part 3

51K 1.7K 19
                                    

الساعه السابعه صباحا نزل أحمد من على السﻻلم الكبيره الفاصله بين غرف النوم و غرفه الجلوس بينما وجهته واحده و هى المطبخ.
دخل أحمد المطبخ و هو يحمل بيده علبه و يقرأ بتركيز ما طبع عليها من حروف ليقف على باب المطبخ مركزا غير منتبه للعيون التى تنظر اليه.
رفع عينيه من على العلبه ليرى العديد من الاعين المنتبهه عليه ليبتسم بإحراج حاكا خلف عنقه.
أحمد:صباح الخير.
ردوا عليه جميعا بصوتهم الانثوى بلهجتهم الصعيديه البحته.
كان يعلم سيدتان فقط من من يقفوا بالمطبخ فهن زوجات اعمامه كان قد تعرف عليهن باﻻمس أثناء لقائه بعماته اللاتى وعدن اياه بقضاء اليوم الموالى بأكمله معه و سيجلبون ابنائهم جميعا و أزواجهن كذلك.
نظر أحمد بإستغراب للثﻻث فتيات اللاتى يتطلعن اليه بفضول مماثل لفضوله.
اقترب أحمد من زوجه عمه حسين ليهمس بأذنها بخفه.
أحمد:مرات عمى مين دول دول بناتكم؟
ابتسامه رقيقه رسمت على شفتى زوجه عمه لتومئ له بهدوء ليعاود همسه بأذنها مره اخرى.
أحمد:بجد يا طنط هدى؟ طيب ما تعرفينى عليهم .
هدى: يا حبيبى دول مراتات وﻻدنا يعنى زى بناتنا بالظبط دى ريم مرات عبدالله و دى ريهام   مرات ابراهيم و دى رنا مرات مصطفى.
أشارت هدى الى كل امرأه مع نطق اسمها ليبتسم أحمد لهن و لكن فضوله زاد.
أحمد:اومال فين مرات فارس؟
هدى:مافضلش فى رجاله العيله حد متجوزش غيرك انت و فارس.
توتر أحمد ليلاحظ انتفاخ بطن احداهن من جلبابها الفضفاض ليتحدث بسعاده مشيرا اليها.
أحمد:ايه ده هى مدام ريم حامل؟
ضحكوا جميعا بصوت عالى على رده فعله المفاجئه تلك عدا واحده من النساء المحيطين به لتضرب بكفها بقوة على تلك المنضده التى امامها ليقطعوا جميعا ضحكهم ناظرين لها منهن من ينظر بإستغراب و منهن من ينظر لها بخوف.
أحمد:مالك يا طنط نهى؟ انا عملت حاجه ضايقت حضرتك؟
تسائل أحمد بينما ينظر لزوجه عمه الكبير بإستغراب لتلقى بتلك السكين التى كانت ممسكه اياها على الطاوله رافعه نظرها له.
نهى:ايوه كلك على بعضك كدا مضايقنى تقدر تقولى انت بتعمل ايه وسط الحريم هنا فى المطبخ؟
تحدثت نهى بعصبيه مفرطه بلهجتها الصعيديه القويه و هى تحرك يدها هنا و هناك امام وجه أحمد الذى ظهرت علامات الضيق جليه على وجهه و لكنه اثر الصمت.
هدى:فيه ايه نهى مالك؟ داخله فى الولد زى القطر اللى من غير فرامل كدا ليه؟
امسك أحمد بيد هدى مربتا عليها يحثها على الهدوء ليتحدث هو.
أحمد:انا اسف يا مرات عمى بس انا مكنتش اعرف انى هلاقى حد فى المطبخ فى الوقت ده.
اطلقت نهى ضحكه ساخره على حديث أحمد و هى
تنظر له.
نهى:ايوه صحيح ما انت تﻻقى امك بتصحى الضهر و تفطركم العصر وتغديكم العشا.
قبض أحمد على العلبه التى بيده بشده بسبب سخريه زوجه عمه من امه امامه و اسنانه صوت اصتكاكها ببعضها اصبح مسموع لتبتسم نهى بسخريه لترتسم على وجه احمد ابتسامه جانبيه ساخره.
أحمد:حضرتك غلطتى فعليا انتوا هنا اتأخرتم عن ميعاد فطارنا انا امى بتصحى الفجر تصلى و تقرأ فى المصحف وردها اليومى و الساعه خمسه الصبح بتكون فى
طابونه العيش تجيب العيش الصابح و الفطار الساعه خمسه و نص بتصحينا و الساعه سته بنكون قاعدين نفطر علشان ننزل الشغل و الساعه اتنين الضهر ده ميعاد غدانا و الساعه تمانيه بنتعشى و بنصلى العشا و بنام انتوا هنا اتأخرتم ساعه كامله يا مرات عمى عن اذنكم.
انهى أحمد كﻻمه ليخرج من امامهم متوجه للحديقه ليجلس على احدى الارائك الموجوده بها خالعا نظارته ملقيا اياها بجانبه ليضع كفيه على وجهه ماسحا اياه.
أحمد:استغفر الله العلى العظيم انا مش فاهم هى ليه من ساعه ما شافتنى امبارح و هى شايﻻنى فوق راسها هو انا قتلتلها قتيل.
احنى ظهره للامام مسندا مرفقيه على ركبتيه ليطلق تنهيده حاره اعتلت صدره ليستغفر ربه اكثر من مره.
التقط نظارته ليرتديها ليهم واقفا ليتمشى قليﻻ عله يريح صدره قليﻻ.
اصبح يسير فى تلك الحديقه ليس له وجهه معينه ليلمح طفله صغيره تتأرجح على ارجوحه صغيره متدليه من احدى اﻻشجار ليذهب اليها.
وقف أحمد امام الطفله التى اوقفت ارجوحتها لتنظر له بإستغراب.
أحمد:انتى مين يا حلوة؟
الطفله:انت اللى فى بيتنا و بتسألنى انت اللى مين يا عم؟
نطقت تلك الطفله بصوتها الطفولى و لعثمتها الرقيقه المضحكه ليبتسم لها أحمد نازﻻ على ركبتيه ليصبح فى طولها.
أحمد: اخ انا اسف انا اسمى أحمد ابقى ابن ابن عبدالحميد اللى هو جدى و ابن اخو محمد و حسين اللى هما اعمامى و ابن اخو هبه و نعمه اللى هما عماتى و عندى 22 سنه ممكن تناديلى بإسم أحمد او حماده زى ما تحبى انتى بقا مين؟
الطفله:انا اسمى ملك ابقى بنت ابراهيم ابن حسين اللى هو جدى ابن عبدالحميد اللى هو جدك و جدى بردو اخو مصطفى اللى هو عمى و اللى محمد يبقى عم ابويا و عمى عندى 5 سنين.
ابتسم أحمد بسبب لطافتها فى تقليده عن طريقه تعريفه.
أحمد:اسمك غالى يا ملك ممكن اناديكى بإسم موكا؟
اومئت تلك الطفله بالنفى ليعبس أحمد متحدثا مره اخرى.
أحمد:ليه؟
ملك:كدا الكل بيقولى يا لوكا ماعدا واحد بس بيقولى يا موكا و انت كمان قولى يا لوكا.
أحمد:مش ممكن يبقوا اتنين؟
ملك:ﻻ مش ممكن.
أحمد:يا خساره على العموم فكرى المهم دلوقتى احنا بقينا اصحاب؟
وضعت ملك يدها اسفل ذقنها متحدثه.
ملك:افكر.
أحمد:طيب و كدا؟
تسائل أحمد مخرجا قطعه شوكوﻻته من جيب بنطاله محركا اياها امام وجهها لتخطفها من يده سريعا مبتسمه له.
ملك:اكيد بقينا اصحاب يا عمو.
أحمد: ﻻ ﻻ ﻻ سيبك من عمو دى خالص قوليلى يا أحمد تمام؟
ملك:تمام.
فتحت ملك قطعه الشوكوﻻته متناوله اياها فى تلذذ بينما أحمد يتابعها بإبتسامه رقيقه على وجهه.
أحمد:ممكن اتمرجح معاكى؟
تسائل أحمد عندما بدأت ملك فى ارجحه نفسها.
ملك:ﻻ يا عم انت تقيل.
تحدثت ملك بعفويه مع أحمد لتزداد ابتسامته اتساعا.
أحمد:بس انا مش تقيل صدقينى.
ملك:فارس بردو اقصد عمو فارس قال كدا و اول ما قعد على المرجيحه قطعها و وقع على اﻻرض بس شكله كان يضحك اوى.
قهقهات طفوليه خرجت من فاه تلك الطفله ليقهقه أحمد على صوت قهقهتها اللطيفه.
صوت رجولى مناديا من بعيد بإسم "موكا" لتبتسم تلك الطفله بسعاده ناهضه من على ارجوحتها لتنطلق مسرعه الى من يناديها و هى تضحك بسعاده.
التفت أحمد ليرى من هو مصدر النداء ليجد ملك متعلقه برقبته و تحتضه بشده و وجهه ﻻ يظهر ليظن انه والدها و لكن لم يكن هو بل فارس.
أحمد: بقا ده الوحيد اللى بيقولك يا موكا.
تحدث أحمد هامسا لنفسه قبل انا ينهض من على اﻻرض ذاهبا من امامهم.
ﻻحظ فارس ظهر ذلك الراحل بهدوء بينما يبتسم "لموكا" كما ناداها من قبل ليذهب بها و يجلسها على ارجوحتها الذى سبق ان انشأها لها تعويضا عن تلك اﻻرجوحه التى قام بقطعها لها سابقا.
وقف خلفها يدفعها بخفه لتتحرك فى الهواء بينما تبتسم تلك الطفله بسعاده ليﻻحظ فارس تلك الورقه الملقاه ارضا ليلتقطها متفحصا اياها.
فارس:موكا الورقه دى كان فيها ايه؟
ملك:اه دى شوكوﻻته أحمد ادهالى علشان نبقى أصحاب بس طعمها حلو اوى ابقى هاتلى منها يا فارس.
اومئ فارس لتلك الطفله بينما عقله يفكر فى شئ اخر.
.
.
.
.
.
.
على طاوله الطعام يجلس جميع رجال العائله و ازواج عماته و ابنائهم كذلك ليشرعوا فى تناول الطعام جميعا عدا أحمد الذى ينظر حوله بفضول ليﻻحظ عبدالحميد ذلك سائﻻ اياه.
عبدالحميد:ايه يا ولدى مبتاكلش ليه هو اﻻكل مش عاجبك؟ و عمال تتلفت حواليك كدا ليه فيه ايه؟
بتساؤل عبدالحميد ذاك جعل الكل يتوقفوا عن تناول الطعام ناظرين ﻷحمد منتظرين إجابته.
أحمد:ﻻ يا جدى اﻻكل حلو و الله بس انا مستنى باقى العيله انهم يجوا.
عبدالحميد:سﻻمه نظرك يا ولدى العيله كلها قاعده قدامك اهيه.
تحدث عبدالحميد ليضحك الكل على أحمد و بﻻهته من وجهه نظرهم.
أحمد:انا اقصد عماتى و مراتات اعمامى و مراتات اوﻻد اعمامى و عيالهم.
اكفهر وجه الكل لينظروا له بلوم كأنه اخطئ بحقهم.
عبدالحميد:الستات هنا بياكلوا بعد ما الرجاله تخلص وكل.
نظر له أحمد بعدم تصديق فاتحا فاهه قليﻻ.
أحمد:بس المفروض ان احنا ناكل كلنا مع بعض كعيله واحده رجاله و ستات مش متقسمين حسب تقاليد و عادات فات عليها زمن يا جدى.
ركضت ملك بسرعه بإتجاه والدها مناديه عليه ليولى الكل انتباهه لها تاركين أحمد.
إبراهيم:ايه اللى جابك اجرى روحى عند امك يﻻ.
ملك:بس يا بابا انا جعانه و مفيش اكل جوه خالص و كل ما اقول لماما هناكل امتى تقولى لما الرجاله تخلص هو انا ممكن اقعد اكل معاكم زى على و حسن؟
إبراهيم:ﻻ و خوشى يﻻ عند امك بﻻ دلع ماسخ.
ملك:بس...
إبراهيم:قولت جوه.
صرخ إبراهيم بتلك الطفله لتمتلئ عينيها بالدموع راكضه للداخل حيث امها.
نهض أحمد من على كرسيه حامﻻ طبقه واضعا به بعض اﻻرز و شرائح من البطاطس و قطعه دجاج ليذهب من هذا المجمع.
عبدالحميد:رايح فين يا ولدى بوكلك؟
أحمد:ده مش ليا ده للطفله اللى مضطره انها تتحمل عادات معدش ليها اثر و قارنت نفسها بأطفال فى نفس سنها و بالنسبه لشهيتى انا فإتسدت.
تحدث أحمد ليولى ظهره للجالسين ليذهب بإتجاه تلك الطفله الباكيه مربتا على ظهرها مضحكا اياها ليجعلها تتناول الطعام معطيا اياها قطعه شوكوﻻته اخرى.
.
.
.
.
.
فى احد اﻻركان فى ذلك المنزل رجل يصرخ على زوجته الواقفه امامه لا حول لها و ﻻ قوة و طفله مرتجفه تراقبهم من بعيد.
اشتد صراخ الرجل ليرفع يده على استعداد ان ينزلها على وجه زوجته التى انكمشت على نفسها غالقه عينيها بخوف تزامنا مع اتساع حدقتى تلك الطفله.
حطت يد الرجل بقوة على وجه من سقط ارضا.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
نهايه الجزء.
اتمنى يعحبكم

عائله للرجال فقطحيث تعيش القصص. اكتشف الآن