتصار التي امسكتها متحدثه: مالك مش تاخدي بالك شجن!

قابل للتفاوض+زمهرير (دراما صعيدية مميزة)Where stories live. Discover now