الفصل الثالث والعشرون

15.3K 792 44
                                    


رواية زمهرير لـ إيمان سالم

دلف غرفتها في الصباح الباكر مستغلا نوم والدته وهتف: عاوز اتكلم معاكِ يا عزيزة في موضوع مهم ميتأجلش
"خير" قالتها جافة كعلاقتهم الدائمة
أمك تعبانة واليومين الجايين دول هنتدلى مصر كتير هنروح للحكيم
نظرت له بتفحص دون رد
-جلت أجولك تبجي معاي في الصورة
"كيف يعني" سألته بعدم فهم، هسافر معاكم؟!
لاه هتخليكِ اهنه بس عاوزك تاخدي بالك منيها ومن وكلها وشربها أحنا ملناش غيرها والدوا أهم حاچة
هتفت في عجز: ليه كل ده وأنت موجود!!
كيف موجود، جصدك إيه؟
جصدي أنت اللي جريب منها مش أني يبجى أنت اللي ترعيها وتاخد بالك من ده

اتسعت عيناه من فحو كلماتها وهتف: كيف تجولي كده دي أمك جبتي الجسوة دي منين بجولك تعبانة إيه مهتفهميش
خابرة أنها أمي وهو أنا جلت حاچة غير كِده وهرعيها زين، لكن أنا بجول علي هيريحها ياواد أبوي

استغفرالله العظيم، أنا طالع بدل ما أضربك وأني أصلا مش ناجص مناهدة معاكِ

خرج وأغلق الباب خلفة بقسوة
هتفت لنفسها بشئ من التعجب: وهيجولي جبتي الجسوة دي منين .. ثم تألمت ضاحكة ده أنا شارباها منكم لحد ما طفحت

------------------------------------------

في الصباح خرج مع عدد لا بأس به من رجاله
لقد عاد فضل رضوان وعادت السعادة معه لاناس كثيرين
يقف بشموخ وسط عشرات الأفدنة تخصه وحده، يتذكر ما مضى وكيف مرت تلك الأيام السيئة التي ما عاد يتذكر عددها من طولها
لقد أوشك الحصاد
الفلاحين تستعد لذلك
اخيرا سيحضر تلك الاجواء من جديد لقد افتقد لهذا كله ينظر للجوار غير قادر على النزول لأرضه مازال الحزن على فقدانه شديد يضرب صدره كمطرقة لا ترحم ولا تتوقف
تنفس بعمق وهو يجلس تحت مظلة من سعف النخيل طالما كانت محببه لديه
مرت دقائق وجاءه أحد رجال اخيه المتوفي الاشداء .. امطره بكلمات الترحيب و الدعاء لاخيه
ثم مال يسأله بصوت هادئ: عندي ليك حتت أرض أنما إيه لجطة
-ماعاوزش اشتري حاجة دلوك
صدجني دي لجطة، زينة واللي جواها أغلى من الذهب
علم مقصده وأنها تحوي آثار فعتدل في جلسته متحدثا: ماعاوزش تجيب سيرة الهباب ده تاني كفاية اللي حُصل لنا من وراه
تلعثم الرجل مجيبا: أ اا أنا كان كل جصدي اخدمك يا فضل بيه
هتف بحدة: لاه معاوزش الخدمة دي من اهنه ورايح
هتف بتعجب وسخط بداخله: خلاص بشوجك يا كبير بالاذن أنا
"إذنك معااك" قالها منفعلا وهو يطالع رجاله من حوله ونظرته تخبرهم بأن القادم ربما يحمل لهم بعض من المفاجأت

---------------------------------------------

في الصباح ....
جائهم كطير أشرقت شمسه فسعى ليحصل على رزقه
يقف على بابهم .. تنظر راية في ساعة يدها وتنظر له متعجبة وهتفت: فجر !!
مع تعجبها الظاهر واتساع عينيها تحدث ليبرر وجوده الآن: أنا آسف إني جيت لكم الصبح كده وحتى من غير ميعاد بس الصراحة إني كنت قلقان على رحمة وهي قافلة تليفونها ومش عارف أوصل لها عشان أطمن عليها

قابل للتفاوض+زمهرير (دراما صعيدية مميزة)Waar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu