part 18

33.9K 1.7K 89
                                    

تجلس ملك مع والديها على طاوله الطعام فهذا هو اول لقاء بين ملك و والدها منذ شهر تقريبا فهو كان قد سافر مسبقا مع خطيبها بسبب صفقه عمل ما فى الخارج.
يتناولوا الطعام بهدوء الكل مسلط تركيزه على طبقه الذى أمامه و لا يسمع سوى صوت المعالق و هى تصطدم بالأطباق.
شريف:اه صحيح!
جذب رب الاسره انتباه الاثنتان بسبب حديثه المفاجئ لينظرا له بفضول ليعاود التحدث مره اخرى .
شريف:انتى مبتكلميش صاحبتك هنا و لا ايه يا ملك؟!
ملك:لا بكلمها عادى يا بابا.
أجابت ملك على سؤال والدها و هى تشعر بالغرابه فهو و لأول مره يسألها على صديقتها و هى تعلم بل متأكده انه لطالما سأل والدها على شخص ما فهو يسعى خلف مصلحته الشخصيه.
شريف:مفيش اى حاجه حصلت معاها؟!
تسائل الأكبر مره اخرى بفضول لتنفى الأخرى و اقتران حاجبيها يزداد و لكنها سيطرت على نفسها و الهت نفسها بتناول الطعام و هى تردد بعقلها أنها ستتصل بصديقتها فور نهوضها من على طاوله الطعام.
شريف:غريبه يعنى هو كان عارف؟ بس ملامحه كانت بتقول عكس كدا خالص.
حسنا هذه هى القشه التى قطمت ظهر البعير فضول ملك ازداد بسبب همس والدها هذا لتأخذ نفس عميق مقرره سؤاله.
ملك:هو مين يا بابا؟ و عرف ايه؟!
شريف:فارس ابن عم هنا صاحبتك تخيلى أنه كان فاكر ان هنا إللى ماتت مش أحمد.
تحدث شريف بإستهزاء بعد أن ترك معلقته من يده لتفعل ابنته مثله و لكن من صدمتها لتسأله مره اخرى .
ملك:و انت قولتله ايه يا بابا؟! و كان امتى الكلام ده؟!
شريف:قولتله أن شهاده الوفاه بتاعه المستشفى كان فيها غلط و أنه الولد إللى مات مش البنت و قولتله فى خطوبتك.
تحدث شريف بهدوء بينما ابنته عيناها تتسع أكثر و أكثر لتضع يدها على فمها من الصدمه.
ملك:ليه يا بابا ليه حرام عليك.
شريف:فيه ايه؟
تسائل شريف و هو ينظر لابنته بإستغراب منتظرا منها تفسير.
ملك:محدش يعرف أن أحمد إللى مات الكل مفكر ان هنا إللى ماتت مش أحمد و انت بوظت كل حاجه.
بكت ملك و هى تتحدث لتشهق فجأه و هى تضع يدها على فمها بينما عيناها جحظت.
ملك:هنا زمانها فى خطر انا لازم اقولها.
نهضت ملك من مكانها سريعا لتدخل لغرفتها ممسكه بهاتفها بتتصل بصديقتها و كلام صديقتها بشأن تغير معامله فارس لها و لوالديها منذ يوم خطبتها يدور بعقلها.
رنه اثنتان ثلاث و ها هو صوت صديقتها يأتيها لتبكى متحدثه معها.
.
.
.
.
.
كان أحمد يقف فى مكان هادئ وحده و هو يتذكر حديث جده و كأن هناك حجر على صدره يمنعه من التنفس.
رنين هاتفه أخرجه من شروده ليخرجه من جيبه ليجد أن المتصل صديقته الوحيده ملك ليأخذ نفس عميق محاولا تهدأه نفسه حتى لا تشعر صديقته بتغيره.
أحمد:موكا ازيك؟
ملك:هنا انا اسفه يا هنا انا اسفه.
صوت صديقتها اصابها بالهلع لتتحدث سريعا.
هنا:اهدى يا ملك فيه ايه؟ اهدى!
تحدثت هنا بفزع بسبب حديث صديقتها و بكائها المفاجئ هذا.
ملك:فارس يا هنا ، فارس عرف كل حاجه.
تحدثت ملك بصوتها الباكى و شهقاتها المتلاحقه لتقطب هنا حاجبيها متحدثه بهدوء.
هنا:اهدى و قوليلى فارس عرف ايه؟
تحدثت هنا بهدوء و هى تأخذ نفسها بقوة و تدعو ربها الا تكون قد اكتشفت.
ملك:فارس عرف انك هنا مش أحمد و ان أحمد هو اللى مات.
تزامن حديث صديقتها مع شخص يقف خلف هنا لتلتفت هنا بصدمه ليقع الهاتف من يدها و عينيها مفتوحه على وسعها تنظر إلى من يقف امامها بشموخ بينما صديقتها تنادى عليها بعلو صوتها بينما هنا يكاد يغمى عليها.
هنا:عندك استعداد انك تسمع و لا لا؟!
تحدثت هنا بهدوء و هى تحمل هاتفها بيدها مره اخرى و صديقتها مازالت تستمع لها.
حسنا هدوئها هذا عكس توقعات فارس نهائيا ليبتسم بسخريه و هو ينظر لها متحدثا.
فارس:هسمع ايه بالظبط أن ابوكى إللى هو عمى علشان ورثه ميضعش زور شهاده الوفاه و خلى البنت هى إللى تموت بدل الولد و خبى علينا الوقت ده كله عايزة تقولى ان عمى مزور و مبيهموش غير مصلحته.
صفعه قويه نزلت على وجنه فارس من قبل هنا التى تنظر له بغضب واضح و أكبر دليل على غضبها الشديد هو علو صدرها و انخفاضه على وتيره سريعه .
فارس فقط ينظر لها بصدمه و هو يضع يده على مكان الصفعه.
هنا:ورث! يا اخى يلعن ابو دى فلوس تقدر تقولى انت تعرف ايه عن أبويا إللى هو عمك هاه؟ انا اقولك و انا إللى هحكيلك إللى متعرفوش أبويا بسبب امك و أنها بنت عمه بعد عن ابوه و اخواته لخمس سنين و لما قرر أنه يرجع مع ولاده و مراته امك مسكتتش و خلته مشى تانى هو و مراته و عياله بعد ما لاقوا القبول من الحاج عبدالحميد كبير عيله الهوارى .
تحدثت هنا و هى تقف أمام فارس و هى تضغط على أسنانها بقوة بينما الاخر يتابعها بصمت.
هنا:عارف يعنى ايه اخويا يموت قدام عينى و هو حاضنى ؟ عارف يعنى ابقى طفله عندها تسع سنين بتشوف امها بتتجنن قدامها و ابوها ضهره انكسر؟ عارف يعنى ايه ابقى طفله و اتحرم من طفولتى الطبيعيه؟ عارف يعنى ايه ابقى طفله و بنت و اتحرم من لعب البنات او من انى اطول شعرى و البس فساتين زى البنات العاديه؟ عارف يعنى ايه انى ابقى بنت و اشتغل صبى ميكانيكى و فى ورشه نجاره و اشتغل فى التكييفات و اشيل العده إللى قد وزنى مرتين و غيره و غيره ، عارف يعنى ايه ابقى بنت و اتحرم انى احلم بالفستان الابيض إللى هلبسه يوم فرحى؟ و لا عمرك هتعرف لأنك مجربتش لكن انا جربت ده كله انا إللى شوفته بعينى انا إللى عيشته كله.
تحدثت هنا و صوتها يعلو فى كل مره و هى تضرب على صدرها بألم و دموعها تتسابق على وجنتيها .
هنا:و فى الاخر تقول على ابويا أنه مزور و أنه مبيحبش غير نفسه ، بتحكم عل أساس ايه؟ او بمعنى اصح انت مين؟
سألت هنا فارس الصامت امامها مصدوم لا يعرف ماذا يجب أن يجيب عليها لتبعد عنه هذا الحمل لتتحدث مره اخرى ببكاء.
هنا:انا اقولك انت مين ، انت ابن اخوه إللى ميعرفش حاجه عن عمه او عن حياته ، انت ابن اخوه إللى عمره ما زاره و لو حتى صدفه ، انت ابن اخوه بس برغم ده كله معندكش الحق انك تتكلم عليه و لو ربع كلمه انت لو كنت عارفه بجد كنت شوفت نظره الانكسار فى عينه ، كنت عرفت انه مستحمل كتير ، كنت عرفت هو أد ايه راجل عظيم ، و انا إللى وقفتله و انا عندى تسع سنين أنه ميجبش سيره أن أحمد إللى مات لان امى مكنتش للاسف هتعرف تجيب غيرنا انا و اخويا الله يرحمه و علشان شوفت امى منهاره قدامى و هى خايفه من جدى كبير العيله.
أخدت هنا نفس عميق و هى تحاول السيطره على دموعها بينما الاخر ينظر لها بهدوء فقط و لا يفعل شئ غير ذلك.
هنا:عارف عايز تقولهم على الحقيقه قولهم ، هيموتونى ! عادى صدقنى هتبقى احلى من الحياه إللى انا عايشاها دى الف مره ،  و صدقنى مبقتش فارقه معايا كدا كدا انا عارفه و متأكده انى هتكشف فى يوم.
القت هنا بأخر حديثها بوجه فارس الواقف مثل تمثال الشمع لتتحرك من أمامه ذاهبه لينظر حيث كانت تقف بشرود.
لتلك الدرجه هى تحملت؟ لتلك الدرجه حياتها صعبه؟ و الاهم التلك الدرجه هى بائسه؟!
.
.
.
نظرت لهاتفها عندما سمعت صوت نداء صديقتها لتتنهد بقوة غالقه المكالمه يليها الهاتف لتلقى به على السرير مزيله الشنب و اللحيه و النظارات الضخمه و الشعر المستعار مبدله ملابسها و مطلقه سراح شعرها البندقى.
ذهبت حيث صندوق ذكرياتها الذى لا يفارقها أينما ذهبت لتفتحه ممسكه بصورتها هى و أخيها و هما يبتسما بقوة و بسعاده لتمسح تلك الدمعه المتمرده من على وجنتها اليمنى لتضع الصوره جانبا ممسكه بدفتر أخيها فاتحه اياه على قصته الأولى و الاخيره .
لتقرأ ما كتب بخط صغير منمق بصوت اشبه بالهمس  تقرأ قصه أخيها التى حفظتها ظهرا عن قلب.
"كان يا مكان و لا يحلى الكلام الا بالصلاه على النبى عليه افضل الصلاة و السلام ......فى قديم الزمان فى مكان بعيد عن العين كان فيه مملكه ضخمه فيها بدل الامير تلاته و بدل الاميره اتنين وكان فيه ملك واحد بس من غير ملكه واحد من الأمراء التلاته اتجوز و جاب توأم بنت و ولد الولد دايما كان فى حاله بس البنت كانت عكسه دايما الولد كان بيحب القرايه و البنت بتحب اللعب بالسيوف الولد بيحب الهدوء و الراحه و البنت بتحب الدوشه و عمل المشاكل لدرجه أنها حبت أنها تتطلع تحارب معاهم و بعد محاولات كتير نجحت اخيرا أنها تحارب بس و هى متخفيه فى جنود المملكه و هى كانت السبب فى فوزهم فى الحرب و الملك الكبير قرر أنها هى إللى هتكون الملكه من بعده و كان اسمها الملكه هنا .......النهايه"
بعد نطق هنا لكلمه النهايه انهارت باكيه و لم تستطع السيطره على نفسها أكثر لتمسك بصوره أخيها ضامه اياها إلى صدرها بقوة و هى تشهق ببكاء لتنام و دموعها تبلل وجنتيها و مازالت محتضنه  صوره اخاها.
.
.
.
ها هو آذان العصر و أحمد -هنا- مازال بغرفته و لم يراه أحد طوال هذا اليوم لتصعد والدته -نجلاء- له لتدق على باب غرفته و تنتظر قليلا.
سمعت صوت فتح قفل الباب لتسمع صوت شئ يقع بقوة أرضا لينقبض قلبها فجأه و هى تفتح باب الغرفه لتشهق برعب و هى ترى ابنتها بملامح باهته ساقطه أرضا مغشيا عليها.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
صباح الخير يا شباب 😘
جمعه مباركه💙 لا تنسوا قراءه سوره الكهف و تذكرونى بالدعاء🤗😍
و الله عينى ورمت من كتر العياط إللى عيطته و انا بكتب😭💔
اتمنى ان الأحداث تكون عجبتكم و قصه أحمد كمان تكون عجبتكم 🤗
السؤال بقا تفتكروا فارس هيعمل ايه؟! و المسكينه إللى مغمى عليها دى هتعمل ايه؟!
(رجاء شوفت الجزء اضغط على النجمه و علق تعليق يبرز جمالك و ينبهنى بحضورك😊)
اه و الروايه و صلت ل١٠آلاف مشاهده💃
القاكم فى تحديث آخر😄

عائله للرجال فقطحيث تعيش القصص. اكتشف الآن