الفصل الثامن والعشرون

26.3K 1K 43
                                    

رواية قابل للتفاوض
للكاتبة/إيمان سالم

دقات محرمة وقلوب تنزف
في درب طويل
ليس له نهاية سوي الهلاك
نسير ببطئ لمجهول بعيد
أشواك تظهر تصيبنا بجروح
عبرات تذرف وجناح مهيض
لا سبيل سوي الرضى بالمكتوب
أنفاس ملتاعه وفساد عظيم
وقلوب تحترق ليس هناك بديل
سوي عبور ذلك الدرب الحريز

امسكت ملابسه تحاول تعنيفه ومقاومة التشويش الذي تشعر به متحدثه بنبرة مقهورة ونحيب عالي: ليه يا رحيم دا واد عمك طوعك جلبك تعمل كده فيه! بتعيدوا اللي فات ليه عاوزين تموتوه زي عبدالله حرام عليكم
وسقطت مغشي عليها وسط صراخ النساء جوارهم

اقتربت حنان منها سريعا تحاول افاقتها لكن دون جدوي علي وصول سيارة الإسعاف
ووقوف سلوان لجوار زوجها في حالة ذهول تام تلك الكلمات أربكتها كيف لهم قتلوا من قبل؟! ... تسألت في شك هل قتل رحيم اخيها كما تقول؟! هل كان لها أخ يدعي عبدالله؟ من قتله ما حدث ستجن ممن تعرف الحقيقة؟!

كانت حنان خائفة علي عزيزة في ابنه عمها أيضا حزينة عليها تعرف جيدًا أنها غير عائلتها هي نبتت الخير بها حملتها هي وآخريات لمقعد وحاولة من جديد افاقتها استجابت بعد وقت طويل ...

تحول الفرح لمسرح من الهرج والمرج بين الجميع تدخل الضابط متحدثا لفارس :مضطر أخد رحيم بيه معايا عشان الدنيا تهدي شوي وميحصلش حاچة
التمعت عين فارس بالخوف متحدثا: دي مجرد حادثة عادية مش مچصودة يا حاضرة الظابط تاخده ليه؟!
تحدث الضابط بحرص: رغم إن كلامك أخوك ينفي الكلام اللي بتقوله بس أنا هوقف كل حاچة لحد ما منشوف الموضوع هيروح لفين أنا واخده اجراء احتياطي مش أكتر حرصا علي سلامته

زفر فارس وهو ينظر لرحيم بغضب ممزوج بخوف ورد بصره له متحدثا: أعمل اللي تشوفه صح، بس يكون في معلومك اخوي هيبات في فرشته النهاردة
اومأ الضابط علي مضض هاتفا: ربنا يقدم اللي فيه الخير الاول وعاصم يقوم منها علي خير وبعدين نتكلم
تقلصت علي عضلة في وجهه ولم يستطع الرد عليه

حملت الاسعاف عاصم وهو فاقد الوعي وسط صرخات النساء ولطمهم الذي فاق الحد

نهضت من علي الأرض تمشئ بخطوات وئيدة عند وصول سيارة الإسعاف تكاد تزحف وكأن قواها أنتهت ... وضعوه بها سريعا وكأنهم يريدون اخفائه عن الأعين وعن عينها النافرة المتألمة تحديدا ... لكن عندما وجدت رحيم يتجه لسيارة الشرطة التي وصلت لتوها ... ركضت بكل ما تملك من قوة تتعلق في يده تتمسك بها بقوة وكأنها تخشي غيابة تخشي أن يأخذوه فلا تراه مجددا ،تذرف دموع الحسرة الآلم تهتف ببكاء: لااااه متخدهوش لاااه سبووووه
لكن يد آخري حاوطتها هاتفا بغلظه: بس يا شچن نظرت لفارس متحدثه بصوت متقطع: بس إيــه سايبهم يخدوه يا فارس!

نظر لها بأن تصمت ... لم يعجبها رده ولا أمره لها بأن تتركه مجبرة أن تصمت لكن مع رحيم لا لن تصمت فاتجهت ببصرها له متحدثه ببكاء: عشان خاطري يا رحيم خليك متروحش تتمسك بيده وكأنه والدها المسافر تتوسله بأن يظل معاها ضمها لصدره يقبل رأسه في حزنِ وصمت وأبعد يدها برفق يتألم لها وله ولكل من حلوله لقد حول الفرح لشبه مآتم زفر بقوة وهو ينظر آخيرا لوالدته التي لم تكف عن البكاء وجوراها حبيبته، نصفه الآخره، عشقه وحياته بكائها كان جلدات من سواط حاد ... أدار رأسه وأسرع في خطواته يبتعد عن المنظر ككل فكل واحده منهم تؤلم قلبه أكثر من الآخري
ركب في السيارة وأختفي سريعا ... تحدث فارس بحزم لهم ... يالا مشوا معاي ارجعكم البيت عشان اروح لهم
هتفت والدته في حزن: هاچي معاك مش هسيبه
تنهد بثورة يحاول إخمادها هاتفا: أمه بالله عليكِ مش وجته الكلام ده اركبي أنا عاوز الحج اللي في المستشفي واللي في الحجز كمان
رتبت حنان علي كتفها متحدثه: أركبي يا عمتي بالله عليكِ
استمعت لكلماتهم وقلبها يغلي خوفا وحزنا علي ولدها

قابل للتفاوض+زمهرير (دراما صعيدية مميزة)Waar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu