Part 28

9.9K 798 90
                                    

منذ يوم أمس و هو يجلس بغرفته حبيس بها، الظلام المحيط به يشبه الظلام المحيط بقلبه بالضبط، يتذكر كل ما حدث و كل ما فعله بها، و يتذكر رد فعلها الجامد كذلك.
يتذكر جمودها فور استعادتها لوعيها و جلوسها صامته بعد أن رأت هيئتها، يتذكر كل شئ.
دقات خفيفه على باب غرفته يليه فتح الباب مما أخرجه من شروده فى الماضى القريب.
"انت حابس نفسك لوحدك ليه يا زين؟"
تسائلت ليليان التى دلفت و جلست بجانبه على السرير و هى تربت على قدمه بخفه.
"مفيش يا ماما"
خرج صوت زين كما يخرج من أعماق الكهوف المظلمه لتشعر والدته بالقلق عليه.
"زين ،انا مستعده اروح و اتحايل على نورسين علشان تدوا لنفسكم فرصه تانيه، بس متعملش فى نفسك كدا"
تحدثت ليليان بقلق على وليدها الذى نظر لها نظره اقلقتها.
"اتأخرتى"
همس زين بألم لتقطب ليليان حاجبيها مستغربه و هى تنظر إلى ابنها بقلق زائد.
"تقصد ايه؟"
تسائلت ليليان بقلق و توتر و هى تنظر إلى ابنها الذى ينظر لها بهدوء.
" مفيش ،انا عايز انام"
تحدث زين منهيا الحديث و هو يتمدد على السرير مغلقا عيناه لتتنهد والدته بقوة مغادره غرفته ليبقى وحده مره اخرى، فى ذلك الظلام.
.
.
.
.
.
استيقظت نورسين من نومها لتظل ممدده تنظر للسقف فى تلك الظلمه الحالكه متذكره ما حدث معها يوم أمس منذ البدايه.
.
.
.
صعدت نورسين إلى سيارتها مستعده للذهاب حيث ذلك الكافيه الذى تم حجزه للإحتفال الخاص بمناسبه عقد القران.
تفاجئت بالباب المجاور لها و هو يُفتح و زين يصعد بالسياره بجانبها لتنظر له بإستغراب.
"لازم نتكلم"
تحدث زين بقوة و جديه لتتنهد نورسين بخفه.
"مش وقته يا زين، انا ورايا حاجه مهمه"
تحدثت نورسين لينظر لها زين بقوة رافضا التأجيل.
"دلوقتى يا نورسين، اطلعى و امشى زى ما هقولك"
تحدث زين بقوة و لا تعلم لما رضخت له و لأمره و لم تعترض بل و ذهبت معه حيث ذلك المبنى الغريب، و لم تكتفى بالوقوف اسفله و البقاء بالسياره بل صعدت معه حيث تلك الشقه المليئه بالاثاث الفاخر و الحديث.
"اقعدى"
تحدث زين أمرا مره اخرى و هو يشير لها على تلك الاريكه فى غرفه الجلوس المواجهه للمطبخ الأمريكي الذى دلف هو له.
"انا عارف انك بتحبى عصير البرتقال، اشربى"
تحدث زين و هو يضع الكوب الزجاجى المملوء بذلك العصير المحبب لنورسين التى اومئت له بخفه.
"هنتكلم فى ايه يا زين؟ مش احنا قولنا كل حاجه و خلصنا الكلام؟"
تحدثت نورسين دفعه واحده ليتنهد زين بخفه.
"اشربى و أهدى"
تحدث زين بهدوء و هو يشير برأسه على الكوب الموضوع على سطح الطاوله الزجاجيه لتمسك نورسين بالكوب و ترتشف منه القليل لتعاود وضعه الا ان زين كان لها بالمرصاد.
" كله يا نورسين، يتشرب كله"
تحدث زين أمرا نورسين التى تنهدت بغضب رافعه الكوب لترتشفه بأكمله و بسرعه.
"يا ريت تقول اللى انت عايزه بسرعه علشان اتأخرت"
تحدثت نورسين بغضب و هى تضع الكوب على الطاوله محدثه صوت قوى لينظر لها زين بهدوء.
"نورسين انا بحبك و انتى بتحبينى، ليه نشوفيه الراس؟ و لا انتى بتحبى حد تانى؟"
تسائل زين بهدوء و هو يجلس بأريحيه واضعا قدم فوق الاخرى لتنظر له نورسين بعدم تصديق.
" انت جايبنى هنا علشان تسألنى السؤال ده؟"
تسائلت نورسين بصدمه و هى لا تصدق برود الجالس أمامها.
"جاوبى يا نورسين"
تحدث أمرا مره اخرى و لا تعلم ما السر الذى يجعلها ترضخ له هكذا و بدون نقاش.
"زين احنا اه بنحب بعض، بس المشاكل اللى حصلت بينا خلت الاهل يشيلوا من بعض، انت شوفت مامتك قالت قدام أهلى ايه مع حصول مشكله بينا و هما مكنوش يعرفوا عنها حاجه من الأساس، و أمى و ابويا مش هينسوا انها فكرت انها تتقدم لواحده تانيه، حتى لو اتخطينا ده كله و اتجوزنا، اكيد حياتنا الزوجيه مش هتبقى حياه ورديه، غصب عنك و عنى هيحصل مشاكل، و لا انا تتكلم و لا انت هتتكلم بس هيبان علينا، و الاهل هيرجعوا يفتحوا فى الماضى تانى، يبقى من الأفضل انك تشوف حياتك و تسيبنى اشوف حياتى"
تحدثت نورسين موضحه لزين الذى ينظر لها بهدوء و بدأت رؤيتها تتشوش و رأسها اخذ فى الدوران.
" ممكن كوبايه ميه؟ "
تسائلت نورسين و هى تجاهد حتى يظل وعيها موجود لينهض زين بهدوء جالبا لها كوب ماء.
سقط الكوب من يدها متحطما على الأرض الصلبه إذ ان قواها بأكملها خارت و بدأ الوعى يتسرب من عقلها و الرؤيه تزداد ضبابيه حتى تحولت إلى السواد.
لسانها أصبح بثقل الحجر و لا تستطيع حتى تحريكه، أو حتى فتح فاهها.
شعرت بزين و هو يحملها كالطفله الصغيره و يسير بها داخل ذلك الرواق دالفا بها إلى إحدى الغرف.
شعرت به و هو يضعها على ذلك السرير الضخم و هو يعتليها و هى تجاهد حاله اللاوعى التى وقعت بها.
"انا اسف، بس انتى مخلتيش قدامى حل تانى، انا قولتلك انتى بتاعتى سواء بمزاجك او غصب عنك"
كان ذلك الحديث اخر ما سمعته حتى سقطت فى سبات عميق غير شاعره بما يدور حولها.
بدأ الوعى يتسرب إلى عقلها مره و اول ما وصل إلى مسامعها هو تدفق المياه بالقرب منها.
بدأت استعاده التحكم بجسدها مره اخرى إذ شعرت بملمس غريب على جسدها، الذى كان بالمناسبه لا يضايقه اى ملابس قط.
فتحت عيناها و يا ليتها ما فعلت إذ وجدت نفسها عاريه و ما يخبئ جسدها ذلك الشرشف الخفيف.
ضغطت على نفسها حتى اعتدلت فى جلستها معدله من وضع ذلك الشرشف على جسدها لتنظر إلى تلك البقعه الحمراء التى تتوسط ملائه السرير ناصعه البياض.
نظرت بصدمه و قد برقت عيناها من هول الصدمه التى وضعت بها لتسمع صوت باب المرحاض الملحق بالغرفه و هو يُفتح لتنظر إلى زين الذى خرج ببرود و هو يجفف رأسه بينما يكتفى ببنطال قطنى و عارى الصدر.
"صحيتى"
تحدث زين بهدوء و هو يتحرك حتى جلس أمامها على السرير واضعا تلك الفوطه الصغيره على كتفه.
"دلوقتى قدامك حل من الاتنين، يا توافقى على الجواز منى، يا تعيشى باقى حياتك و انتى حاطه راسك فى الأرض، دلوقتى الاختيار بإيدك"
تحدث زين بهدوء لتنظر له نورسين ببرود و هى تقبض بيدها على ذلك الشرشف الذى يغطى جسدها.
"انا هفضل حاطه رأسى فى الأرض فعلا، بس مش علشان اللى حصل، لا، علشان ثقتى فيك اللى اكيد انت مكنتش تستحقها، عمر ما شويه الدم دول كانوا دليل على براءه البنت، أو حتى انها بنت متربيه او بنت كويسه، كل يوم بتحصل حوادث غير مقصوده بتضيع حبه الدم اللى اقل تعويره فى جسمك تجيب دم اكتر منهم، بس ده مش معناه انهم بنات مش كويسين او متربوش"
انهت نورسين حديثها و هى تنهض من على السرير و تضم ذلك الشرشف على جسدها بقوة و هى تلملم ملابسها المتناثره أرضا.
ارتدت نورسين ملابسها لتخرج سريعا من تلك الشقه التى حملت أسوأ ذكرى قد تمر بها فى حياتها.
عادت إلى المنزل لتجده فارغ من والديها لتحمد ربها دالفه إلى المرحاض لتقف أسفل المياه بملابسها لتتجانس دموعها مع تلك المياه المنسابه فوق رأسها.
.
.
.
عادت نورسين من شرودها فى الماضى القريب على تلك الدقات الخفيفه على باب غرفتها.
"نورى"
صاحت نسرين بمرح و هى تدلف إلى غرفه نورسين مضيئه اياها بأكملها لتضع نورسين يدها على عيناها بسبب ذلك الضوء القوى.
"بت يا نورسين فوقى جيبالك خبر حلو"
صاحت نسرين و هى تقفز على سرير نورسين مزيله يدها من على عيناها.
"ايه يا طنط مش هنتعشى و لا ايه؟ انا جايه ميته من الجوع و قولت هتعشى مع نورسين عشى ملوكى"
تحدثت نسرين بتلقائيه موجهه حديثها إلى ليان التى تنظر إلى ابنتها بقلق.
" من عنيا حاضر"
تحدثت ليان مغادره الغرفه تاركه نسرين و نورسين وحدهم قليلا.
"مالك يا نورسين؟ "
تسائلت نسرين بقلق و هى ترى عين صديقتها المتورمه لتبكى نورسين بقوة لتحتضنها نسرين بقوة مربته على ظهرها بخفه.
"انا اتدمرت يا نسرين، انا اتحطمت"
تحدثت نورسين بين بكائها لينقبض قلب نسرين بسبب ما تفوهت به صديقتها.
"أهدى طيب و احكيلى إللى حصل"
صاحت نسرين بهدوء و هى تنظر بوجه صديقتها التى لم تتوقف عن البكاء.
"هحكيلك بس اوعدني مش هتجيبى سيره لحد"
تحدثت نورسين لتنظر لها نسرين بعتاب.
" و انتى من امتى قولتيلى على حاجه و انا قولتها لحد"
تحدثت نسرين لتنظر لها نورسين بحزن و هى على يقين ان صديقتها محقه بكل ما تفوهت به.
"زين"
همست نورسين بألم لينقبض قلب نسرين و هى تشعر ان القادم لن يكون خيرا ابدا.
" مستحيل"
صاحت نسرين متناسبه نفسها فور ان انتهت نورسين من قص ما حدث لها عليها.
" وطى صوتك"
تحدثت نورسين بهمس و هى تبكى لتبتلع نسرين ما فى فاهها بتوتر.
"طيب انتى اتأكدتى ؟"
تسائلت نسرين غير مصدقه ما تفوهت به صديقتها منذ قليل.
"بقولك شوفت الدم بعينى، و دم دم مش ميكروكروم او صبغه"
تحدثت نورسين و هى تبكى على حظها العثر و ما وصلت الأمور اليه.
" العشاء جاهز يا بنات"
صاحت ليان من خارج الغرفه لتتنهد نسرين بخفه.
"خمس دقايق و جايين "
صاحت نسرين حتى تسمع ليان من الخارج.
"تقومى دلوقتى تغسلى وشك و تطلعى و تاكلى علشان مامتك و باباكى ميحسوش بحاجه، و تنفذى اللى هقولك عليه بالظبط"
تحدثت نسرين بجديه لتنظر لها نورسين بإستغراب و علامه استفهام كبيره رسمت - مجازيا- فوق رأسها.
"هنعمل ايه؟ "
" متسأليش انتى تنفذى و بس الغلط زى ما هو غلطه، غلطك انتى كمان لأنك فضلتى معاه فى شقه لوحدكم، حتى لو هو ايه مكنش ينفع تفضلى معاه لوحدكم فى مكان مقفول عليكم"
تحدثت نسرين بقوة لتومئ لها نورسين سريعا ناهضه معها متوجهه للمرحاض لتغسل وجهها و تتناول الطعام الذى كان كالعلقم بحلقها، و لكنها لم تستطع التعليق ان الرفض بسبب نظرات نسرين لها.
هى تعلم انها مخطئه مثله تماما و لكنها كانت تتمنى ان تجد من من يُكذب ذلك الحديث الداخلى لها، الا انها وجدت التأكيد من صديقتها المقربه.
.
.
.
.
.
يومان مرا و لم يسمع زين بأى خبر عن نورسين سوى انها كانت تعانى من ارتفاع شديد بالحراره و لكنها أصبحت افضل بكثير بعد حقنها بخافض حراره و حصولها على بعض الراحه.
دقات خفيفه على باب مكتبه اخرجته من شروده فى نورسين ليأذن للطارق بالدخول.
"استاذ آدم الصياد برا و عايز يقابل حضرتك"
تحدثت السكرتيره بنبره عمليه ليقطب زين حاجبيه بشده مستغربا تلك الزياره المفاجئه.
"خليه يدخل"
امر زين بهدوء لتومئ له السكرتيره بهدوء خارجه ليدلف آدم بعدها بإبتسامه واسعه.
"ازيك يا زين؟"
تحدث آدم بإبتسامه واسعه ليبقى زين انقطاب حاجبيه.
" بخير،خير؟ "
تسائل زين مستفسرا عن سبب وجود آدم أمامه ليبتسم آدم بخفه مخرجا تلك الدعوه المزغرفه من جيب جاكيت بدلته.
"دعوه خطوبتى انا و نسرين، انا قولت اجيبهالك بنفسى و تبقى بدايه صفحه جديده بينا"
تحدث آدم بإبتسامه و هو يضع تلك الدعوه على سطح المكتب أمام زين الذى لم يستوعب ما قاله آدم جيدا.
"انت قولت انت و مين؟"
تسائل زين بصدمه ليقهقه آدم بخفه على ملامح زين.
"نسرين صاحبه نورسين"
" طيب و نورسين؟ "
تسائل زين سريعا معلقا على ما قاله آدم الذى قطب حاجبيه مستغربا.
"مالها نورسين؟"
تسائل آدم بعدم فهم إلى ما يرمى اليه صديقه.
"هو انت مش بتحبها؟"
تسائل زين بألم ليبتسم آدم بسرعه.
"انا اه بحبها بس زى اختى، انا عمرى ما فكرت فى نورسين على اساس حاجه تانيه غير انها اختى الصغيره"
وضح آدم العلاقه التى تجمعه بنورسين لينظر له زين بصدمه.
" بس انتوا كنتوا مع بعض، خرجتوا مع بعض، و أكلتوا مع بعض، و ضحكتوا مع بعض"
تحدث زين بصدمه ليقهقه آدم بخفه.
" احنا عملنا كل ده فعلا، بس الكلام اللى بينا كان بيبقى على نسرين و انى اعترفلها بحبى ازاى، و لو اتقدمتلها هترفص و لا هتقبل، و لان نورسين بتعتبرنى اخوها الكبير زى ما انا بعتبرها اختى الصغيره ساعدتنى انى اقرب من نسرين و اتقدملها بعد ما عرفت منها انها متقبلانى"
وضح آدم للمره الثانيه و يالا الصدمه القويه التى بقى زين حبيس بها.
" طيب انا مضطر امشى بقا، مستنيك يوم الجمعه ان شاء الله "
تحدث آدم بإبتسامه و هو يغادر تاركا زين كمن سقط عليه خزان ماء مثلج بأكمله.
يالا خيبه ظنه، و يالا سوء تقديره، و الأسوأ بئس ما فعل بسبب سوء ظنه و تفكيره.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
"يتبع💙"
الشتيمه حرام علفكره و مفيش داعى تاخدوا ذنوب🙂 و متدعوش عليا احنا فى ايام مفترجه😢.
اللى هيحدفنى بالشبشب هحدفه بالطوبه، و اللى هيحدفنى بالطوبه هحدفه بعربيه الطوب ، و اللى هيحدفنى بعربيه الطوب هجرى من قدامه و أهرب 😂💔
فوتز كتير بقا و كومنتات كتير ❤️
تذكرونِ بالدعاء فضلا و ليس امرا💚 جمعه مباركه💜و دمتم سالمين💛

عائله للرجال فقطحيث تعيش القصص. اكتشف الآن