Part 29

14.2K 855 32
                                    

لقد سؤلت مره ما أكثر ما يخيفك؟ البشر ام الحيوانات؟ فأجبت البشر لتعتلى الجميع الصدمه من اجابتى فطلبوا التوضيح فأخبرتهم ان الحيوان عندما يهاجم يكون لديه الدافع و هو الجوع لذلك انت تستطيع السيطره عليه، اما البشر يهاجموا ليحصلوا على الطعام و عندما يشبعوا يهاجموا بقوة غايه فى الحصول على المزيد و المزيد، ان البشر لا يكتفوا ابدا لذلك اخاف منهم اكثر.
.
.
.
.
.
.

.
.
.
.
.
صوت صراخ قوى جعل الجميع يأتى بسرعه إلى مصدره لتجتمع العائله بأكملها فى غرفه الجلوس حيث فارس يظهر عليه الغضب و ليلى  منهاره بالبكاء.
"دلوقتى بقيت غلطانه؟ و مقولتش ليه انى غلطانه لما كنت بره؟ تيته نهى بس عماله تقول انى مش نافعه و تربيتى تربيه فاشله، لما انتى كنتى شايفه انى عملت حاجه غلط موقفتنيش ليه قبل ما اخرج؟ بس لا انتى كنتى مستنيه انى أغلط علشان تتكلمى، عمرك فكرتى فى مره انك تنصحينى؟ لا، و لا مره حتى صح؟ انتى دايما بتبصيلى انى اقل واحده فى البيت ده كله، دايما بتشوفى انى غلطانه دايما و مهما عملت مش هيعجبك، و كمان و اللى زاد الهم الرجاله التلاته بيتخانقوا لا و بتحصل انهم يضربوا بعض كمان و السبب مين انا السبب، انا السبب فى كل حاجه بتحصل، انا زرع شيطانى، انا اللى دايما غلطانه، حملونى ذنب كل حاجه حصلت و بتحصل و لسه هتحصل، لما ابقى السبب فى انى افرق بين تلاته عمرهم ما بعدوا عن بعض ابقى فعلا شيطان فى وسطكم، و انا هريحكم من الشيطان ده خالص، تيته نهى خليكى مع احفادك الرجاله و انسى ان كان ليكى حفيده اسمها ليلى من الأساس، أو مش فارقه انتى نسيانى  من زمان اصلا"
انهت ليلى حديثها الصارخ خارجه من المنزل بأكمله ليحاولوا اخوتها و اولاد أعمامها اللحاق بها الا ان فارس اوقفهم.
" لو حد حصلها هنسى انى اعرفه من الاساس"
تحدث فارس بغضب صاعدا إلى غرفه مكتبه تاركا الكل خلفه.
" انتوا هتقفوا تتفرجوا على اختكم و هى بتضيع؟ انتوا هتسكتوا و تسيبوها فى حالتها دى؟"
تحدثت هنا صارخه و هى تبكى بحسره على ابنتها و على زوجها.
"لو محدش فيكم طلع وراها هطلع انا و اللى يحصل يحصل"
تحدثت هنا بغضب و هى تنظر إلى أبنائها بغضب.
"هتكسرى كلام جوزك اياك"
تحدثت نهى بقوة و هى تنظر لهنا التى فاض بها الكيل.
" انتى السبب ،انتى السبب فى كل حاجه، انتى دايما بتفرقى بين الأخوات فى المعامله و فى المحبه و فى كل حاجه، انتى تعرفى ايه عن ليلى؟ هاه؟ تعرفى انها كانت بتصحى بالليل تقعد تعيط بسببك انتى، تعرفى انها كانت دايما بتتحمل فوق طاقتها بس علشان تقوليلها كلمه حلوة؟ تعرفى انها اخر مره انتى تعبتى فيها هى اللى فضلت جمبك طول الليل؟ تعرفى انها بقت بتلعب لعب الصبيان بسببك انتى؟ تعرفى انها اتخلت عن أنوثتها علشان تبسطك انتى؟ انتى متعرفيش عنها حاجه انتى متعرفيش غير انك تفضلى تنتقدى فيها و بس، الكل بيعاملها كويس الا انتى، الكل بيحترمها الا انتى، الكل مبيحبش يزعلها الا انتى، و رغم ده كله بتحبك و مبتحبش تزعلك، رغم ده كله نفسها تقوليلها كلمه عدله، نفسها و لو مره تقوليلها كلمه تفرحها و متزعليهاش، نفسها لو لمره متفرقيش فى المعامله بينها و بين أخواتها و ولاد أعمامها، نفسها لو مره تشكرى فى حاجه هى عملتها او بتعملها لكن انتى دايما بتزعليها   دايما بتحبطيها، انا بنتى لو ضاعت منى مش هسامحك طول حياتى، حسبى الله حسبى الله"
فقدت هنا الوعى بعدما أخرجت ما فى قلبها من انهيار، كأنها فضلت الهروب من الواقع عن طريق نومها.
حل المساء و ليلى  لم تعد بعد، هنا غارقه فى نومها تهرب من ذلك الواقع المر، فارس مازال بغرفه مكتبه و لم يخرج منه، و نهى مختفيه و لا يعلم احد مكانها بينما باقى العائله مازالت فى غرفه الجلوس تفكر فى حل ما.

عائله للرجال فقطحيث تعيش القصص. اكتشف الآن