_أنا عايزة أطلق ودلوقتي يا حمزة.
السكوت مش دايمًا علامة رضا..ساعات بيبقى السكوت درجة من الغضب المكتوم جواك درجات من مرارة الخذلان ساكت بس جواك بتغلي من الألم علشان كدا في درجات من الألم بتسكت صاحبها غصب عنه..وأقسى أنواع السكوت هي السكوت بالغصب.
_رهف أنتِ بتقولي إيه..!!
في أوقات كتير في حياتنا للأسف بنختار إننا نبعد عن حاجات كتير في حياتنا..حاجات بنحبها روحنا فيها بمعنى أصح، والمقابل مش هتكسب ولا شيء..مجرد شيء جابرك تكمل في البعد وأنت عطشان للقرب.
_عايزة الطلاق يا حمزة إيه اللي مش مفهوم في كلامي.!!
قام وقف وزعق بصوت عالي:
_كل كلامك مش مفهوم..سامعه مش مفهوم ولو كنتِ بتهزري بالله عليكِ بلاش كلام في الوقت ده وبالذات بالكلمة دي..
التفتت مقدرتش أواجه عينيه غمضت عيني بآسى وقولتله بصوت جامد:
_في الوقت دا أحسن من غيره حمزة أنا عايزة أطلق ومفيش رجعة عن كلامي فأرجوك طلقني
قلع القميص ولابس البيجاما والتفت وقف قدامي دقيقة وفضل باصص في عيوني وبعدين اتحرك راح للسرير وقال:
_اطفي النور عايز أنام مصدع
_بقولك طلقني أنت إيه معندكش كرامة مش هتقبل على نفسك تعيش مع واحدة مش عايزاك
الكلمة بتوجع بتأثر بتنخر في شرايين القلب..الكلمة تأثيرها مميت
قام قعد على السرير وبصلي كتير وبعدين اتكلم بهدوء:
_وبعدين..!!
التفتت اديته ظهري وحطيت ايدي على بطني بتمني وحماية من اللي جاي محستش غير بدموعي بتنزل على وشي، مسحتهم بسرعة وقولتله وأنا على نفس الوضع:
_أنا مش عايزة أعيش معاك...أنا مبقتش أحبك زي الأول حبك خِلص من جوايا..أنا
_أنتِ كدابة
بصيتله لقيته واقف قدامي وماسك دراعي بإيديه بصيت في الأرض كأني بستعيد ثباتي المزيف اللي مش موجود أصلًا، حط ايده على دقني ورفع وشي وقال:
_إيه اللي مغيرك كدا يا حبيبتي..في حد زعلك بكلمة طب بابا جه هنا ولا حاجة
إحساس حزين جدًا إنك تكون حاسس بكلام ولغبطة جواك ومش لاقي طريقة توصفها وتشرح قد إيه الحاجة دي والكلام المكتوم ده تعبك ولما أكتر شخص بتحبه يجي يقف قدامك ويبص في عينيك ويقولك مالك..تهرب من السؤال بعد ما كنت بتجاوب وأنت مغمض وكل دا لأنك معندكش الإجابة اللي تسكت فضوله..اللي هو أنت متضايق بس قدامه عادي تمام..وجواك كلام نفسك تقولهوله بس تعبيرك بيخونك.
_حمزة طلقني بقولك خلي عندك شويه كرامة وطلقني خليك راجل شويه
عيونه وسعت بتعجب موجوع أنا معرفش ازاي قولت كلمة زي دي وبالطريقة الوحشه دي أنا...أنا غصب عني سمعت صوته بيقول بكسرة عمري ما هنساها:
_أكون راجل شويه..!!!
اتوجع في حزن مستخبي وأحداث اتحفرت جواه بتفاصيلها وألمها بص في الأرض لفترة طويلة وبعدها رفع رأسه وقال بجدية مكسورة:
_حاضر زي ما تحبي..هكون راجل وأطلقك بس الصبح لأننا دلوقتي في نص الليل ومينفعش تنزلي في وقت زي ده، تقدري تحضري شنطتك في الفترة دي والصبح طلبك هيكون مُجاب.
