Part 21

12.1K 793 33
                                    

عادت ليان إلى المنزل بوجه متجهم لتدخل إلى غرفتها سريعا غالقه باباها بقوة و مغلقه على نفسها بالمفتاح حتى لا تستطيع والدتها الولوج إليها.
نظرت سمر إلى ابنتها التى لا تجيب على ندائاتها و عندما سمعت صوت إغلاق الباب بالمفتاح نهضت بخوف لتقف أمام باب غرفه ابنتها.
"ليان،ليان حبيبتى ردى عليا"
تحدثت سمر من خلف الباب بنبره مرتعشه أثر خوفها على ابنتها الا ان ليان لم تجيب عليها مما زاد قلقها.
حاولت سمر فتح الباب الا ان ما سمعته من إغلاق الباب بالمفتاح كان صحيح لتعيد الدق على باب غرفه ليان بقوة اكبر.
"ليان افتحى ،افتحى يا ليان متقلقنيش عليكى "
صاحت سمر بخوف و صوت عالى قليلا الا انها لم تجد رد للمره الثانيه.
هدأت سمر قليلا تحاول الاستماع لما تفعله ابنتها لتسمع صوت شهقات مكتومه لتعيد الدق على باب الغرفه بقوة.
"لو مفتحتيش الباب ده حالا انا هكلم باباكى يجى يكسر عليكى الباب، افتحى يا ليان، افتحى و قوليلى فيكى ايه"
صاحت سمر بقوة و طرقاتها تزداد عنفا على باب الغرفه الا انها لم تجد ردا عليها مره اخرى.
نظرت سمر إلى كفى يديها اللتان أصبحتا باللون الأحمر من شده طرقاتها  على باب الغرفه بدون رد.
" ليلى"
همست سمر لنفسها قبل أن تركض تمسك بهاتفها متصله بليلى سريعا.
" الحقينى يا ليلى"
صاحت سمر و هى تبكى فور ان أجابت ليلى على الاتصال لتزداد ضربات قلب ليلى عنفا.
"أهدى بس و قوليلى فيه ايه؟"
نطقت ليلى بنبره مهتزه و قدماها اصبحا كالهلام بسبب نبره صديقتها.
" معرفش،ليان جت من برا واخده فى وشها و دخلت على اوضتها بسرعه و قافله على نفسها بالمفتاح و مبتردش عليا و لا راضيه تفتح، و عماله بتعيط و انا مش عارفه اعمل ايه، الحقينى يا ليلى"
تحدثت سمر فى الهاتف مع ليلى التى اغلقت عيناها متنفسه بعمق.
"طيب أهدى انا هلبس و اجيلك حالا اهوه، مسافه السكه بس و هكون عندك"
تحدثت ليلى لتومئ لها صديقتها كأنها تراها أمامها.
بالفعل بدلت ليلى ملابسها سريعا لتغادر متوجهه إلى منزل أخيها و صديقتها التى تكون زوجه أخيها.
دقت ليلى على باب المنزل الخاص بأخيها لتفتح لها سمر و هى تبكى بخوف على ابنتها.
" ليان،ليان يا ليلى"
تحدثت سمر بحزن و شفاه مرتعشه أثر البكاء لتومئ لها ليلى و هى تزم شفتيها دالفه لداخل المنزل بعد أن تعدت صديقتها.
"ليان،افتحى يا ليان انا لولو، افتحى يا حبيبتى"
تحدثت ليلى و هى تطرق بخفه على باب غرفه ليان، بينما تحاول جعل نبرتها هادئه قدر المستطاع.
" سيبونى لوحدى"
صاحت ليان من داخل غرفتها لتتراجع ليلى عن الباب قليلا.
"خليها براحتها يا سمر"
تحدثت ليلى بهدوء و هى تنظر إلى صديقتها التى اومئت بالنفى سريعا.
" لا،انتى مش سامعه صوتها عامل ازاى؟ اسيبها ازاى، دى بنتى يا ليلى، انا قلبى بيتقطع عليها و هى فى الحاله دى، انتى مش حاسه بيا"
نظرت ليلى إلى سمر  بنظرات لوم على ما قالته لها منذ قليل لتنتبه سمر لنفسها سريعا.
"انا مقصدش يا ليلى و الله انا....."
"يا ستى و لا تقصدى، بس صدقينى ليان محتاجه تبقى لوحدها شويه، سيبيها على راحتها، دى تربيتى و انا ادرى بيها"
تحدثت ليلى بإبتسامه هادئه لتنهر سمر نفسها على ما تفوه به لسانها منذ قليل.
"أهدى كدا و اغسلى وشك بشويه ميه و سيبى ليان على راحتها و على بكرا الصبح هتكون كويسه بإذن الله"
تحدثت ليلى متوجهه حيث باب المنزل لتمسك بها سمر من ذراعها .
" طيب خليكى معايا شويه "
تحدثت سمر لتمسك ليلى بيدها المتعلقه بها بإبتسامه هادئه.
"معلش خليها وقت تانى، انا نزلت من غير ما اقول لأحمد و خايفه يرجع و انا مش فى البيت و يعمل حكايه، هبقى احاول اتصل على ليان اتطمن عليها"
تحدثت ليلى بهدوء لتومئ لها فرح تاركه اياها لتغادر ليلى بهدوء.
ظلت ليلى تسير بلا وجهه حتى المتها قدمها لتجلس على احد الاسوار المحيطه بالشواطئ و هى تنظر إلى البحر المظلم كحياتها بعد أن فقدت أطفالها.
رفعت رأسها قليلا لتجد القمر فى حالته المكتمله - بدر- لتشبهه بأحمد فهو من ينير حياتها المظلمه مثل انعكاس البدر على البحر المظلم.
رن هاتف ليلى لتخرجه من حقيبتها و تجد انه أحمد زوجها لتبتسم بخفه مجيبه على الاتصال.
"حبيبى كنت لسه بفكر فيك"
نطقت ليلى بإبتسامه فور ان أجابت على الاتصال ليبتسم أحمد بخفه.
"و يا ترى بخير و لا بشر؟"
تحدث أحمد بمرح لتزداد ابتسامه ليلى اتساعا.
"انا علطول فكراك بالخير يا حبيبى"
تحدثت ليلى بحب طاغى ليبتسم أحمد بإتساع بسبب من تسلب لبه و قلبه بحفنه من الكلمات البسيطه.
"بس ايه الدوشه اللى حواليكى دى؟"
تسائل أحمد بإستغراب بسبب تلك الضوضاء المحيطه بزوجته.
"اصل انا كنت مخنوقه شويه فنزلت اقعد على البحر شويه"
تحدثت ليلى مجيبه زوجها ليهمهم أحمد لها بخفه.
"طيب استنينى انا نص ساعه و جاى، قوليلى بقا انتى فين بالظبط"
تحدث أحمد لتبتسم ليلى مخبره اياه عن مكان تواجدها بالضبط لتغلق الاتصال بعد ذلك لتسكن فى مكانها منتظره زوجها.
لم تشعر ليلى بمرور الوقت عليها لتفاجئ بشخص ما يضع يده على كتفها من الخلف لتفزع و تنظر إلى من يضع ذراعه عليها بقوة.
لانت ملامح ليلى بعد أن أيقنت انه زوجها هو من يجلس بجانبها لتبتسم له بخفه.
"الجميل سرحان فى ايه؟"
تسائل أحمد و هو يجلس بجانب ليلى على ذلك السور لتبتسم له ليلى.
"و لا حاجه، انا بس شردت شويه"
تحدثت ليلى بإبتسامه بسيطه ليهمهم أحمد بخفه مومئا لها بخفه.
"طيب خدى"
تحدث أحمد مادا يده بحقيبه لتمسكها ليلى بإستغراب فاتحه اياها لترتسم ابتسامه سعيده على وجهها.
"الله، ايه ده كله"
تحدثت ليلى بسعاده غامره و هى تنظر إلى أحمد بحب.
" صوتك مكنش عاجبنى و انا بكلمك، و انا عارف انك بتحبى الشوكولاته فجبتلك شوكولاته تفرحك شويه"
تحدث أحمد بإبتسامه لتنظر له ليلى بإمتنان بالغ محتضنه اياه بقوة.
"ربنا ما يحرمنى منك ابدا"
تحدثت ليلى بحب بالغ ليحتضنها أحمد بذراعه هو الاخر مقبلا جبينها بحب.
"و لا يحرمنى منك ابدا"
تحدث أحمد بحب مشددا على احتضان ليلى بذراعه بينما ليلى استكانت بين ذراعيه براحه غريبه.
بعد مده من الوقت لاحظ أحمد ارتجاف ليلى لينظر لها بقلق.
" انتى مش لابسه هدوم تقيله ليه؟"
تسائل أحمد قاطبا حاجبيه و هو يهم بخلع جاكيت بدلته الا ان ليلى اوقفته.
" تعالى نروح دلوقتى و فى السكه هحكيلك على اللى حصل"
تحدثت ليلى ليومئ لها أحمد ناهضا مساعدا ليلى على النهوض هى الأخرى لتتأبط ليلى ذراع زوجها و غادرت معا حتى السياره ليصعدا بها و ينطلقا إلى المنزل.
.
.
.
.
.
فى اليوم الموالى خرجت ليان من غرفتها مرتديه ملابس العمل راسمه على وجهها ابتسامه خفيفه.
" صباح الخير"
تحدثت ليان بإبتسامه و هى تجلس على طاوله الطعام مع والديها اللذان نظرا لها بإستغراب.
"ليان انتى كويسه؟"
نطقت سمر والده ليان و هى تنظر لابنتها بتمعن لتومئ لها ليان بإبتسامه.
"انتى رايحه فين دلوقتى؟"
نطق أسر والد ليان و هو ينظر لها بترقب فزوجته أخبرته بما حدث مع ابنته فى الليله السابقه.
"هروح الشركه الأول اشوف رسومات كام مشروع احنا شغالين عليه، و بعدين هروح اباشر المبنى اللى شركتنا مسئوله على بناه، و اشوف البشمهندسين و العمال وصلوا لحد فين"
أخبرت ليان والدها عن مخططها لهذا اليوم لينظر لها والدها بهدوء.
"طيب بقولك ايه، خدى اجازة انهارده و قولى لمحمد يروح يباشر الشغل المدنى بدالك و خلينا نقضى اليوم انهارده مع بعض"
تحدث أسر بإبتسامه لتصمت ليان قليلا مدعيه التفكير.
" لا انهارده مش هينفع، خلينا يوم الجمعه نقضى اليوم كله مع بعض، حتى ليليان و لولو و ريتال يكونوا اجازه و نقضيه كله مع بعض"
تحدثت ليان بإبتسامه ليتنهد والدها بخفه مومئا لها بهدوء.
" تمام، براحتك "
تحدث أسر بحزن حاول كبته بداخله لتنهض ليان بعد أن دكت لقيمه صغيره فى فاهها.
" يلا انا همشى انا بقا، سلام"
تحدثت ليان و هى تغادر والديها، بل تغادر المنزل بأكمله ذاهبه إلى عملها.
.
.
.
.
.
ذهب عمر برفقه زياد صديقه إلى المشفى حيث تعمل اخته طبيبه للأطفال.
" بقولك ايه روح انت لاختك فى المكتب و انا هروح العب مع الأطفال شويه"
اقترح زياد على صديقه ليومئ له عمر سريعا مرحبا بتلك الفكره ليفترقا الاثنان بالفعل كل إلى وجهته.
أثناء سير زياد سمع صوت ذلك الطفل الصارخ و هو يبكى بشده بينما تنهره تلك الممرضه الواقفه امامه بشده.
اغتاظ زياد من تصرف تلك المرأه الشمطاء و كان ينوى الذهاب لها و توبيخها الا انه لمح ريتال اخت رفيقه تذهب لها.
"انتى يا بنى آدمه ازاى تصرخى فى الطفل كدا؟ مين اللى شغلك فى المستشفى و قبل بيكى بأخلاقك الغير مهنيه دى؟ امشى من قدامى دلوقتى و انا بنفسى هشتكيكى للدكتور المسئول عنك"
صاحت ريتال بقوة فى وجه تلك الممرضه بينما زياد كان على مرأى و مسمع بكل ما يحدث.
غادرت الممرضه سريعا من أمام ريتال التى نظرت للطفل الباكى بهدوء لتبتسم له بخفه و هى تجلس بجانبه على سريره الخاص.
" بس خلاص انا مشيت الست الوحشه دى و مش هخليها تجيلك تانى"
تحدثت ريتال بإبتسامه حانيه و هى تحتضن الطفل جانبيا ماسحه على ذراعه بخفه ليستكين الطفل بين احضانها.
"كانت بتزعق فيا جامد و بتخوفنى بالحقنه، و ماما راحت الشغل علشان تجيب فلوس المستشفى و قالتلى اسكت و ابقى شاطر لحد ما ترجع، بس انا عيطت لانى كنت خايف"
تحدث الطفل و هو مازال فى حضن ريتال التى ظلت تمسح على ذراعه بحب.
"طيب بس خلاص، أهدى، مش انت شاطر؟"
تحدثت ريتال مع الطفل بنبره حانيه ليومئ لها الطفل بخفه و هو مازال بحضنها.
" طيب بص دلوقتى ده ميعاد الحقنه، و لازم ناخدها علشان نخف و نبقى اقويا، تعالى نعمل اتفاق مع بعض"
لاحظت ريتال ملامح الطفل الخائفه فقررت ان تحوذ بتفكيره فى شئ اخر و قد نجحت بالفعل فى ذلك.
"جربنى و خلينى اديك الحقنه، و وعد منى اول ما تقول اى هشيل الحقنه بسرعه، اتفقنا؟ "
انهت ريتال حديثها بتساؤل لتلاحظ هى التردد فى عينى الطفل الخائف.
"و حاجه كمان، انا معايا شوكولاتيه كبيره كنت حطاها فى جيبى و قولت هديها للى هياخد حقنه انهارده، ايه رأيك تاخد الحقنه و تاخد الشوكولاته"
نجحت ريتال فى اغراء ذلك الطفل و لاحظت بريق عينيه رغم الخوف الذى بهما.
"بص هات دراعك و غمض عينك و عد من واحد لعشره، اتفقنا؟ "
تسائلت ريتال ليتنهد الطفل بقوة مومئا لها برأسه مادا يده إلى ريتال و هو يغلق عيناه.
" يلا نعد مع بعض، واحد، اتنين، تلاته، و خلاص الحقنه خلصت"
تحدثت ريتال بحماس ليفتح الطفل عينيه بصدمه و هو ينظر إلى ريتال.
" هو انا اخدت الحقنه بجد؟ "
سأل الطفل بعفويه لتومئ له ريتال سريعا بإبتسامه هادئه.
"ايه رأيك؟ حسيت بإيدى؟"
سألت ريتال الطفل المصدوم الذى اومئ لها بالنفى سريعا لتزداد ابتسامه ريتال اتساعا.
كان زياد يتابع كل ما يحدث أمامه بهدوء ليشعر بأحدهم يضع يده على ظهره من الخلف فجأه ليلتفت سريعا بخوف ليجد انه صديقه عمر.
"كويس انى لاقيتك، انا مش لاقى ريتال فى مكتبها، و محدش يعرف هى فين"
تحدث عمر بقله حيله و هو يتنهد بقوة ليبتلع زياد ما فى جوفه بهدوء.
"عمر"
نادت ريتال من خلف عمر ليلتفت لها سريعا و هو يحول نظره بين رفيقه و اخته.
.
.
.
.
.
فى شركه جاسر و بالتحديد فى مكتبه زفر بقوة و هو يلقى بالقلم الذى كان فى يده على سطح المكتب بغضب.
ملف تلك الصفقه يؤرقه، هو يشعر ان هناك شئ خاطئ و لكن لا يعلم ماذا مما آثار حنقه و غضبه.
نهض من على مكتبه ليدلف للخارج فهو يريد إيجاد اى خطأ من اىشخص فقط ليفرغ شحنه غضبه تلك، و بالفعل وجد ضالته فى ليليان التى تتحدث فى هاتفها و تتضاحك بشكل قوى أثناء حديثها فى الهاتف.
تقدم جاسر إلى ليليان بخطوات غاضبه بينما ليليان صمتت عن حديثها و ظلت تنظر إلى تقدمه المخيف منها.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
"يتبع💙"
البارت ده بمناسبه عيد ميلاد شروق💚
كل سنه و انتى طيبه يا جميله💛

عائله للرجال فقطحيث تعيش القصص. اكتشف الآن