الفصل الواحد والعشرون

28.2K 1.1K 35
                                    

رواية قابل للتفاوض
إيمان سالم

ما يمنعني عنك هو ضعفي في قربك
مهما أخفيت تلك الحقيقة بداخلي
ستظل واضحة وضوح الشمس
قربك هو ضعفي وقوتي

نهض المحاسب يغلق ازرار حلته متحدثا: حاضر يا فارس بيه هكلم حضرتك ونتفق علي معاد تاني
أكد فارس: منتظر مكلمتك في أي وجت
جمع الأوراق سريعا ووضعها في حقيبته متحدثا: سلام عليكم
رد فارس السلام ونظره علي الباب الذي غادره يحاول تجميع أفكاره ... أغلق الباب خلفه ... كانت قد جلست علي مقعد جانبي لتلك الاريكة التي كانوا يجلسون عليها ... فاصبح مكان المحاسب خالي الان ... نظر لها فارس ماليا أخذت نفس طويل مرتبك هي الاخري وحولت نظرها له تحدث يقطع الصمت: تشربي ايه يا أستاذة
جلت صوتها متحدثه: لا شكرا يا فارس بيه ملوش لزوم أنا هدخل في الموضوع علي طول
اعتدل في جلسته متحدثا: وأنا سامعك جولي
الارتباك والضعف يظهر عليها بقوة ربما أول مرة تكون بهذا التردد لكنها عزمت أمرها علي الانخفاض والانحناء لتمر العاصفة كل ذلك من أجل رحمة فقط فتحدثت: أنا جايه النهاردة اعتذر لك علي اللي حصل مني قبل كده أنا اتسرعت في حكمي عليك يمكن وقتها لو سمعت كلامك كان محصلش اللي حصل
لم يهتم بالاعتذار لكن باقي الجملة أربكته فتعجب بشدة متحدثا:وايه اللي حُصل؟!
جاهدت علي كبح دموعها وتحدثت بصوت بارد اخرجته كأنها غير متأثره: أختي خطفوها
عبس وبدأت عينه في الانتفاض لا يصدق ما يسمع فحدثها :اوعي تجوليلي أنهم خطفوها
-ايوه خطفوها خطفها فضل
نهض فارس وهو يزفر بقوة وتحدث بصوت جهوري حاد وهو يبتعد بخطواته عنها : جبر أم يلمهم كلهم ؟!
أنتفضتت تتطلع له مذعوره من تحوله المفاجئ لم تتوقع أنه يثور لشئ كهذا لا تعلم تحديدا ما سبب ثورته تلك فتسألت بإرتباك: اتضايقت عشان خطفوها، مكنتش متوقعه منك كده بصراحه !
التفت له غاضبا وتحدث: مفكراني زيهم مفهمش في الاصول يا إستاذة لاااه أنا مش زيهم أنا جيت لحدك احذرك منهم فاكره عملت فيا ايه
ذكرها بغبائها معه وتصرفها المشين اخفضت بصرها وأنفاسها متسارعه تحاول مجاهته في الحديث لكن معه كل الحق فيما يقول فهي غير قادرة علي إيجاد مبرر غير: مكنتش اعرف أنهم كده صدقني، والله كنت هرفض القضية لم عرفت حقيقتهم بس عمل كده عشان يلوي دراعي وقالهالي صريحه اكمل في القضية هشوف اختي تاني هسيبها اومقبلش كلامه انسي اختي
ثم رفعت رأسها متحدثه: أنا محتاجة مساعدتك بقالي ايام بدور عليها ومفيش فايدة أنا محتاجة تدخلك عشان اللاقي أختي
كان بالقرب من المقعد المقابل لها جلس عليه متحدثا: طب وأنا هستفيد ايه لو ساعدتك أنتِ نافسك مقبلتيش ده من الاول
-أنا بأروج تساعدني حتي لو هشتغل عندك من غير فلوس في القضايا بتعتك همسك لك كل شغلك المدة اللي تحبها بدون مقابل او أي حاجة في استطاعتي هتطلبها هنفذها

امعن النظر لها متحدثا: هتشتغلي معاي سنتين مهتمسكيش قضايا لحد تاني ده شرطي الوحيد
أتسع فمها يطلب منها شئ فوق طاقتها إن عملت معه دون اجر ولمدة سنتان ولن تعلم مع أحد اخر في تلك المدة من إين إذن ستحصل علي المال
همست متلعثمه:بس ليه تفرض عليا إني مشتغلش مع حد تاني
-اللي عندي قلته يا إستاذة ويكون في معلومك أنا جبلت اساعدك تاني بعد اللي عملتيه بس لانك حرمة اهنه لوحدك، ضميري بجي
نهضت كادت تسبه لكنها تراجعت مجبرة تتحلي بأخر جزء لديها من التحكم في الذات، لكن علامات الغضب لم تخفي عليه لاحظها بوضوح عينيها اللامعه رغم ذبولها كأنها قرص شمس اشعتها حارقه من يقترب لن يغنم سوى حرارتها الملهبه
ورغم ذلك إنشقت عن وجهه شبه ابتسامة ساخرة
تعالت أنفاسها تريد أن تخبره أنها امرأة نعم لكنها بألف رجل وأن تخاذل عن نجدتها لن تتخاذل هي عن أختها مهما كلفها الامر ستحارب ولن تتركها لمثال فضل الفاسد هذا او امثال فارس هو الاخر ستناضل حتي آخر نفس لها لن تترك اختها كبش فداء بينهم لافعالهم لن تكون راية إن استكانت للخطأ ستقف في وجهه دوما
اتجهت له في خطوات غاضبة وتحدثت بقوة: موافقه اشتغل معاك السنتين دول ومش هشتغل مع حد تاني ولا همسك أي قضية بس شرطي الوحيد ترجعلي اختي

قابل للتفاوض+زمهرير (دراما صعيدية مميزة)Where stories live. Discover now