يعني اي أتجوز واحد مش بحبه وأسيب اللي حبيته لمجرد اني بقيت يتيمة ومليش حد؟
_ اللي انتي بتعمليه ده كفر بذات الله إنتي بتحاسبي ربنا يا آية! اي أخد مني أمي وأبويا دي هما كانو حق مكتسب ليكي؟ إنتي اللي خلقتيهم مثلا؟ طب إنتي اللي كنتي بترزقيهم؟ لله ما أعطى ولله ما أخذ يا آية وإرضي بنصيبك متعرفيش الخير فين
= حتي إنتي يارحمة ؟ إنتي كمان جاية عليا ومش قادرة تفهميني؟ اخرجي برة يلا برة سيبوني لوحدي ألبس فستان فرحي هه فرحي !! سرحت في الكلمة فرحي؟ مش فرحي دي معناها فرحتي يعني أنا المفروض فرحانة أومال أنا العكس ليه؟ ليه حاسة إني أتعس واحدة، يتيمة ملهاش حرية الاختيار ولا عندها حق الرفض، في الأول بابا اتوفى بعديها بشهرين بالظبط ماما لحقته حتى في دي مقدروش يسيبوا بعض كانوا بيحبوا بعض أوي أنا لسة فاكرة قعدتهم في بلكونة بيتنا مع كوبايتين الشاي علي صوت الست اللي بيبقى طالع من الراديو الصغير اللي مهما الدنيا اتقدمت كان مستحيل يفرطوا فيه، كان نفسي في قصة حب زي قصة حبهم أوي بس للأسف مكملتش ودلوقتي أنا بفستان فرحي علشان أتزف لابن عمي اللي معرفش عنه غير اسمه وكام ذكري لينا واحنا صغيرين
_ يلا يا آية كل ده بتلبسي الفستان ياحبيبتي ، صوت رحمة وهي بتنادي عليا هو اللي طلعني من بؤرة الذكريات اللي متمناش اني أطلع منها دلوقتي على الواقع اللي أنا عايشاه لا لا اللي المفروض عليا أتعايشه ، قرار صدر وواجب عليا التنفيذ
= حاضر دقيقتين هظبط نفسي بس، معرفش أصلا هي خرجت امتا ولا أنا لبست فستاني امتا، نفسي كل ده يطلع حلم
_ طب محتاجة مساعدة أجيلك؟
ابتسمت في الحقيقة هي دي رحمة مهما عملت فيها وطلعت نوبات غضبي المستمرة عليها هي أكتر حد بيتحملني مش عارفة لولا وجودها اللطيف في حياتي انا كنت عملت إيه !! يمكن كنت نهيتها من زمان ، من قبل ما أعرف أحمد وهي معايا، أحمد؟ أول ما نطقت اسمه عيني دمعت تاني أنا ازاى مش هبقى ليه؟ كتير حلمت بفستان الفرح ودايما كان الحلم إنه هو اللي معايا ببدلة العريس دلوقتي خلاص هما كام دقيقة وهبقى بإسم غيره يعني حتي مجرد التفكير فيه أو ذكر اسمه حتي لو في بالي حرام وعيب
خرجت من باب الأوضة بجر خطواتي مع خيبات أملي وكسراتي المتتالية
*هل تقبلين ب يزن محمود عبد الله زوجا لكي* السؤال اتكرر عليا من المأذون أكتر من خمس مرات سامعاه بودني بس مش شايفة أي حاجة بعينيا فوقت ع نغزة من رحمة بتشجعني بيها علي الموافقة
= أيوة أقبل، مش عارفة طلعت مني ازاي المهم انها طلعت وخلاص بقيت زوجة ليه رفعت وشي ليه أشوفه، ماخلاص بقي جوزى والمفروض أشوف اللي هعيش معاه تحت سقف واحد والمفروض إنه ابن عمي، ملامحه متغيرش فيها كتير هو نفسه يزن اللي كنت بقدر الامكان بحاول أتجنبه وأبعد عنه من الخوف، يمكن لأن طوله مبالغ فيه؟ أو يمكن علشان أنا اللي قصيرة؟ مش عارفة، شكله هيبة كده ويخوف أي حد أو يمكن أنا اللي طفولية شوية المهم إنه مكنش فتى أحلامي بأي شكل من الأشكال كان بالنسبالي وحش بطوله وعضلاته دي تقريباً آخر مرة شوفته كان عندي 16 سنة كان قبل ما يسافر وحتى وقتها بردو كنت مستخبية في حضن ماما من الخوف، حضن ماما؟ قد اي أنا محتاجاه دلوقتي
_ اي التنهيدة اللي طالعة بعذاب دي
اي ده هو احنا طلعنا من البيت امتا وبقيت جمبه في عربيته امتا وبقينا في الطريق اللي هيوصلنا لبيتنا امتا، بيتنا ؟ مجرد الكلمة بس خلت أطرافي بتترعش من الخوف أنا هعيش مع الكائن ده في مكان واحد!!
_ مبروك لينا يا آيتي
بصة باستغراب ده كل رد الفعل اللي حصل عليه مني، ليه من صغرنا وهو بيقولي كده ده حتى الاسم كده مش لايق ومش حلو وحتى يوم سفره بردو قالي كده وعدي 8 سنين على غيابه ولسة نفس الإسم
_ طب هتنزلي علشان نطلع البيت ولا عاوزة تتشالي شبه باقي العرايس وكده
هو المفروض إنه بيلطف الجو وكده بس أنا فعلا بخاف منه دي حاجة مش بإيدي
= لا خلاص هنزل لوحدي
_ أخيراً الحجر نطق
بصيتله باستخفاف كده وسؤال واحد بيدور في عقلي طب أنا مغصوبة هو اي اللي غصبه معقولة شخص كل الناس بتعمله حساب حتي مامته تقدر تمشي كلامها على عمي بس هو لاء، اي اللي خلاه يوافق
_ أنا عارف إن مكنش فيه فترة خطوبة علشان نتعرف علي بعض كويس وعارف إنك متعرفينيش كويس وده طبعا لانك من صغرك بتتهربي مني معرفش ليه بس شوفتي القدر أهو بقيتي من نصيبي، معرفش ليه كنت مركزة مع عينيه طول ما هو بيتكلم يمكن لأنها أكتر حاجة برتاحلها ومش بتخوفني فيه لقيتها في وسط كلامه لمعت مرتين مرة لمعة بمنتهى الحزن لما قال بتخافي مني ومرة بمنتهي السعادة لما قال نصيبي بس غضبي كان مسيطر علي كل جزء فيا حتي عقلي وترجمت غضبي بأني قولتله
= نصيبك؟ إنت تعرف إني مغصوبة عليك ولا الست الوالدة مقالتلكش
_ مش وقته الموضوع ده
= لا وقته، وقته إني عاوزة أعرف ليه تعملوا فيا كده ليه تحولوا أحلي يوم في حياتي لأتعس يوم إنت وأمك ليه؟
_ إنتي متعرفيش حاجة
= لا معرفش حاجة ومش عاوزة أعرف أنا كل اللي يهمني حاجة واحدة بس إنت اي اللي غصبك طب أنا ومليش حرية الإختيار لأن للأسف عمي المفروض هو المسؤول عن قراراتي، عمي اللي هو أبوك اللي قراراته كلها من دماغ أمك لكن إنت اي مش المفروض إنك راجل وكده فين كرامتك إنك تاخد واحدة مغصوبة عليك فين رجولتك إنك تاخد واحدة بتحب غيرك
سكوت وصوت قلم كان من نصيبي، يمكن صدمته إنه عمل كده كانت أكبر من صدمتي كان واضح جداً من رعشة إيديه ونظرته ، إبتسمت بسخرية هه المفروض إن ده يوم فرحي واي اللي هيحصلي تاني أسوأ من كده
اختفى من قدامي بسرعة البرق لدرجة إني محسيتش غير بطرقة الباب وهي بتهز العمارة كلها من قوتها
فتحت أول باب قابلني ودخلت الأوضة قعدت أفتكر في كل اللي حصل النهاردة لحد ما وصلت للي حصل قبل شوية هو ليه نظرة عينيه كانت كلها ألم وأنا بكلمه ليه حسيته كأنه بيتوجع من كلامى طب هيتوجع ليه ما دي الحقيقة أنا فعلا بحب غيره، يانهار أسود انا اي اللي عملته ده بقول لواحد المفروض إنه جوزى إني بحب واحد تاني لا ومش اي واحد ده يزن، ده كويس إنه معملش مني بوفتيك، أنا لازم أعتذرله دي مش تربيتي لا أكيد ماما دلوقتي شايفاني وزعلانة مني وبابا كمان هما أكيد مع بعض دلوقتي وبيبصوا عليا شايفيني ياماما إنتي وبابا حاسين بالحزن اللي في قلبي، أنا هخرج أقعد على الأنتريه برة علشان لما يجي أعتذرله حتى لو حقيقة أنا مكنش ينفع أقوله كده
_ آية يا آية قومي نامي علي السرير إنتي نايمة هنا ليه هتقومي من النوم موجوعة، سامعة الصوت بعيد أوي ونفسي يبطل إزعاج عاوزة أنام ، اي ده هو أنا طايرة في الجو ولا اي، الله اي ده أنا بخرف ولا اي أنا شوية طايرة وشوية مكاني المهم المخدة دي مريحة أوى مكنتش كده
= اي ده أنا فين، بصيت لفستان فرحي اللي أنا لسة لابساه وافتكرت واحدة واحدة اي اللي حصل، يزن فين يزن أنا كنت مستنياه أعتذرله ،اي ده مش أنا كنت في الانتريه اي اللي جابني على السرير
_ صباح الخير، كل ده نوم مكنتش أعرف إن نومك تقيل كده
= معلش أصلي بقالي كام يوم مبنامش كويس أنا حتي كنت في الانتريه مستنياك علشان...
_ أنا آسف، بصيتله باستغراب أول ما قطع كلامي هو بيعتذر على اي
_ احم يعني آسف على اللي حصل امبارح صدقيني هتبقى أول وآخر مرة إن شاء الله بس أصلك يعني....
= أنا آسفة، زى ما قاطعنى قاطعته مش بشيل جمايل لحد أنا
= احم يعني آسفة على اللي حصل امبارح أنا مكنش ينفع أتكلم كده أنا بس كنت مخنوقة علشان ...
_ خلاص حصل خير إنتي غلطتي وأنا غلطت انتهى الموضوع، حسيته اتضايق تاني وعاوز يقفل الموضوع بأي شكل فسكت علشان منوصلش لنفس نهاية امبارح
_ انا حضرت الفطار يا آية يلا علشان تفطري
= حاضر هخلص لبس بس
خرجت من الأوضة لقيت السفرة مليانة أكل ده أنا نفسي معرفش أعملها كده وبالنظام ده
= إنت اللي عملت الفطار ده بجد ؟
اومال إنتي فاكرة اي ياهانم يعني الغربة مش ببلاش 8 سنين عايش لوحدي كنت بعمل كل حاجة لوحدى أغسل هدومي أطبخ لنفسي وأنضف البيت يعني قدام الناس حضرة المهندس يزن لكن في البيت أجدعها ست بيت اومال إنتي فاكرة اي
ضحكت على كلامه بصراحة اكتشفت إن بالرغم من ملامحه القاسية بالنسبالي إلا إنه لطيف شوية ودمه خفيف أوي
_ هتنضفي إنتي المطبخ ولا أنا اللي هعمل دي كمان
= لا خلاص هنضفه أنا قولتها بابتسامة وقومت علشان أنصف السفرة لقيته مسك ايدي
_ خليكي ثواني عاوزك، قالها بتردد وكأنه مش عاوز يعمل كده أو مغصوب، ده اللي أنا حسيته
= تمام
_ اسمه اي؟
= هو مين ؟
_ اللي إنتي يعني كنتي اللي هو ، فهمت كلامه بس هو بيسأل ليه
= أحمد ، غمض عينيه وهي بتلمع نفس لمعة الحزن
_ عرفتيه ازاي؟
= كان بييجي في الكافيه اللي أنا كنت بشتغل فيه قبل ما عمي يقعدني من الشغل
_ حبيتيه ليه ؟ فيه اي مميز ع.. احم يعني قصدي اي مميزاته اللي خليتك تحبيه
= كان لطيف نظرته ليا كانت بتنطق حب يمكن أنا معرفش حاجات كتيرة عن حياته بس كان بالنسبالي كفاية وكان ...
_ خلاص خلاص قومي شوفي كنتي هتعملي اي
= حاضر ، قولتها باستغراب ايه الكائن ده عنده مرض اسمه مقاطعة الكلام
الحياة كانت بتعدي بملل شديد تقريباً مكنتش بشوفه إلا في وقت الأكل وبس معظم الوقت بيتحجج بشغله وبأي حاجة علشان ييجي ياكل ويمشي علطول ساعات بحسه بيتهرب مني بس ليه معرفش يمكن لانه حاسس مني بعدم قبول بس ده بيته وانا اللي يعتبر ضيفة عنده هو ليه مش بيحب يقعد معايا ؟ يوووه قصدي هو ليه مش بيحب يقعد في بيته ،طب هو انا ازاي كنت شايفاه يخوف دا طلع لطيف جدا عكس ملامحه الحادة اللي كانت بتخوفني وتحسسني أنه وحش صحيت من موجة أفكاري اللي بتسحبني كل شوية علي صوت رنة تليفوني
= الو أيوة يا رحمة ازيك؟
- أيوة يابنتي طمنيني عليكي أخبارك اي؟
= أنا كويسة الحمد لله وإنتي؟
- أنا تمام الحمد لله، انتي اللي دنيتك عاملة اي؟
= الحياة مملة أوي يا رحمة وطول الوقت سايبني لوحدي وبيخرج
- وإنتب عاوزاه يقعد معاكي؟
= ها لا مش قصدي يعني إنتي عارفة إني مش بحب أقعد لوحدى يعني بخاف
- ربنا يهديكي يا آية ويوفقك للي فيه الخير وتفتحي عينيكي دي بقا وتشوفي الصح فين يلا سلام بقا دلوقتي هرن عليكي وقت تاني
= أنا وانتي يارحمة، تمام سلام
قفلت معاها وعقلي اشتغل تاني هو انا فعلا عاوزاه يقعد معايا ليه لا انا فعلا مش بحب اقعد لوحدي
_ هو انتي طول الوقت سرحانة كده؟
فوقت علي صوته معرفش هو دخل امتا ولا بقا جمبي امتا بس لحظة اي ده وشه مرهق جدا كأنه تعبان!!
= مالك ؟
_ مفيش جهزتي الغدا ولا لسة؟
= لا جاهز ثواني بس أرتبه على السفرة
_ تمام على ما أدخلل أخد دش
واقفة عادي في المطبخ فجأة حسيت بصوت عالي في الاول طنشت بس الصوت بدأ يعلي ويعلي المشكلة أن الصوت جاي من البيت ومن ناحية الحمام اللي يزن فيه جريت بلهفة اشوف فيه ايه ولسة هحط ايدي أخبط على الباب لقيته خرج بس وشه أصفر جداً وباين عليه التعب خالص حاولت أسنده مرضيش بس صممت وهو مع تصميمي سابني أسنده كنت جمبه قصيرة جداً بس كنت بحاول بكل طاقتي ،كنت حاسة إن انا اللي موجوعة مكانه لدرجة اتمنيت إنه يبقا كويس حتى لو التعب هيجي فيا انا فعلا يمكن لانه بقا بالنسبالي الامان والعيلة الوحيدة او يمكن لان من اول جوازنا وهو بيحاول يريحني بكل الطرق حتا لو راحتي دي في تعبه هو !!
= سألتك مالك قولت مفيش وهسألك تاني وعاوزة إجابة قولي مالك؟
قولتها بصوت مخنوق من الزعل عليه لقيته ركز فيا شوية وبعدين رد
_ من كام يوم ومعدتي تعبانة شوية بس النهاردة بتوجعني أوى مش قادر تقريبا ده أكلك عملي تلبك معوي ولا اي
كان بيحاول يخفف قلقي وخوفي حتا في عز تعبه بيفكر فيا
طب ريح إنت هنا شوية وأنا هعملك شوية أعشاب تريحك شوية عما تحجز عند دكتور كويس نشوف اي ده
_ تمام
روحت أعمله الاعشاب وجيت لقيته نايم مرضيتش اصحيه قولت اكيد نايم من التعب والارهاق لما يصحي ابقا اعمله واحد تاني
سمعت صوته بيتكلم في الأوضة بعد حدود اربع ساعات روحت اشوفه فكرته بينادي عليا لقيته بيتكلم في التليفون خلص وقفل
= كنت بتحجز عند الدكتور
_ أيوة
هنروح امتا ؟
زي ما يكون استغرب كلمة هنروح لانه فضل مركز دقيقة وبعدين رد وقالي
_ هروحله أن شاء الله علي الساعة 8 كده
= ايه هروح دي بقولك هنروح امتا يعني أنا وانت
_ لا انا بس اللي هروح مش عاوز اتعبك معايا
= لا مش هتتعب...
_ أنا قولت خلاص معلش هتعبك كنتي بتقولي هتعمليلي كوباية اعشاب وانا نمت ممكن تعمليلي واحدة
= حاضر
_ آية يا آية انتي فين مشوفتيش مفاتيح العربية بتاعتي؟
= أيوة معايا هنا اهي
_ معاكي بتعمل ايه؟
= علشان أضمن انك مش همشي وتسيبني
_ أنا قولت ايه مش قول...
= اني هاجي معاك صح ، قولتها بلهفة هو استغربها
_ هو انا يبنتي رايح رحلة؟
= لا رايح عند الدكتور علشان تعبان وانا هاجي معاك علشان اطمن عليك
حسيته فرح من كلامي وترجمت فرحته بأنه وافق اننا نروح سوا
_ هتستني برة والا هتدخلي معايا عند الدكتور
= لا طبعا معاك بقولك عاوزة اطمن عليك
نفس الفرحة اللي في عيونه شوفتها تاني كل ما اقوله كده
طنط يا طنط ممكن تصلحيلي اللعبة بتاعت تليفون ماما مش راضية تصلحهالي
بصيت جمبي لقيت طفل صغير بس قد ايه جميل ثانية واحدة فيه شبه من حد اعرفه بس مش فاكرة مين
- يابني تعالي يابني متدوخنيش معاك ده كان صوت واحدة ست باين عليها الإرهاق ببص لقيتها شابة بس الصوت صوت واحدة كبيرة بس هي شكلها مهموم جدا ويمكن همومها هي اللي عاملة فيها كده
- معلش ابني ضايقكم
= بالعكس ده لطيف خالص اسمك اي ياعسول إنت؟
- أحمد
= طب هات يا أحمد أصلحلك اللعبة اللي في تليفون ماما قولتها بابتسامة بحاول بيها اخفف هموم اللي واقفة قدامي وفاكرة أن ابنها ضايقني ، هي مجرد لحظة والدنيا وقفت في عيني مبقيتش قادرة افهم ولا استوعب اللي انا شايفاه دا مستحيل طبعا دا اللي هو ازاي
= صورة م م ين دي؟ قولتها بكل تردد العالم قولتها وانا بتمني مسمعش الإجابة اللي جيت في بالي
- دا بابا ، قالهالي الطفل بابتسامة
بصيت للست اللي واقفة قدامي يمكن تكدب اللي بيقوله الطفل
- دا ابوه تقريبا دي الصورة الوحيدة اللي ليهم مع بعض قبل ما يرمينا الندل الواطى ، زي ما اكون ارتاحت شوية لأن اكيد دا استحالة يطلع الشخص اللي في بالي
= ليه اسمه اي ده ولا عمل اي
- اسمه أحمد السعدي، ده كان جوزي أنا يتيمة الأب والام وكنت عايشة مع خالتي صحيح العيشة كانت علي قدها بس اهي كانت حلوة ، كانت حلوة لحد ما قابلته ، ضحك عليا باسم الحب لحد ما حبيته وقبلت بيه مكنتش اعرف عنه أي معلومة غير اللي هو عاوز يقولهالي وبس وبالرغم من كل ده كنت بحبه ومامنة ليه لحد ما طلبني من خالتي هنا الفرحة مكنتش سايعاني قولت خلاص الدنيا ضحكتلي هتجوز اللي قلبي اختاره خالتي فضلت تنصحني وتقولي متعرفيش عنه حاجة بس انا كنت مغيبة بحبه وزي ما بيقولوا كده مراية الحب عامية ، بعد الجواز بدأ يتغير معايا ضرب وإهانة واكتشفت حاجات كتير فيه غلط وفجأة وبدون اسباب طلقني ورمالي حاجتي وورقي وابني واختفي عن الوجود ولما جوز خالتي حاول يدور عليه اكتشف بلاوي ، أن دي مش اول مرة يعمل كده وأنه سبق ليه جوازات كتير بالشكل ده بس انا الوحيدة اللي خلفت منه ، بعد فترة نزلت اشتغل وكنت باخد ابني معايا لقيته قابلني زي ما يكون مراقبني واداني مبلغ واخد الصورة دي مع ابني واختفي تاني زي ما ظهر ، كان عارف ان مليش ضهر ولا سند يجيبلي حقي وحق ابني منه وكل اللي بيختارهم للجواز بالشكل دا يلا ربنا يخلص منه حقي وحق اي واحدة لعب عليها بالشكل الحقير ده
حسيت إني مضروبة الف قلم علي وشي مبقيتش قادرة افكر الاسم نفسه والشكل نفسه معقولة كل دا تشابه ، هه تشابه أيوة وبالنسبة لانك فعلا يتيمة ومفيش عندك لا ضهر ولا سند ، لا لا انا عندي يزن أيوة هو عمره ما يسمح اني اتاذي ، يزن يزن هو راح فين هو سابني امتا ودخل للدكتور انا ازاي نسيته
_ خلصتي كلام لو خلصتي ممكن نمشي
= ها أيوة أيوة الدكتور قالك ايه
_ قالي معتش تاكل من ايد مراتك يستي علشان اكلتين كمان وهتتكل علي الله ، شكله لاحظ أن فيه حاجة مضايقاني ف كان بيحاول يلطف الجو
= بجد قالك مالك
_ شوية التهابات في المعدة ومع العلاج هتروح ان شاء الله
= إن شاء الله يلا نروح بقا علشان تعبت
اول ما دخلت من باب البيت جريت علي اوضتي وبالاصح علي سريري طلعت دموعي اللي حبستها في كل وقت كنت زعلانة فيه ومقدرتش اعيط انا مش زعلانة عليه والله ما زعلانة عليه انا بس كل ما افتكر كلمتها بيدور علي اليتيمة اللي معندهاش لا ضهر ولا سند بحس اني بموت يعني هو كان شايفني كده شوفت يا بابا شوفتي يا ماما سيبتوني ليه انتم ها شوفتو بعدكو خلي الناس تفكر فيا ازاي
_ بقالي ساعة بخبط مرديتيش فاضطريت ادخل لان صوت عياطك عالي اوي فيه ايه؟ ، قلقه كان باين في صوته بصيتله باهتمام انا ازاي ماخدتش بالي من اللي بيحاول يعمل كل حاجة علشان يرضيني وبين اللي بيعمل كل حاجة علشان يستغلني ازاي كنت عاوزة أبدل النسخة الأصلية بنسخة زايفة وكدابة حسيت بالذنب وزدت في العياط محسيتش غير وانا في حضنه وبيطبطب عليا كأنه عاوز يسحب كل الهموم اللي فيا ، أيده مكنتش بتطبطب عليا وبس دي كانت بتطبطب علي قلبي وروحي
_ قوليلي بس مالك وانا اللي اقدر اعمله هعملهولك والله صدقيني دموعك دي بتحرقني
= ماما وبابا وحشوني اوي ، حاسة اني لوحدي
_ لوحدك؟ طب وانا روحت فين ، زعلت منك علي فكرة طول ما انا موجود وعايش عمرك ما هتبقي لوحدك ابدا ، اوعي اسمع منك الكلمة دي تاني ، بقولك ايه انا هقوم اعملك كوباية لمون كده تهديكي يلا قصاد كوباية الأعشاب بتاعت العصر مش بنشيل جمايل لحد احنا ، ابتسمت علي كلمته اللي قلدني فيها وبالفعل سابني وقام مكملش دقيقة ولقيته فتح باب الأوضة تاني
_ ايه رايك نقضي اليوم في بيتكم بكرة؟
= بيتنا؟ تقصد عندكم يعني عند عمي؟
_ لا بيتكم انتم بيت مامتك وباباكي منها نغير جو ومنها تحسي أنهم حواليكي تفتكري ذكرياتكم سوا
بصراحة عجبتني فكرته جدا انا فعلا محتاجاها
= اوكي فكرة حلوة
_ خلاص احنا نضرب ع اللمون دلوقتي وننام
ضحكت وقولتله
= طيب تصبح علي خير
_ أصبح وانتي كل حياتي
صدمتي كانت نفس صدمته بالظبط من رده دا وهو محاولش يبرر بسرعة انسحب وقفل الباب
_ يا نهار ابيض ازاي المفتاح مش معاكي طب ونعمل اي دلوقتي
= طلع يا يزن المفتاح انا شايفاك وانت بتاخده الصبح قبل ما نخرج يلا
_ يعني مش هعرف اكدب طب تمام متأكدة اننا مش ناسيين حاجة وكل مكونات الاكل جاهزة ، بس عاوزين اكل حلو والنبي مش اكل من اللي بيعمل التهاب ده
= حاضر ، قولتها وانا بضحك بجد مش عارفة ليه هو مقتنع أن التهاب معدته من اكلي بس يلا مش مشكلة
_ حاسبي كده أما اعمل السلطة احسن تقولي بياكل علي الجاهز ومش بيعمل حاجة اما أنا عليا شوية سلطة انما ايه حكاية تقريبا كانت اكلي طول سنين سفري بتنجز كده وعلي السريع
= لا واضح أن انا اللي عملتلك التهاب في المعدة من اكلي ، كمل انت السلطة بقا وانا هروح اتفرج شوية علي الك...
_ الكرتون ، روحي يلا يا اختي متجوز طفلة يا اولاد مش مكفيها انها اوزعة لا وكمان زي القمر ، يعني احم قصدي بتتفرج علي الكرتون روحى روحي شوفي هتتفرجي علي ايه انتي هتفضلي متنحالي كده كتير
مشيت مع استغرابي وفتحت التليفزيون كان شغال كرتون الجميلة والوحش انا بحب الكرتون دا جدا قعدت واندمجت معاه
لحد ما بدأت الأغنية دي معرفش ليه حسيت لأول مرة بإحساس غريب احساس محسيتوش قبل كده ابدا وكاني بسمعها لأول مرة لا لا وكأنها بتعبر عني ، " فيه شيء جميل ووديع كمان بس دا كان قاسي وكان متوحش مش انسان ، دلوقتي رقيق قربوا يا طيور ، معرفش ازاى انا كنت بخاف منه واطير!! " في اللحظة دي بصيتله وكأنه قرأ افكاري لاني لقيته هو كمان بيبصلي وفي اللحظة دي كأن الأغنية مش في التليفزيون دي بقت في قلبي وفي عقلي كمان " مش امير حواديتي بس جوا قلبه شيء كان نفسي الاقيه" فعلا مكنش حلمي بس فيه حاجات كتير تخليه مميز عندي زي اني من اول ما اتجوزته وانا راضية لانه بكل الطرق بيحاول يرضيني
_ انا خلصت السلطة الخرافية بتاعتي قومي نحط الاكل سوا بقا
قومت معاه وانا مركزة لاقل حركة بيعملها وقعدنا ناكل
= هلم انا السفرة واعمل الشاي
_ تمام وانا هدخل اتوضي علشان اصلي العصر
= تمام انا سبقتك
_ آية انتي يابنتي ايه ده هو عمي كان قصير اوي كده وانا بقول انتي طالعة قصيرة اوي كده لمين انا اول مرة اخد بالي ، انا حقيقي كنت ميتة من الضحك شكل جلابية بابا عليه مسخرة تقريبا لحد ركبته
_ تعرفي؟ انا كنت مفكر انك احلي حاجة في الكون بس طلعت غلطان طلعت ضحكتك احلي منك ، أنا متأكدة أنه مكنش في وعيه وهو بيقول كده أو تقريبا كان بيفكر في عقله بس لسانه نطق غصب عنه لأنه لتاني مرة اختفي بردو روحت عملت الشاي وجيت لقيته مستنيني في البلكونة ومشغل الراديو الصغير بتاع بابا وماما في اللحظة دي افتكرت يوم فرحي ( كان نفسي في قصة حب شبه قصة حبهم أوي ونفس قعدتهم في البلكونة يشربوا الشاي علي صوت الست) قعدت جمبه نشرب الشاي وصوت الست جمبنا وهو بيقول " وقابلتك صدفة لقيتك بتغير كل حياتي معرفش ازاي حبيتك معرفش ازاي ياحياتي؟"
= معرفش ازاي حبيتك؟
_ اي؟
= اي!
_ شكلك اندمجتي مع الأغنية اوي ، قالها مع ابتسامة كلها ألم
= لا أنا بسأل بجد اي السبب مع اني طول الوقت كنت خايفة منك صحيح انت عمرك ما عملت فيا حاجة بس كده كنت بحس شكلك يخوف
_ ولا انا اعرف السبب بردو والله ، كان بيتكلم مع ابتسامة كلها فرحة
= متعرفش ايه ؟ اني حبيتك ليه !! يعني شايف انك متستاهلش حبي
_ لا لا لا مش قصدي كده قصدي معرفش انتي كنتي بتخافي مني ليه؟
= ومالك اتخضيت ليه كده ، صحيح كنت عاوزة اسالك يا يزن انت من صغري وبتقولي يا آيتي وحتا يوم فرحنا قولتلي كده بس بعدها بقيت تقولي آية عادي ليه؟
_ عاوزة تعرفي بجد؟
= ايوة طبعا
_ لان من صغرك وانا كنت بعتبرك حاجة ملكي حاجة بتاعتي انا واخدت عهد علي نفسي انك هتبقي ليا مهما كلفني التمن حتا لما كنتي بتخافي مني صحيح كنت بزعل ويمكن دا كان السبب اللي خلاني اسافر كل ده وكمان دا السبب اللي مخلي مرات عمك تكرهك شوية لانك يعتبر كنتي السبب في غربة ابنها ودا السبب اللي خلاها تغصب عليكي جوازنا بس صدقيني والله ما عرفت غير منك لو كنت اعرف كنت عمرى ما وافقت علي حاجة زي دي
= أيوة معرفتش السبب بردو
_ السبب اني لحد يوم فرحنا كنت مبسوط لاني شايف ربنا بيستجاب لدعائي لحد ما صدمتيني بالواقع انك بتحبي واحد تاني في الوقت دا حسيت بكسرة حسيت أنك خلاص مبقيتيش ملكي علشان كده بقيت بقولك يا آية عادي
= بس انا كنت مراتك
_ بس قلبك مكنش معايا مكنش ملكي كان بيدق لحد تاني
= بس انا اكتشفت أن عمره ما دق غير ليك ، دا كان وهم كانت حاجة بحاول اضيع بيها حزني علي اهلي بس تخيل أنه مكنش كفاية ، انا مكتفيتش غير بيك سند وأهل وعيلة ، يزن انا حبيتك فعلا
_ وانا بحبك من زمان اوي من قبل ما أعرف يعني ايه حب
= طب وكنت ناوي تعمل ايه لما عرفت اني بحب غيرك
_ كنت هسيبك فترة وبعدها ننفصل وتشوفي انتي عاوزة ايه بس بردو كنت هفضل ليكي السند لاني سواء معاكي أو لا انا حمايتك لحد ما أموت
= بعد الشر عنك، بس أنا وقتها مكنتش هسيبك ولا هوافق، تعرف أنا نفسي يرجع بيا الزمن للحظة اللي كنا فيها قدام المأذون وبقوله أيوة أقبل وأنا مترددة علشان أقولها وأنا متأكدة إن ده الصح، أقولها وأنا واثقة إن لو رجع بيا الزمن مش هختار غيرك، يزن أنا بحبك
حدوتة ياسلام من عمر الأيام عن جميلة ووحش♥️.
#آيةخفاجي
