Part 15

10K 744 45
                                    

كانت نسرين تجلس على السرير و على قدميها الحاسوب الخاص بها و هى تنظر للشاشه بوجوم.
"يعنى انتوا دلوقتى فين؟ انا لما احجز تذكره الطياره احجزها على بلد ايه؟"
تسائلت نسرين بغضب و هى تنظر للشاشه حيث صوره والدها الحيه.
"ما انا قولتلك، مامتك رايحه اسبوع الموضه فى باريس، و انا عندى اجتماعات مهمه فى أمريكا، شوفى بقا انتى عايزة تيجى لمين فينا"
تحدث والدها بإعتياديه من خلال ذلك الاتصال بالصوت و الصوره.
" يعنى ايه شوفى انتى عايزة تروحى لمين، انا محتجاكم انتوا الاتنين فى حياتى، انتوا هتحسوا امتى انكم اب و ام و عندكم بنت محتجاكم فى حياتها، هتحسوا امتى بالمسئوليه اللى انتوا رامينها ورا ضهركم، هتحسوا امتى ان انا بكبر و محتجاكم جمبى، هتحسوا امتى انى محتاجه امى علشان افضفض معاها و محتاجه ابويا علشان ياخدنى فى حضنه و يحسسنى بالأمان، هتفوقوا امتى و تعرفوا ان مش كل حاجه الفلوس"
انهارت نسرين باكيه أمام والدها الذى ينظر لها بصمت و هدوء.
" عارف يا بابا، انا زهقت و تعبت من الشكوى، اعملوا اللى انتوا عايزين تعملوه، انا مش هفضل اشحت اهتمامك اكتر من كدا، انا تعبت و زهقت من انى كل شويه اطلبكم و ابقى عايزاكم جمبى، اعملوا اللى انتوا عايزينه، اعملوا فلوس زى ما انتوا عايزين، بس مترجعوش تزعلوا و تقولوا بنتنا راحت فين و لا بعدت ليه"
انهت نسرين حديثها مغلقه الاتصال مع والده لتلقى بالحاسوب بجانبها و تبكى بحزن و ألم.
بعد قليل من الوقت الملئ بالبكاء نهضت نسرين لتقف أمام المرآه و تمسك بالمقص و تنظر لانعكاسها قليلا قبل أن تقرب المقص من رأسها.
.
.
.
.
.
كانت ليان تجلس تنظر أمامها بشرود و لا تنتبه لاى شئ يحدث حولها.
تفاجئت ليان بتلك الورقه التى اصبحت أمام وجهها لتشهق بخفه لتنظر إلى زوجها الذى يشير برأسه على الورقه.
"ايه دى؟"
تسائلت ليان و هى تأخذ الورقه من يد زوجها.
"الفندق اللى نسرين فيه، و رقم الغرفه كمان، اظن كدا انى محتاج توضيح"
تحدث عمر لتومئ له ليان بخفه و هى تأخذ نفس عميق.
"ملخص الحكايه انى حكمت على الكتاب من عنوانه، انا اللى طلبت من نسرين انها تبعد عن نورسين و مكنتش متوقعه الصراحه انها هتبعد بالسهوله دى، و مكنتش متوقعه بردو انها مش هتقول لنورسين عن اللى عملته فيها، انا قولتلها كلام جارح كتير و هى سمعت و سكتت و متكلمتش معايا و لا عليا، هى سمعت الكلام و بعدت عن نورسين، اللى تعمل كدا أخلى بنتى معاها و انا متطمنه ناحيتها انها عمرها ما هتخون و لا هتطلع سر بنتى لحد، من قبل ما اعرف مين أمها و ابوها و انا حسيت انى غلطت، غلطت فيها، و غلطت لما اجبرتها انها تبعد عن بنتى"
وضحت ليان ليومئ لها عمر بهدوء.
" احنا الاتنين غلطنا لنا موثقناش فى اختيار نورسين لأصحابها، و هى عندها حق الصراحه، لولو و حماده لو كانوا شافوا حاجه وحشه من نسرين مكنوش دخلوها بيتهم، و لا انتى نسيتى؟ "
أنهى عمر حديثه بتساؤل مبتسما لتومئ له ليان و هى تبتسم بخفه هى الأخرى.
"طيب ممكن تقوم تغير هدومك معايا علشان توصلنى للعنوان"
تحدثت ليان ليومئ لها عمر بإبتسامه لينهضا معا و يبدلا ملابسهم.
.
.
.
.
.
" متأكده انك مش عايزانى معاكى؟ "
تسائل عمر ربما للمره العاشره او اكثر و هو يقوم بصف السياره أمام الفندق المنشود.
"صدقنى لو حسيت انى محتاجاك معايا هتصل بيك تطلعلى،و انت عارف رقم الاوضه"
تحدثت ليان بهدوء ليتنهد عمر بخفه مومئا لها.
"هستناكى"
تحدث عمر لتومئ له ليان بإبتسامه و تخرج من السياره بعد ذلك لتصعد حيث غرفه نسرين.
وقفت ليان قليلا بعد أن دقت على باب غرفه نسرين بإنتظار ان يفتح لها.
فتحت نسرين ظنا منها انها خدمه الغرف لتفاجئ بليان التى لم تكن صدمتها هينه هى الأخرى بسبب هيئه نسرين الصادمه.
"اتفضلى"
تحدثت نسرين بحرج و هى تشير لداخل الغرفه لتدلف ليان بهدوء لتتبعها نسرين سريعا بعد أن اغلقت باب الغرفه.
"انا عملت زى ما حضرتك طلبتى، انا بعدت عن نورسين، انا مش هقدر اسيب مصر الصراحه بسبب ظروف غصب عنى، بس انا همشى من اسكندريه كلها، ادينى بس فرصه لحد نهايه الأسبوع بعد إذنك"
تحدثت نسرين و هى تنظر أرضا و تلعب بأصابعها بتوتر شديد.
"مين اهلك يا نسرين؟ و هما فين؟"
تسائلت ليان بهدوء لتتنهد نسرين بخفه و هى ترفع رأسها ببطئ.
" أهلى ناس عاديه، كل الحكايه انهم مش فى مصر فى الوقت الحالى و معرفتهم من جهلهم مش هتفيد بحاجه"
تحدثت نسرين بإبتسامه منكسره و هى تنظر إلى ليان بهدوء.
"مقولتيش لنورسين ليه انى انا اللى قولتلك تبعدى عنها؟"
تسائلت ليان بجديه لتنظر لها نسرين قليلا و هى صامته.
"حضرتك أم و خايفه على بنتها، انا ممكن اكون لسه مجربتش او عرفت انى اكون أم بس الاكيد ان الخوف بتبقى غريزة فى كل أم، و بالأخص لو أم لطفل واحد، انا عارفه ان حضرتك خايفه على نورسين منى، و دى حاجه انا مقدرش ألومك عليها، انا واحده غريبه عليكم، متعرفوش أهلها مين فطبيعى يكون القلق ده جواكى، انا مقولتش لنورسين علشان مفيش حاجه اقولها من الأساس، الغلط كان من عندى انا، انا اللى طولت فى مصر زياده عن اللزوم و عملت صداقه كنت عارفه و متأكده انه هيجى يوم و مش هتكمل الصداقه دى، انا سمعت كلام حضرتك، فأرجوكى بلاش تقوليلى كلام جارح تانى"
تحدثت نسرين ترجو ليان التى تنهدت بثقل.
" مش عايزة تقولى اهلك مين ليه؟ "
تسائلت ليان مره اخرى لتتنهد نسرين بقوة.
"علشان هما مشاركونيش اى حاجه فى حياتى، هما ميعرفوش عنى اى حاجه، و انا مش عايزة اى حد معاملته تتغير معايا لمجرد ان أهلى ناس مشهوره و معروفه علشان بيتصدموا لما بيلاقونى مش زيهم، لما بيلاقونى عاديه بيبعدوا "
تحدثت نسرين بهدوء بينما ليان تنظر لها بصمت و هدوء.
"لأول مره مفكرش صح و اتصرف بسرعه من غير ما افكر مره و اتنين و عشره، لأول مره اتصرف بإندفاع من غير ما افكر فى اى حاجه تانيه، لأول مره اندم على قرار انا اخدته، و لأول مره احس ان فيه حاجه جوايا اتكسرت، ندمانه؟ اه و جدا كمان، ندمانه انى حكمت عليكى من غير ما اتعرف عليكى، ندمانه انى معرفتكيش، و ندمانه انى عاملتك معامله وحشه "
تحدثت ليان قبل أن تنهض لتنهض نسرين هى الأخرى واقفه أمامها.
" عايزة اشوفك بعد يومين الساعه ٣ فى بيت لولو و حماده، خلينا نتعرف على بعض بطريقه كويسه و بشكل احسن، خلينا ندى لبعض فرصه تانيه "
اخر ما قالته ليان قبل أن تغادر الغرفه نهائيا تاركه نسرين خلفها تفكر فيما قالته.
.
.
.
.
.
"عملتى ايه؟"
تسائل عمر فور ان صعدت ليان إلى السياره.
" هكلم لولو علشان نتجمع كلنا عندها بعد يومين "
تحدثت ليان لينظر لها عمر قاطبا حاجبيه بإستغراب.
" و ده ليه؟ انتى قولتى ايه لنسرين بالظبط؟"
تسائل عمر مره اخرى لتتنهد ليان بثقل.
"تفتكر هتسامحنى؟"
تسائلت ليان هذه المره ليمسك عمر بيدها مومئا لها بهدوء.
"متقلقيش، نسرين بنت كويسه "
كلمات بسيطه كانت كفيله بتجديد الأمل بداخل ليان التى اومئت بخفه.
"طيب نروح بقا بيت لولو و حماده علشان نفهمهم"
تحدث عمر لتومئ له ليان سريعا.
.
.
.
.
.
تجمعت العائله بأكملها بالفعل فى منزل ليلى و أحمد.
استغل زين وجود ليلى وحدها و انشغال الجميع عنها ليذهب لها سريعا و يحاول التحدث معها.
"مقولتيش للباقى ليه؟"
تسائل زين و هو ينظر إلى ظهر ليلى التى التفتت له بهدوء و بطئ و ملامح واجمه.
"هقولهم على خيبتك؟ هقولهم انهم عايشين مع واحد وسخ و كداب؟ هقولهم ايه؟ و لا هوضحلهم ازاى؟ دى قبل ما تكون خيبتك لوحدك كانت مسئوليتى انا، انا اللى اسستكم كلكم، و انا اللى كنت بربيكم، انا اللى غلطت لما شوفتك بتغلط و موقفتش ضدك و عاقبتك، يا ريتنى كنت عاقبتك مع أول غلط، ياريتنى"
تحدثت ليلى بقهر و حزن ليحاول زين الاقتراب منها و لكنها ابتعدت عنه سريعا.
كان زين على وشك الحديث و لكن صوت صراخ انثوى جعله هو و ليلى يهرولوا لمصدر الصوت.
" صلى على النبى يا نورسين و اهدى"
صاحت نسرين و هى تختبئ خلف المقعد خوفا من بطش صديقتها.
" أهدى ! ده انا هطلع عينك بإيدى دول، ايه اللى انتى عملتيه فى نفسك ده؟"
صاحت نورسين و هى تقفز من فوق المقاعد تريد الإمساك بصديقتها التى هرولت و ظهرت بهيئتها الجديده أمام الجميع.
" ايه ده؟انتى قصيتى شعرك كدا ليه يا نسرين؟"
تسائلت ليلى و هى ترى هيئه نسرين و شعرها الذى أصبح قصيرا للغايه، أصبح فى طول شعر زين تقريبا.
" قوليلها يا لولو، اسأليها الهبله دى عملت فى نفسها كدا ليه؟"
صاحت نورسين و هى تقذف نسرين بإحدى فردتى حذائها و لكن نسرين تجنبتها ببراعه.
" كان عندى حاله اكتئاب،و مكنش قدامى غير ٣ خيارات، يا اما انتحر و اموت كافره، يا اما اعمل كاتينج و اشوه جسمى و انتى عارفه انى مبحبش اشوف حاجه وحشه فى جسمى، يا اما اقص شعرى، و انا اخترت أسهل حاجه، و لا كنتى عايزانى اموت كافره؟!"
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
" يتبع💙"
هولا💚
ازيكم جميعا❤️ يا رب تكونوا بخير و سلامه 💕
رأيكم فى البارت ☺️
فوتز كتير بقا و كومنتات كتير علشان أحدث بسرعه💜
دمتم سالمين💛

عائله للرجال فقطحيث تعيش القصص. اكتشف الآن