الفصل الواحد والأربعون

25.6K 1.1K 64
                                    

رواية قابل للتفاوض
للكاتبة إيمان سالم

الحياة محطات
كل منها تترك آثر بك
قد يكون حزن .. وقد يكون فرح
لكن الأهم هو أنت
أعلم أن قوتك بداخلك أنت
وتلك القوة قادرة علي تخطي الحزن لتنطلق لمحطة السعادة
لكن حين وصلك لا تنسي من امسك يدك لتصل

اتجهت للمرأة ببطء تقف أمامها تتطلع بعيون دامعه لجسدها كاملا بقلبِ يبكِ ويخبرها ما فائدة الجمال إن كانت عيون ما نحب لا تراه بل تكرهه، ينفر منه يحسبها تستلغه كسلعه لجذب عيون الاخرين وهي ابدًا ما تفعل ذلك تلك طبيعتها التلك الدرجة يراها سيئة! ...ليس فقط بل اخبرها أنها رخيصه عُرضت عليه كسلعة مستهلكة ... قيمتها زهيدة إذن أصبح الجمال نقمه لصاحبته اخرجت من يدها مقص جاءت به من شقتهم وامسكت خصله لا بئس بها من شعرها وتذكرت اولي كلماته وقصتها دفعه واحده وهي تطالع انعكسها في المرآة دون أن يرف لها جفن

وامسكت اخري تطالعها بتيه فاصبح هناك فرق بين الان وبين ما مضي .. ماذا تريد؟ لاتعلم .. لكن المقص اتخذ الخطوة بدلا منها وكأنه يرفق بها ... وخصلة ورائها اخري حتي وجدت الارض حولها تفترش شعرها كبساط من حرير ... لم تبكِ سوى دمعه واحده يتيمة تدحرجت ببطء لتسقط ارضا وورائها المقص مجهدًا

رفعت يدها تتحس شعرها القصير .. اصبح يعلو كتفها بكثير.. كانت مشاعرها مبهمه لا تظهر أي ردت فعل ...
تركت كل شئ واتجهت لخزانه ملابسها المرتبة .. تطالعها بنفور وألم وتفكر في كلماته من جديد كم تمنت حرقها كلها ،أغلقت الخزانه بعنف كاد بابها ان يكسر
واتجهت للفراش وتركت ما فعلت كما هو ... اليوم لديها محاضرات ... لن تحضر ... هاتفه: مش مهم يا رحمة مش مهم واغمضت عينيها لتنام بعد ارهاق والم كبير لتغيب عن الدنيا التي عاقبتها بقسوة

--------------****-------------

اتجهت لبيت والدها تحمل حقيبتها الكبيرة نوعا ما وكأنها جهزت اشيئاء كثيرة ستحتاجها...
تعلم أن دخولها هنا بتلك الصورة لن يكون سهل ولن يراضاه أحد لكنها عزمت الامر وليحدث ما يحدث ليس بعد راحتها شئ من اليوم

طرقت الباب وهي تضع الحقيبة جانبا لتفتح والدتها الباب بفرحة عندما رأتها وتحتضنها .. بدالتها حنان الاحتضان فهي بحاجة ماسه لمن يحتضنها يضمها يحتوي فقدانها .... اخرجتها من احضانها متحدثه بسعاده: ايه المفاچأة الحلوه جي يا حنان ليه مجلتيش أنك جايه؟
همست بصوت خفيض: اللي حُصل يا أمه!
ابتعدت والدتها للخلف قليلا لتطالعها بتفحص متحدثه: مالك يا بتي في حاچة مزعلاكِ شكلك مش مبسوط
امسكت الحقيبة تجرها خلفها متحدثه: هطلج يا أمه
صرخت بفزع تضرب صدرها فبرغم حجم الحقيبة لم تراها الا عندما جذبتها وهي تدخل ... حاولت السيطرة علي انفعالها مغلقة الباب خلفها تصرخ من خلفها: ايه اللي حصل عشان تجولي كده
تركت الحقيبة والتفتت تنظر لها متحدثه بصوت هادئ حزين: النصيب يا امه النصيب
اقتربت تمسك ذراعها بتعجب متحدثه بصوت مرتفع منفعل: نصيب ايه اللي هتجولي عليه ده .. طول عمر فارس نصيبك وجسمتك
ابتسمت هاتفه: صُح لكن الوجتي بجي لاه يا امه الله يخليكِ متزودهاش علي سبيني لحالي أنا في اللي مكفيني كفاية كسرت جلبي
ملئ الحزن وجهها وقلبها هاتفه: لاحول ولا جوة الابالله العلي العظيم كان مستخبيلنا ده فين بس يا ربِ، ابوكِ لو عرف هتبجي وجعه سوده

قابل للتفاوض+زمهرير (دراما صعيدية مميزة)Where stories live. Discover now