الفصل قبل الأخير

16.3K 882 55
                                    

الفصل قبل الأخير
زمهرير /إيمان سالم

تركت قلبي لك والدموع تحاوطه
املا في حبك أن يكون باقي
وعندما لمحته عيناك لم تبالِ به
وذبحته دون لمحة ارتجافٍ

اليوم هو الاربعين
كانت تجهز نفسها للذهاب مع نساء العائلة لتقديم الواجب كما هو متعارف عليه في الظاهر لكن في قلبها اشتياق لرؤيته لن تنكر ولم يكن السبب الوحيد بل تريد أن تراه بعد تلك الفاجعة فمنذ رأته آخر مرة وقلبها يؤلمها فهي على يقين تام كم كانت تمثل له همت .. زفرت بقوة وهو ترتدي وشاحها الاسود الطويل المتدلي للامام يغطي جزء من وجهها .. لقد عادت لما تركته منذ ان سافرت، عادت لكل القيود التي تفرض عليها والآن تراها أكثر من قبل فهي الآن مطلقة ويالعار تلك الكلمة عندهم فهي هم ثقيل، لن تنسى نظرات اقاربهم عندما شاهدوها في العزاء رغم انهم المقربين فهي لم تذهب في اول الايام لتلك الاسباب لن تنسي مطلقا نظرات الاستنكار وبعض الاحتقار وهناك من ابتعدوا عنها وكأنها مصابة بمرض معدي يخشون اصابتهم به

انتهت وكانوا بالاسفل في انتظارها لن تنكر نظرات الاعتراض التي تراها في عين فارس لكنه صمت على مضض امام دفاع رحيم عنها كعادته
اتجهوا للسيارة بالامام الرجال ورحيم يقود وفي الخلف زوجاتهم وشجن متخذ جانبا تنظر من النافذة وتفكر ماذا لو عاد بها الزمن لسن السابعة عشر قبل أن تعرفه؟..كيف ستكون حياتها الآن؟ هل ستزوجه؟ هل ستضحي بالكثير لاجله وهو لا ؟

تنهدت بقوة وهي ترى وصلهم لبيته
ترجلوا من السيارة وهي وسطهم تتحامى بهم ونبضات قلبها عاليه تشعر بتوتر غريب كدخولها امتحان مفاجئ
المضيفة لجوار البيت كان في مقدمتها يجلس مكفهر الوجهه صامت، لمحت تغيرات كثيرة طرءت على وجهه تلك الذقن النامية وشعره الغير مهذب ليس فقط لكن لمحه الحزن على فراقها لم تنطفئ بعد
لم يلمحها، حمدت الله في سرها فهي كانت تسير خلف سلوان قصدا
في الاعلى .. عند النساء لم يكن الجمع كبير فهم جاءوا متأخرين قليلا نزولا لرغبة فارس
جلسوا بعد مصافحة الكل لجوار عزيزة التي بان اليتم في عيناها وكأنها صغيرة لا أحد لها الحزن يرسم لوحة بائسة على وجهها .. جلست شجن لجوارها تربت على كفها بحنان وكأنها تمدها بمواساه مفتقدها من كل من هم حولها .. الجميع يحدجها بنظرات غريبة وهي لا تبال لكن هناك عينان كعيون القطط تتفحصها بشئ غريب امسكتها أكثر من مرة تتطلع لها بتلك الطريقة الغريبة وحينها يكون رد فعلها أن ترفع حاجبها بنظرة تحدي لاتعرف سببها حتى
تنفست بقوة ودعت على نفسها فدائما ما تجذبها مشاعرها لكل شيء سيء ليتها استمعت لنصيحة فارس لكانت الآن لجوار اطفالها في فراشها هادئة بعيدا عن تلك الاجواء التي تزهق روحها

حاولت الاسترخاء واستجماع شتات نفسها من جديد وهي تضم كف عزيزة متحدثة بنبرة حانية غير مصطنعه على الاطلاق: حاسة بيك يا حبيبتي الأم دي حاچة غالية جوي كل يوم بيعدي عليكي تجولي هنسى تلجيكي بتفتكريها أكتر من الاول
التفتت اليها بعبرات جامدة، تومئ مؤكدة ما تقول
تابعت شجن: خابرة جلبك دلوك عامل إزاي ..
تابعت عزيزة بصوت مبحوح: حاسة خدوه معاها يا خيتي حاسة اني في حلم مجدراش اصدج بجى دي امي اللي كانت كلمتها تهز الدار راحت فين حاسة إن الدار من غيرها زي الكهف
ضمتها عزيزة لصدرها هامسة: اتكلمي يا حبيبتي عسان ترتاحي فضفضي

قابل للتفاوض+زمهرير (دراما صعيدية مميزة)Место, где живут истории. Откройте их для себя