Part 26

11.8K 764 37
                                    

خرج جاسر و معالم وجهه لا تبشر بالخير ابدا، فهو على أتم الاستعداد فى نزاع يدوى ان وجد السبب لذلك.
فتح الباب و هو مستعد لذلك العراك - سواء كان يدور او لفظى- ليقف مشدوه عندما وجد ذلك الرجل واقع أرضا يتلوى من الالم ممسكا بذراعه الأيمن و هو يكاد يبكى من الألم.
نظر جاسر إلى ليليان الممسكه بنظارتها تنظر لها بحزن طفولى لترفع رأسها فجأه لتجد جاسر ينظر لها بنظرات متسائله.
" ايه اللى حصل؟"
نطق جاسر عما فى جعبته من فضول لتنظر له ليليان بهدوء.
"الاستاذ وقع على الأرض، مش كدا يا فندم؟"
انهت ليليان حديثها متسائله و هى ترمق ذلك المتكور أرضا بصلابه ليومئ لها سريعا و هو ينهض راكضا خارج المكتب بل خارج الشركه بأكملها.
"هو كان عايز ايه؟ "
تسائل جاسر قاطبا حاجبيه بإستغراب لتنظر له ليليان بهدوء رافعه كتفها للأعلى قليلا علامه على عدم معرفتها.
" معرفش، بس من غضبه اتزحلق وقع على دراعه"
نطقت ليليان بهدوء بارد ليومئ لها جاسر ناظرا لنظارتها المحطه فى يدها.
"و ايه اللى حصل لنضارتك؟ "
تسائل جاسر و هو يشير برأسه على تلك النظاره التى فى قبضه ليليان لترفعها ناظره لها بعد أن تنهدت بقوة.
"كنت حطاها على طرف المكتب و وقعتها غصب عنى و انا بعدى"
نطقت ليليان بهدوء ليومئ لها جاسر و هو غير مقتنع بما قالته له.
دخل جاسر إلى مكتبه متوجها لشاشه الحاسوب مرجعا الكاميرا حتى بدايه دخول ذلك الرجل.
تابع جاسر بنظرات قويه شديده كنظرات الصقر كل ما حدث من البدايه حتى لحظه نهوضه ليتابع ما حدث بعد ذلك بترقب.
بعد أن دفع ذلك الرجل ليليان و اوقع نظارتها و تحطمت وقفت ليليان أمامه مره اخرى ليحاول ذلك الرجل التطاول عليها مره اخرى الا ان ليليان كانت له بالمرصاد.
أمسكت ليليان بيده اليمنى و التى كانت سيستخدمها للتطاول عليها مجددا و قامت بلويها بقوة حتى كادت تكسر ليصرخ ذلك الرجل بقوة و ألم.
لم تكتفى ليليان بذلك بل استخدمت قدمها اليمنى فى وضعها كحاحز لتسقط ذلك الرجل على ظهره فى مده لا تتعدى الدقيقه فكانت رده فعلها سريعه بحق.
فغر فاه جاسر و هو يتابع ما حدث بذهول و إعجاب كذلك فهو لم يتوقع ان تكون رد فعلها هكذا ابدا.
بعد قليل من الوقت دق باب مكتب جاسر لتدخل منه ليليان و هى تقف أمام جاسر بهدوء.
"فيه حاجه؟"
تسائل جاسر عندما لاحظ فراغ يد ليليان من اى ملف، و أيضا صمتها الغريب.
"ايوه انا كنت عايزة استأذن انى امشى بدرى انهارده علشان عندى ظروف عائليه"
تحدثت ليليان بحرج ليتنهد جاسر بقوة جعلت ليليان تخشى ان يرفض طلبها.
"تمام مفيش مشكله، انا كنت ناوى امشى بدرى اصلا انهارده، ساعه و تقدرى تمشى"
تحدث جاسر بإرهاق لتومئ له ليليان سريعا و هى تبتسم بإتساع.
" شكرا جدا يا فندم"
تابع جاسر ملامح ليليان الفرحه و عيناها التى برقت بسعاده ليشعر بالانجذاب لها لينهر نفسه سريعا متحمحما متابعا عمله.
.
.
.
.
.
مرت الساعه و بدأت ليليان فى توضيب اشيائها و حمل أغراضها و دقت على باب مديرها و اخبرته انها سترحل الان و اكتفى جاسر بإيماءه بسيطه لتهرول هى ذاهبه لعمتها - ليلى- فى العمل حتى يذهبوا معا و يبدأوا فى الاستعداد لحفل المساء.
وصلت ليليان إلى الاستقبال ملقيه التحيه على موظفه الاستقبال - رنا- مذكره اياها بأمر حضورها اليوم لحفل الخطبه لتخرج من الشركه نهائيا.
اخرجت ليليان هاتفها من حقيبتها لتهاتف عمتها - ليلى- مخبره اياها بأمر قدومها لها الآن حتى تستعد.
كانت ليليان منتظرة اجابه ليلى على اتصالها لتسمع أصوات عاليه خلفها.
"هى دى متسبوهاش"
التفتت ليليان على ذلك الصوت لتجد ذلك الرجل الذى كان يتطاول عليها و قامت بتلقينه درس لن ينساه برفقته ثلاث رجال اقوياء و هو يشير عليها.
أنزلت ليليان يدها من على اذنها و هى تتابع الرجال و هم قادمين إليها بخطوات اشبه بالركض و هى تشعر ان هذا اليوم لن يمر مرار الكرام ابدا.
.
.
.
.
.
حرك جاسر رأسه بحركه دائريه ليسترخى على مقعده بأريحيه متنهدا بقوة.
"الصفقه دى هتجيب نهايتى، انا لازم اعمل اجتماع مع المحامى و المحاسب و الموظفين المسئولين و نناقش فيها الصفقه دى"
تحدث جاسر مخبرا نفسه و هو يومئ مؤكدا على حديثه ليتنهد بقوة.
نهض جاسر من على مقعده مرتديا جاكيت بدلته الذى كان معلق على ظهر مقعده حاملا هاتفه و مفاتيحه الخاصه مغادرا المكتب هو أيضا.
وصل جاسر إلى الاستقبال و منه حيث البوابه إلى خارج الشركه نهائيا ليجذب انتباهه هؤلاء الرجال الذسن يحيطون بشخص هو يعلمه و الذى اتضح انها ليليان.
.
.
.
.
.
أحاط  الرجال بليليان التى تنظر لهم ببرود ليتقدم منها ذلك الرجل الذى كادت ان تكسر يده منذ قليل فقط.
"انا هعلمك ازاى تتطاولى على اسيادك"
تحدث ذلك الرجل بشر بينما ليليان مازالت تحافظ على جمودها و برودها.
"علموها ازاى تمد ايدها على اسيادها"
القى ذلك الرجل بأوامره على من معه ليتراجع للخلف قليلا مفسحا المجال لمن معه بينما ليليان تنهدت بقوة واضعه هاتفها فى الحقيبه معدله من وضعها جاعله اياها تحاوط كتفها و خصرها - كروس- و هى تطالع الثلاث رجال بتفحص.
حاول أحدهم الإمساك بليليان الا انها أسرعت فى الفرار منه لتبدأ المناوشات فيما بينهم.
كانت ليليان تقوم برد الصاع صاعين فكانت تتحاشى الضربات مع تسديد لكمات مؤلمه لمن يقف أمامها.
كانت ليليان تصنع بعض الضوضاء أثناء تسديدها للكلمات كما هى معتاده أثناء تدريباتها القتالية.
اخذت بغته و تلقت لكمه مؤلمه بجانب فاهها لتضع يدها عليها لتجد بعض الدماء التى تركت أثر على اصبعها.
"يا ابن الجذمه هتسيب كدمه و انا عندى فرح"
صاحت ليليان بغضب متوعده لهم بأقصى الضربات و التى ستؤدى لهم لكسر محتم الان.
.
.
.
.
.
عند ريتال وقفت مصدومه حالها كحال من يقف أمامها و هما يطالعان بعض بصدمه.
"انت بتعمل ايه هنا؟"
تسائلت ريتال بإبتسامه خفيفه ليبتسم لها من يقف امامها بخفه.
" ايه عيب لما اشترى كام روايه من المعرض اللى بستناه من السنه للسنه؟"
تحدث ذلك الشاب بإبتسامه عابثه لتبتسم له ريتال بإتساع.
"لا هو براحتك طبعا، بس انا قولت بما انك صاحب عمر الانتيم اكيد هتبقى دماغك زيه و هتقول على الروايات انها كلام اهبل و كدا يعنى"
تحدثت ريتال مخبره صديق اخاها - زياد- بما يعتمله صدرها من حكم اولى على شخصيته ليبتسم لها المعنى بهدوء نافيا برأسه بخفه.
"انا و عمر اه أصحاب بس دماغنا مختلفه شويه، انا بقرأ روايات عادى و رومانسيه كمان"
تحدث زياد بإبتسامه لتومئ له ريتال سريعا.
" اه ما انا لاحظت"
تحدثت ريتال و هى تشير برأسها على تلك الروايه التى كانت سبب فى تلامس ايديهم بخفه ليبتسم لها زياد.
"شكلك انتى كمان كنتى مستنيه الروايه"
تحدث زياد لتومئ له ريتال سريعا.
" احلى حاجه فى المعرض انه بيبقى فيه كل الروايات اللى انا عايزاها، ده انا بستناه من السنه للسنه"
تحدثت ريتال بحماس شديد ليومئ لها زياد بإبتسامه.
"و مين سمعك"
علق زياد على ما قالته ليقهقه الاثنان لتمد ريتال يدها أخذه تلك الروايه و التى كانت آخر نسخه.
"يا خبر،دى اخر نسخه موجوده "
تحدثت ريتال بصدمه فهى لا تعلم رد فعل زياد بعد.
" بتهزرى ! "
علق زياد بصدمه و هو يبحث جيدا على نسخه اخرى من تلك الروايه و لكن لم يجد.
" ده انا كنت مستنيها تنزل بفارغ الصبر لان الغلاف بتاعها و تعريفها شدنى اوى"
تحدث زياد بحزن لتنظر له ريتال بشفقه.
" خلاص خدها، هو انا اه كنت مستنياها انا كمان بس مش مشكله خدها انت"
تحدثت ريتال بإبتسامه صافيه و هى تمد يدها بالروايه إلى زياد الذى نظر لها بخفه.
" طيب انا عندى فكره احلى "
تحدث زياد فجأه لتنظر له ريتال بترقب منتظره فكرته تلك.
"انتى بتقرأى الروايه فى اد ايه تقريبا؟ "
تسائل زياد لتقطب ريتال حاجبيها بخفه.
" على حسب ،ساعات يوم او اتنين و ساعات اسبوع، مليش وقت محدد"
أجابت ريتال على تساؤل زياد الغامض ليزم زياد شفتيه بخفه مهمهما.
"تمام انتى اقرأى الروايه الأول و لما تخلصيها ابعتيهالى مع عمر، و بكدا نبقى راضينا جميع الأطراف، بس معلش هاتى رقمك علشان لما تبعتيلى الروايه مع عمر اروح اخدها منه علشان هو هيطنش و ينسى يديهالى "
حازت فكره زياد على إعجاب ريتال التى أسرعت فى  الايماء بسعاده له.
تبادل الاثنان الأرقام لتبتسم ريتال بسعاده و هى تنظر لكم الروايات التى بيدها بإعجاب و فخر.
" هو ده رقم الواتس بتاعك؟ "
تسائل زياد فجأه لترفع ريتال رأسها من على الكتب ناظره له و هى تومئ له بخفه.
"اه هو، ليه؟"
تسائلت ريتال بإستغراب ليومئ لها زياد بالنفى.
"مفيش بسأل اصل الرقم ظهرلى بس من غير صوره فكنت بتأكد"
تحدث زياد بفضول لتزم ريتال شفتيها مفكره.
"ممكن علشان انا مش معايا داتا، على العموم ابعتلى اى رساله و لما اروح او يبقى معايا داتا هرد عليك، تمام؟ "
تحدثت ريتال ليومئ لها زياد سريعا بإبتسامه.
"انا كدا جبت كل الروايات اللى انا عايزاها و هروح أحاسب، خلصت و لا لسه ناقصك حاجه؟"
تسائلت ريتال ناظره إلى زياد الذى انتظر قليلا مفكرا.
" سؤال بس،انتى بتقرأى لدعاء عبدالرحمن؟ "
تسائل زياد لتكتفى ريتال بإيماءه بسيطه من رأسها مؤكده على قرائتها لتلك الكاتبه.
"طيب ايه رأيك فى روايه *و لا فى الأحلام *؟ اشتريها و لا لا؟"
تسائل زياد و هو يحاول صنع حوار مع ريتال التى اومئت بالنفى سريعا.
"عن تجربه بلاش تشتريه، مش هيعجبك، لو عايز حاجه فى نفس الحجم تقريبا و لدعاء عبدالرحمن بردو هات روايه *اكتشفت زوجى فى الاتوبيس* حلوة جدا و هتعجبك"
تحدثت ريتال بحماس شديد لتصبح كالطفله المتحمسه التى حصلت على قطعه حلوى.
"قرأتها، فعلا هى روايه جميله"
تحدث زياد و هو يتمعن فى ملامح ريتال الهادئه.
" طيب انا اتأخرت، يادوب ادفع تمن الروايات و امشى، خلصت تيجى معايا و لا لسه هتجيب حاجه كمان؟ "
انهت ريتال حديثها بتساؤل ليومئ لها زياد سريعا.
"لا انا هاجى معاكى، انا خلصت خلاص"
تحدث زياد ذاهبا مع ريتال فهو كان يريد البقاء معها لاطول مده ممكنه.
.
.
.
.
.
كان أحمد يتابع بعض الأعمال الورقيه، فهو يريد إنهاء كامل عمله  قبل المساء ليذهب إلى حفل خطبه ابنته - مجازا-.
رنين هاتف أحمد جذب انتباهه ليرى اسم المتصل ليجدها زوجته ليبتسم بخفه مجيبا على اتصالها.
"و انا اقول قلبى رفرف ليه اول ما سمعت رنه التليفون اتاريكى انتى اللى بتتصلى"
تحدث أحمد برومانسيه معتاده منه أثناء حديثه مع زوجته و محبوبته الأبديه.
"الحقنى يا أحمد"
اتاه صوت زوجته المنهاره ليعتدل فى جلسته قاطبا حاجبيه و حواسه بأكملها تأهبت لما يحدث.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
" يتبع💙"

عائله للرجال فقطحيث تعيش القصص. اكتشف الآن