ننسىَ أرواحنا و نغفه بهذاكـ الصـوب
يـاخذنا السعف لله و يـرد بينا ✨
المهادنة مع الذات الهدوء المحبب عقب الأنهيارات التعسيفية هي الخطوة الأولى في البدايات بعضها يعكس طابع من الضجر بحكم التكرار و الأخرى يخضع لقواعد الحياة المجملة أما في حالته غدى جيد لحد معين أقوى من الأسابيع الماضية قادر على مواجهة الصباحات الرتيبة واقف بكأبة يصوب تركيزه لدقائق طوال على ترتيب ثيابه داخل خزانة الملابس قبل أن يقرر سحب الوشاح الأخضر يحاوط عنقه ملقي نظرة أخيرة على هيئته بملابس شتوية دافئة و ما طالت حتى أتجه لخارج الغرفة يسير في الممر الطويل نزولاً للأستقبال الي صدر بعض الضجيج و الحركة منه
" شني كلها مصبحه من ثمانية "
تحدث حيدر يتثاوب بنعاس أول ما لمح نزوله من السلم و بالعادة كان الفطور يبدأ عند التاسعة أو العاشرة ألا أنُ الاغلبية أستيقظوا من وقت أبكر
" شوكت نكعد لعد ؟"
رد فراق بمزاج عكر قليلاً يعاين على دخول و خروج أثنين من الخادمات من المطبخ للأستقبال الي كان مجاور غرفة المضيف
" أمشي حجي غانم لگفك "
نبس حيدر بمزاح قاصد والده الي حدق بفراق من على بعد المسافة يتجهون بالفعل للأستقبال الكبير و الي كان يحوي على طاولة كبيرة في الجهة المقابله للباب
" صباح الخير "
نطقها فراق بهدوء فور دخولهم و من ناحيته توقع كون أغلب جلساتهم في المضيف ألا أنه من الواضح كون الوجبات تحت قوانين في القصر
" تعال يالغالي جاورني "
أشار غانم على الكرسي المجاور اله عقب ما ردوا الصباح عليه في حين كان هو مترأس الطاولة
" غير مرة وكت طلعتي "
رد فراق بحرج تدارى على عدم رغبته بالجلوس في ما قابل الأخر بأنزعاج طفيف بحكم أنه الليلة الأولى اله عدهم
" يصير هيج تطلع بدون أكل "
ما أكترث لكلامه تسقط عينه على أحد الجالسين مجاور لغانم على جهة اليسار ذات الرجل شبيه الأموات تتواصل عيونهم في نظرة خاطفة ملغمة تنهي سرب من الأحاسيس المتصادمة في أعماقه المتبلدة
" أم علي الكهوة وين ؟ تشرب كهوة مو "
أومأ فراق يسير جالس على يمينه مقابل للثاني متجنبين النظر نواحي بعض تمر دقائق ما خاض فيها أي حوار
" تفاهم ويا أبراهيم على المشروع بشرنا على شنو صفيت " وجه غانم سؤاله لملازم الي أخذ أستكان الشاي من الصينينة الي تقدمت الخادمة بيها يتنهد خفية من الحوار الي ما كان راح يفض معاهم
