Part 13

9.7K 762 100
                                    

صمتت نورسين قليلا تحاول جعل عقلها يتنبه إلى ما قالته صديقتها منذ قليل.
"نسرين بطلى هزار سخيف شكلك، هى السخونيه أثرت على عقلك و لا ايه؟"
تحدثت نورسين بإستهزاء و هى تضحك بلا فكاهه لتتنهد نسرين بخفه.
"ارجوكى متصعبيش عليا الأمور اكتر ما هى صعبه"
تحدثت نسرين بهدوء لتقطب نورسين حاجبيها و قد بدأت الأمور تتحول إلى  الجديه التامه الان.
" نسرين انتى بتهزرى صح؟ "
تسائلت نورسين و هى تتمسك بذراع نسرين التى جذبت يدها سريعا مبتعده عنها خطوتين للخلف.
"انا مبهزرش،حاولت كتير اتأقلم على الأوضاع هنا بس معرفتش، حاولت افضل علشانك بس مقدرتش، عايزة تقولى ان دى انانيه منى براحتك، بس انا معدتش قادره امثل دور القويه، معدتش قارده ارسم الابتسامه اللى اول ما بدخل بيتى بتتحول لدمعه حزينه بسبب الوحده، انا متشكره جدا ليكى و للى عملتيه معايا امبارح و اللى عملتيه قبل كدا، بس لو سمحتى امشى و متحاوليش تعرفينى تانى لانى مش هقدر اتحكم فى غيرتى من مامتك و باباكى اللى معاكى فى كل خطوة اكتر من كدا "
تحدثت نسرين و هى تنظر بكل مكان عدا المكان الذى تقف به نورسين حتى لا توجهها.
" انا مش هاخد على اى كلمه انتى قولتيها دلوقتى، اظاهر انك لسه تعبانه، انا همشى دلوقتى و هجيلك اخر النهار علشان اتطمن عليكى"
تحدثت نورسين و هى تذهب لأخذ حقيبتها للمغادره بعد ذلك تاركه نسرين وحدها.
فور ان سمعت نسرين صوت إغلاق باب المنزل انهارت حصونها المنيعه و سقطت جالسه على أقرب مقعد لها و هى تبكى بشده.
" مكنش لازم اتعلق بحد، مكنش لازم اعمل صداقه مع حد"
ظلت نسرين تلوم نفسها و هى تبكى بقوة و شهقاتها تزداد خشونه.
.
.
.
.
.
ابتعدت السكرتيره عن زين سريعا مهروله لتخرج من المكتب نهائيا و لكن يد ليلى كانت الأسرع فى امساكها قبل الهروب.
"بهدوء و من غير شوشره تاخدى حاجتك و تمشى من الشركه دى خالص و مشوفش خيالك حتى بيعدى من قدامها، لو خرجت من هنا و لاقيتك لسه موجوده هطلبلك بوليس الاداب انتى و اللى واقف هناك ده و مش هيهمنى انه حفيدى، و انتى عارفه ان حبايبنا كتير فى البوليس و بالأخص الآداب"
انهت ليلى حديثها تاركه ذراع السكرتيره التى هرولت للخارج لتغلق ليلى الباب متوجهه إلى زين الذى يقف كالطفل الصغير المخطئ.
" لولو انا...... "
كف قوى من يد ليلى كان من نصيب وجنه زين اليمنى اخرسته نهائيا و جعلت الحديث عاجز ان يخرج من فاهه.
" انت ايه؟ انت انسان حقير و متربتش، انت اثبتلى انى كنت فاشله فى تربيتك، انت اثبتلى انى معرفتش اربى، اول مره أمد أيدى على حد و انت السبب"
تحدثت ليلى و هى تقف أمام زين الذى نظر أرضا بخزى.
"اكتر من خمس سنين و انا عماله اديك فى فرص، و اقول بكرا هيتعدل و يفوق لنفسه، اصبرى عليه شاب و نفسه يعيش شبابه و يمتع نفسه، اكتر من خمس سنين و انا عارفه عمايلك الوسخه كلها عمله عمله، عارفه دناوتك اللى خليتك تلف على البنت اللى صاحبك حبها، و عارفه انت اد ايه زباله و واطى لما خسرت صاحبك و عشره عمرك، عرفت انت اد ايه وسخ لما بتعيش حياتك عادى و بتعمل حاجات ربنا محرمها عليك و على غيرك، عرفت اد ايه انت انانى لما طلبت نورسين للجواز علشان تظلمها معاك"
تحدثت ليلى بقهر و هى تنظر إلى زين بإزدراء.
" آدم اللى قالك؟ آدم كداب انا........ "
صفعه اخرى قامت ليلى بتسديدها الى وجنه زين مره اخرى.
" انت طلع فيك كل الصفات الوسخه، هو انت فاكر يا عبيط انى نايمه على ودانى و مش عارفه اللى داير فى دماغك حتى ايه؟ ده انت لو عايزنى اقولك انت بتفكر فى ايه دلوقتى هقولك، انت فاكر ان اى خطوة اى واحد فيكم بيعملها انا مبكونش عارفاها قبل ما يعملها؟ انت مفكر أن عينى مبتبقاش عليكم  و انتوا بتنفذوا اللى فى دماغكم، انا مكنتش محتاجه آدم علشان يقولى حاجه، انا اللى عملت عبيطه، انا عارفه من زمان، اخبارك عندى اول بأول، بس خلاص، انا زهقت و تعبت و قرفت من تصرفاتك الوسخه دى"
تحدثت ليلى و هى تأخذ نفس عميق.
" من بكرا مش عايزة اشوف خلقتك فى الشركه دى تانى، ابوك مش مكسح و لا مشلول علشان ميباشرش شغله بنفسه، ابوك اذا كان سابلك الشركه فده علشان انا اللى قولت مش حبا فيك "
تحدثت ليلى لينظر لها زين بصدمه.
" طيب و انا هروح فين؟ "
تسائل زين بصدمه و هو ينظر إلى ليلى التى نظرت له بغضب.
" بردو مفكرنى عبيطه، فوق يا زين انت اللى عبيط و اهبل و برياله كمان، انت فاكر انى مش عارفه حاجه عن الشركه اللى انت اسستها من فلوس ابوك؟ الشركه اللى كنت بتدورها فى الخفى و مخلى أوراقها بإسم شخص تانى غيرك علشان الشبهات، اصحى يا أهبل، انا لو ساكته فده بمزاجى، حتى البنت الوسخه اللى كانت معاك انا ببقى عارفه كل حاجه بتعملوها سوى، و عارفه كمان الشقه التمليك بتاعتك عنوانها فين و شاريها بكام، انا مش دقه عصافير يا روح امك، انا ليلى فارس الهوارى اللى توديك البحر و ترجعك عطشان"
انهت ليلى حديثها القوى مغادره بعد ذلك تاركه زين خلفها فى دوامه لا يعلم بدايتها و لا حتى نهايتها.
.

.
.
.
.
فى المساء عادت نورسين لتطمئن على صديقتها كما اخبرتها الا ان حارس البنايه اوقفها.
" الانسه نسرين مش فوق، اخدت شنطه هدومها و مشيت العصر كدا"
تحدث الحارس لتنظر له نورسين لثوانى عاجزه عن الحديث.
"طيب مقالتش هى رايحه فين؟"
تسائلت نورسين ليومئ لها الحارس بالنفى لتغادر نورسين بعد ذلك و هى تفكر بصديقتها.
ظلت تتصل بها مره واثنان و ثلاث حتى وصلت للرقم العشرون لتجد ان الهاتف أغلق بالفعل لتتنهد بقوة و هى تغلق عيناها بشده.
عادت نورسين إلى المنزل حيث والديها و هى تجر ذيول الخيبه لتجلس مع والديها و هى محبطه.
"مالك يا نيله، مبتبقيش كدا غير و فيه مصيبه وراكى"
تحدث عمر والد نورسين و هو يعتدل بجلسته و ينظر إلى ابنته التى تنهدت بثقل.
"لو اتكلمت معاكم مش هتسمعونى، فخلينى ساكته احسن"
تحدثت نورسين و هى ترتخى بظهرها على ظهر المقعد و تغلق عيناها ليقطب والدها حاجبيه بإستغراب.
" طيب جربينا و مش هتخسرى، انتى اللى بتحطى كل حاجه جواكى و مش بترضى تقولى على اللى مضايقك، مش معنى انى دايما بزعقلك على قراراتك علشان انا خايف عليكى يبقى انا مش هسمعك لو جيتى اشتكيتى، انا ابوكى يا نورسين و مهما حصل هفضل معاكى و فى ضهرك و ساندك علشان انتى بنتى، و حته منى و من ليان مامتك، انتى حته من روحنا يا نورسين"
تحدث عمر بنبره هادئه و رزينه لتنظر له نورسين بهدوء متنهده بقوة.
"نسرين"
كلمه واحده نطقتها نورسين ليومئ لها والدها بخفه يحثها على الحديث بينما والدتها انصتت لها بإهتمام تريد معرفه ما حدث.
.
.
.
.
.
عاد زين مساءا ليجد والديه و أخيه يجلسان بغرفه الجلوس ليتقدم لهم و هو يشعر انه يتقدم لمحاكمته.
"صحيح اللى لولو قالته ده؟ "
تسائل مراد فور ان جلس زين أمامهم لينظر لهم جميعا و يجد التعابير الجاده هى المحيطه بهم و مسيطره على الأجواء.
"اه"
تحدث زين بخزى و هو ينظر أرضا لا يستطيع مواجهه نظرات امه و ابيه و لا حتى نظرات أخيه.
هو يعلم انه مخطئ بكل شئ و لكنه سُحب لتلك الهاويه و لم يستطع احد انقاذه منها، لم يمد له أحد يد العون.
هو يعلم و جيدا انه لا يوجد غفران لما فعله، و لكنه يعيب على جدته كذلك، اذا كانت تعلم من البدايه لماذا لما تنقذه؟ لماذا لم تعاقبه مثل الان؟!
"و مقولتش من زمان ليه؟"
تحدث جاسر بهدوء لينظر له زين قاطبا حاجبيه بإستغراب.
"مقولتش ايه؟"
تسائل زين بإستغراب لتبتسم له والدته مما زاد من استغرابه.
"مقولتش ليه انك فتحت شركه خاصه بيك، طبيعى انك عايز تكبر نفسك و تعمل شغل لوحدك، احنا عارفين انك خوفت على زعلنا علشان كدا مقولتش، بس بالعكس احنا فرحانين ليك يا زين"
تحدثت ليليان بإبتسامه هادئه لينظر لهم زين بإستغراب.
"هى لولو قالت ايه بالظبط؟"
تسائل زين بتردد ليحاوط اخيه كتفه بمرح.
" قالت انك فاتح شركه خاصه بيك علشان عايز تعتمد على نفسك و يبقى ليك شغل بإسمك بعيد عن اسم بابا، و انت مش عارف تفاتح بابا فى الموضوع ازاى فى انك عايز تشتغل فى شركتك الخاصه"
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
" يتبع💙"
جمعه مباركه💜
ليلى طلعت داهيه و عارفه كل حاجه و من زمان كمان، بس تفتكروا دى الحقيقه؟!
فوتز كتير بقا و كومنتات كتير شجعونى انى اكتب و انزل بسرعه 💕
ادعولى فضلا و ليس امرا💚

عائله للرجال فقطحيث تعيش القصص. اكتشف الآن