فجر 🌌

109 6 0
                                    

- فَجر أنا مش قولتلك اكويلي القميص الأسود ؟
- رديت وأنا واقفة بعمل الأكل بدون ما أبصله :- أيوة .
- جز على سنانه بغيظ ورفع القميص قدامي:- قولتلك تكويه مش تحرقيه ! ده إيه المنظر ده ؟ ألبسه إزاي أنا دلوقتي ؟
- رديت بهدوء :- أنا كويتلك قمصانك كلها ممكن تلبس أي واحد منهم .
- رد بعصبية متعودة عليها منه :- مش عايز زفت أنا قولت عايز القميص ده يعني كويتي كُله كويس و جيتي على اللي أنا عايزه وتحرقيه بالمنظر ده بتعندي معايا يعني ؟ دي غلطتي من الأول كذا مرة قولت أني مينفعش أعتمد عليكِ في حاجة وبعتمد بردو، مجرد واحدة مفيش بيني وبينها أي حاجة مُشتركة ولا في بينا أي تفاهم و اتفرضتِ عليا لكن أنا خلاص جبت أخري، واحدة جاهله " مشى بعصبية وسابني دموعي نازلة على خدي "

" أنا وزين اتجوزنا في ظروف غريبة هو اتفرض عليا وأنا اتفرضت عليه، ولاد عم لكن مفيش بينا أي حاجة مُشتركة زي ما قال، كنا عيلة عايشيين كلنا في بلد واحدة في الأرياف لكن عمي " باباه" اتجوز من القاهرة وقعد فيها وكان بيجيلنا زيارات كتير و فجأة سافروا أمريكا و معرفناش عنهم حاجة ولما رجعوا زين كان خلص دراسة في أمريكا، ولما جم عندنا أول زيارة بعد رجعوهم جدي قرر جوازنا لأجل أنه يحميني وإلا كان بابا هيجوزني لواحد قده، ولأن جدي فضل يزن عليه، زين معرفش يرفض فإتجوزنا، لكنه مازال رافض وجودي في حياته وبيعاملني بحده، محاولش مرة واحدة أنه يتكلم معايا ولا يعرف عني أي حاجه رغم إن بقالنا شهرين متجوزين "

- دخلت وراه الأوضة بهدوء :- زين .
- بصلي بجمود بدون ما يرد.
- كُنت عايزه أقولك أني نسيت المكوة عليه وإنشغلت في المطبخ عشان ألحق أعمل الأكل قبل ما توصل " إتنفست بعُمق وعيني لمعت بالدموع " أنا أسفه " ولفيت وشي وخرجت رجعت للمطبخ "

- أنا نازل .
- لفيت وأنا ماسكة الأطباق :- مش هتتغدى؟
- عدل قميصه بجمود:- لا .
- إبتسمت له بخفة :- طب أستناك؟
- بص قدامه ببرود :- لا أنا معرفش هرجع أمتى، إتغدي أنتِ .
- بصتله وكإن زعل الدُنيا كُله في قلبي :- ماشي، ترجع بالسلامة .

" مشي، مشي بدون ما يرد ويطيب خاطري وأنا دموعي نزلت بقوة غصب عني طاقتي إنتهت، قدرتي على التحمل بقت صفر، تعبت أطبطب على نفسي وأصبرها، زهقت أواسيها من غير أي تغيير بيحصل، سيبت الأكل وروحت نمت من كُتر البُكا، معرفش نمت قد ايه وصحيت على إتصال جدو "

- حبيبة جدو عامله ايه ، مُشتاقلك أوي .
- كتمت دموعي وحاولت أبقى طبيعية :- الحمد لله يا حبيبي، و أنا كمان مُشتقالك أوي .
- صوتك ماله يا حبيبتي أنتِ بتعيطي؟
- جدو أكتر حد بيحس بيا وبيفهمني :- لا يا حبيبي أنا كنت نايمه بس "حاولت أغير مجرى الكلام وأنا بكتم دموعي بالعافيه، أنا عايزة أرمي نفسي في حُضنه و أخبيها بعيد
عن أي حاجه وأي حد " طمني على صحتك وعلاجك.
- بقيت زين لما كلمتك .
- إبتسمت وسط دموعي اللي نازله بصمت :- الحمد لله يا حبيبي، إن شاء الله هحاول أجيبلك قريب .
- إن شاء الله تجيبي زين وتيجي " سكت شويه " زين كويس معاكِ يا بنتي ؟
- إترددت للحظة:- أ...ه كويس .
- سأل بشك :- متأكدة ؟
- أخدت نفس عميق واتنهدت بزعل ودموعي نازلة :- بيعامليني كإني بنته يا جدو، بيعملي كُل حاجه عشان يراضيني، بيسهر معايا وقت أما أكون مش عايزة أنام، مبيرضاش ياكُل في شغله عشان يجي ياكُل معايا وماكُلش لوحدي، بينام في النور عشان عارف أني بخاف من الضلمه، رغم أنه مبيحبش ينام في النور، زين مفيش منه يا جدو .
- سمعت صوته إرتاح:- ربنا يهنيكِ يا حبيبتي، أنا هقفل بقا عشان زين زمانه جاي .
- غمضت عيني ومسحت دموعي :- ماشي يا حبيبي، هكلمك تاني .

إسكريبتات💫✨️Where stories live. Discover now