الفصل التاسع والثلاثون

27.9K 1.1K 88
                                    

رواية قابل للتفاوض
للكاتبة/إيمان سالم

في الأفق تهفو دمعتان
والقلب يخفق بين أشلائي فتسري آهتان
وحبيبتي وسط الزحام حمامة مهزومة الأشواق
غصن أسقطته الريح من عمر الزمان
الأرض ضاقت حولنا ما عاد للعشاق في الدنيا مكان
القلب يحضن بين أشلائي بقايا من أمل
وهمست فيه بحسرة: ما زلت تحتضن الأمل؟!
حلم لقيط تاه منا في خريف
اليأس يلقيه على الدرب المخيف
وحبيبتي ضوء حزين خلف قضبان الظلال
وربيعها المهزوم عدل منهك الأنفاس في ليل الضلال
"هيبآرا"

علي تلك الحالة منذ وقت الفجر يجلس تحت شجرة النبق الكبيرة في ارضه .. منذ جلس وهو علي تلك الحالة من الصمت المريب يتناول علي فترات بعض الحصي بجوار يده ويلقيها في تلك القناة الصغيرة لتصدر صوتا مضطربا كحال كل شئ به قلبه وعقله يحاول الهدوء وعدم التفكير فيما مضي ولكن عقله عاصي لا يستجيب .... يركض للتفكير بها رغم انفه

ذهاااااااب......
تركها في الغرفة ليبدل ثيابه وفي الحقيقة ماكان يريد الإ الابتعاد عنها وعن برائتها المهلكة التي تروقه وتقتله في آن واحد ... مشتت الفكر دوامات بداخله غاضبه من كل شئ ... يفكر بعقله كيف لعصفور برئ أن يعيش وسط الصقور الإ إن كان واحدا منهم فهو يري فارس ورحيم صقور برية .... فهل ستكون هي غيرهم برائتها تلك تخنقه يريدها ان تعترض علي شئ تقول لا تظهر ما يكمن خلف برائتها فهي بالطبع تخفي الكثير ... حتي تتيح له الفرصة ليتعامل معها جيدا .... عقله يخبره انها تتصنع ما يراه لكن قلبه الاصم يري عكس ذلك يري فيض من براءه ورقه تكفي العالم بأكمله ... لكنها تخافه ... وهذا أكثر شئ يقتله ... تري هل صمتها علي ما يريد خوفا منه ... أم تقبل ورضي ... أم تدبر لشئ ما لا يعلمه ... لكن لسانه نطقها بصوت خافت "خُوف" وهل سيكون غير ذلك؟!

زفر وهو ينهض ليبدل ثيابه سريعا، متحمسا ليري ما سيحدث يتحرك العرق النابض في رقبته بقوة يريدها ان تعصاه ليكسرها ويمثل بهم جميعا ...العينان تلمعان كذئب ،كم الشر الذي تدفق وقتيا لو لتيح له تنفيذه ... لفُقدت تلك البريئة في الحال...كانت انفاسه ثائرة وكأنه علي وشك خوض معركة عاتية وخطواته تجاهها تسمعها من بعيد وكأن الموت قادم ليقبض روحها ارتجفت رغما عنها ... تدثرت بالغطاء جيدا وهي جالسة علي فراشهم تنتظر دخوله ... لقد نبهها الجميع الأ تعصاااه .. تبا لهم جميعا وله ايضا فما تشعر به الآن صعب يكاد قلبها يخرج من بين ضلوعها خوفا وقلقا... فتلك الليلة تحديدا سيترتب عليها امور كثيرة ... مسحت دموعها قبل دخوله لا تريد ان يراها تبكي ... دلف يبحث عنها بعينيه حتي وقعت عينيه عليها في فراشهم تتوسطه وتلف الشرشف علي جسدها كله ولم يخفي عليه الرجفه التي اصابتها عندما طالعته ،صفع الباب بقوة وكأنه يخبرها أن القادم لن يكون هين يخبرها انها تستعد ... رفعت عينيها الحمراء من آثر البكاء لتصتدم بعينيه الحادة ... ليستشيط غضبا علي غضبه ... انتفضت كل عروقه دفعه واحده
يطالعها بجمود يري آثر الدموع واضحا ... تسأل في تعجب هل كانت تبكي هل فعل شئ لها حتي تبكي ... فلتوفر دموعها إذن ربما احتاجتها... حدثها بصوت حاد قليلا ... جومي
نهضت من الفراش ليراها ترتدي عبائة بيتيه .. رغم جمالها كونه أول مرة يراها بتلك الصورة وعن قرب الإ انه اخبرها في تعجب: ده لبس واحده يوم فرحها لجوزها
اخفضت بصرها وتوردت وجنتيها .... ماذا تخبره انها تخجل منه فوق خوفها ...

قابل للتفاوض+زمهرير (دراما صعيدية مميزة)Where stories live. Discover now