Part 23

12K 807 38
                                    

ذُهلت ليلى من ذلك الفعل الغير متوقع من قبل ليان الا انها سيطرت على نفسها سريعا مربته على ظهرها بهدوء.
أسندت ليلى ليان حتى جلسا الاثنان على الاريكه الوثيره و ليان مازالت متعلقه بليلى و تبكى.
اكتفت ليلى بالتربيت على ظهر ليان حتى تفرغ الاخيره كل مكنونات صدرها من بكاء حاد فى احضانها حتى هدأت اخيرا بعد فتره لا بأس بها من البكاء.
"انا تعبت يا لولو، تعبت و قلبى بيوجعنى اوى، انا انتقمت لكرامتى من عمر بس ليه قلبى بيوجعنى دلوقتى، ليه حاسه انه حابب يرجعنى زى الأول علشان يرضى غروره و بس، انا ليه زعلانه بعد ما عملت اللى انا عايزاه"
تحدثت ليان بما يشغل عقلها و يؤلم قلبها لتمسح ليلى على وجنتيها بخفه و هى تبتسم لها بهدوء.
" يا خبر ده اللى مزعلك و مخليكى تعيطى اوى كدا، ياستى كنتى تعالى اتكلمى معايا و انا اريحك من كل الأفكار دى"
تحدثت ليلى بإبتسامه حانيه على ملامحها لتنظر لها ليان بترقب.
"انتى قلبك بيوجعك علشان انتى بتحبى عمر، حبك ليه مكنش بين يوم و ليله علشان تقدرى تغصبى قلبك و عقلك انهم يقسوا عليه، انتى لو مكونتيش اخدتى بحق كرامتك كنتى هتحسى طول عمرك انك غلطتى فى حق نفسك و كان ممكن انك تندمى بعد كدا، و بالنسبه لعمر فهو مبيعملش كدا علشان يرضى غروره و لا حاجه، عمر كان بيحبك بجد و من زمان كمان بس علشان انتى كنتى علطول قدامه و مهتمه بيه مكنش عارف يوجه مشاعره صح، هو حس بحبه ليكى لما انتى بعدتى و حس انك هتروحى من ايده، عمر بيحبك بجد يا ليان"
تحدثت ليلى مع ليان تحاول اجابتها على تلك الاسئله التى تنغص تفكيرها.
" بيحبنى"
تحدثت ليان بإستهزاء لتتنهد ليلى بقوة ممسكه بيد ليان و هى تضغط عليها بخفه جاذبه انتباهها.
" تعرفى ان عمر لما شافك مع محمد و انتوا فى الكافيه بتتفقوا على المفاجأه بتاعه زميلتك جالى و هو بيعيط و بيقولى انك بتضيعى منه؟"
تحدثت ليلى لتنظر لها ليان بصدمه غير مصدقه ما تقوله لتنظر فى عين ليلى تحاول اصطياد مزاحها الا انها رأت الجديه تشع من عينيها.
"عمر كان بيعيط علشانك انتى، انا مكنتش اعرف محمد عايز منك ايه و عرفت منك تانى يوم، بس مرضيتش اقوله و قولت اسيبه شويه علشان اطلع عليه اللى كان بيعمله فيكى شويه، كفايه نشوفيه راس لحد كدا يا ليان، عمر اتعلم من غلطه و كفايه ندمه، و كمان انتى طلعتى كل اللى فى قلبك ليه على البحر، انسى بقا الماضى و بصى للمستقبل، و لو اتكلم معاكى بلاش عنف، ماشى؟ "
انهت ليلى حديثها بتسأل لتومئ لها ليان بخفه اخذه نفس عميق و هى تزفره على مهل.
" انا همشى انا بقا علشان زمان بابا و ماما مستنينى"
تحدثت ليان و هى تنهض من جانب ليلى لتتبعها ليلى سريعا فى الوقوف.
" استنى اتعشى معانا، ده أحمد راح يجيب عشا "
تحدثت ليلى تحاول إيقاف ابنه اخاها الا ان ليان ابتسمت لها بخفه.
"معلش مره تانيه، و اعتذريلى من اونكل أحمد انى رخمت عليه و اخدتك منه"
تحدثت ليان بإبتسامه حرجه لتبتسم لها ليلى بهدوء و لم ترد الضغط عليها أكثر فهى على علم بأنها تريد التفكير جيدا و اخذ القرار وحدها دون اى ضغط.
اوصلت ليلى ليان حتى باب المنزل لتقوم الاخيره بتوديع عمتها مغادره من المنزل نهائيا.
توجهت ليلى للداخل ممسكه بهاتفها لتهاتف زوجها و ترى سبب تأخره و تحثه على العوده سريعا بعد أن أخبرته بمغادره ليان بالفعل.
بالفعل مرت خمس دقائق و سمعت ليلى رنين جرس المنزل لتقطب حاجبيها بإستغراب، فليس من عاده زوجها عدم اخذ مفاتيح المنزل معه أينما ذهب.
فتحت ليلى الباب لتقطب حاجبيها فور ان رأت عمر يقف أمامها بهدوء.
"انا عايز اتكلم معاكى يا لولو"
تحدث عمر بصوت أجش لتومئ له ليلى بخفه مفسحه له المجال  للدخول للمنزل.
دخل عمر إلى المنزل كأنه منزله الخاص و جلس بأريحيه على تلك الاريكه بينما ليلى تبعته بهدوء لتجلس أمامه.
"شوفتى اللى بنت اخوكى بتعمله؟"
تحدث عمر بغضب مكبوت لتنظر له ليلى بهدوء.
" عملت ايه؟"
مثلت ليلى استغرابها ليتنهد عمر بقوة قبل أن يشرع بالحديث.
"تسيبنى انا و تروح تحب واحد تانى؟ لا و بتقولى انها كرهتني، انا بقولك اهوه متزعليش من اللى انا هعمله فيها بعد كدا"
تحدث عمر بغضب لترفع ليلى حاجبها الأيمن و هى تتربع أمامه ليتنهد عمر بقوة.
"بتقولى انها كانت بتحبنى، و انا بغابوتى ضيعتها، بس مش مشكله انا هصلح الوضع ده بمعرفتى"
تحدث عمر مره اخرى لتنظر له ليلى بترقب.
" و هتعمل ايه ان شاء الله؟ "
تسائلت ليلى لينظر لها عمر بإبتسامه واسعه لم تستطع هى تفسيرها.
"هتعرفى يوم الجمعه، صحيح ماما عزماكى انتى و الباشا، و عازمه العيله كلها  على الغدا عندنا"
تحدث عمر بإبتسامه لتضيق ليلى عيناها و هى تنظر لعمر.
"مش عارفه ليه مش مستريحالك"
تحدثت ليلى ليقهقه عمر عليها و هو يجلس بأريحيه على تلك الاريكه.
"ليلى انا جيت"
صاح أحمد و هو يدلف لداخل المنزل ليجد عمر جالسا بأريحيه هكذا.
" باشا"
صاح عمر و هو يبتسم فى وجه أحمد الذى تحولت ملامحه إلى التجهم سريعا.
"لو خلصت قوم روح "
تحدث أحمد بتجهم لتزداد ابتسامه عمر اتساعا.
"ده بدل ما تقولى وحشتنى، أو حتى نورت البيت و تعزم عليا بعشا حلو كدا، تقولى روح"
تحدث عمر يريد اغاظه أحمد و قد نجح فى ذلك بالفعل.
"يا ابنى مش عايز أمد أيدى عليك"
تحدث أحمد و هو يقبض يديه على تلك الحقائب الذى يمسكها لينهض عمر من على الاريكه خاطفا تلك الحقائب من يد أحمد بسرعه.
" يلا يا لولو نوضب العشا لانى ميت من الجوع "
تحدث عمر بحماس و هو يخطو مبتعدا عن أحمد الا ان أحمد قبض عليه من ملابسه مانعا اياه من التحرك.
" هات كدا الأكياس دى"
تحدث أحمد أخذا الحقائب مره اخرى من يد عمر واضعا اياها على الاريكه ليسحب عمر من ملابسه حتى باب المنزل.
" يلا يا بابا مع السلامه"
تحدث أحمد دافعا عمر خارج المنزل غالقا الباب فى وجهه بقوة.
دخل أحمد للمنزل ليجد ليلى تكاد لا تستطيع التنفس بسبب كثره ضحكاتها عليهم.
"الواد ده جيه امتى؟"
تحدث أحمد بغضب مكبوت لتزداد قهقه ليلى عليه.
"بعد ما ليان مشيت علطول"
تحدثت ليلى بين قهقهاتها ليقطب أحمد حاجبيه متوجها إليها ليحملها فجأه لتشهق ليلى بفزع.
"تعالى بقا و لو مين وقف على الباب مش هسيبك"
تحدث أحمد و هو يتوجه بليلى إلى غرفه نومهما بينما ليلى تقهقه.
"طيب و العشا"
تحدثت ليلى بين قهقهاتها و هى تتعلق برقبه زوجها.
" بعدين بعدين"
تحدث أحمد و هو يسير بخطوات اشبه للركض حيث غرفه النوم.
.
.
.
.
.
علمت ليان بأمر تجمعهم فى بيت ابنه عم والدها - ملك- لتحاول عدم التفكير فى الامر و تاركه الأمور تسير كما يشاء القدر.
ريتال لا تتحدث مع والدتها الا اذا اضطرت بسبب تفكير والدتها البعيد كل البعد عن تفكيرها الخاص و الذى تعتمد عليه فى اختيار شريك حياتها و من ستكمل معه حياتها القادمه.
عند ليليان كانت تتجنب مديرها - جاسر- بالعمل على قدر المستطاع، كانت تتعمد ان يكون تعاملهم فى أمور العمل فقط لا غير، بينما علاقتها بزملائها بالعمل كانت تتسم بالموده و المرح من قبل الجميع.
قام عمر بدعوه زياد هو الاخر ليقضى اليوم فى ذلك الجو العائلى ليرحب زياد بتلك الفكره كثيرا و هو يفكر انه سيرى ريتال التى جذبته بتصرفاتها البسيطه.
كانت الحياه مع أحمد و ليلى كما المعتاد كانا الاثنان يبثا بعضهما بأنهار الحب و العشق، رغم تقدمهم فى العمر الا انهم مازالوا يتميزوا بذلك الطابع الرومانسي الذى يخلفهم عن غيرهم مِن مَن فى مثل سنهم.
.
.
.
.
.
مرت الايام سريعا و أتى يوم الجمعه بالفعل حيث تجمع الجميع فى منزل ملك.
دق جرس المنزل ليتوجه عمر لفتح الباب ليجد ليلى و زوجها - أحمد- يقفا أمامه بينما علامات الضيق ظاهره على وجه أحمد.
"اهلا ،اتفضل يا باشا، انا هكون احسن منك و اعملك واجب الضيافه"
تحدث عمر يريد استيشاط أحمد ليدخلا فى نزاع كلامى كالعاده.
نظر له أحمد شزرا و هو يدفعه بخفه ليدلف للداخل.
"بس يا ابو شخه، ده بيت بنت عمى و اختى يعنى أدخله وقت ما انا عايز"
تحدث أحمد و هو يدلف للداخل ليجد الرجال متجمعين بغرفه الجلوس بالفعل ليلقى التحيه عليهم.
"شوفتى جوزك"
تحدث عمر و هو يتربع بينما ليلى قهقهت عليهم فهما منذ الأمد و هم كالقط و الفأر فى علاقتهم.
"بقولك ايه طلعنى برا حوارتكم انتوا الاتنين، انتوا بتعرفوا تتصرفوا مع بعض يبقى متدخلونيش بينكم"
تحدثت ليلى و هى تدلف للداخل هى الأخرى حيث تجمع الفتيات بالمطبخ.
صاحت الفتيات بمرح فور ان دلفت ليلى لهم ليبدأوا بالغناء لها و الطرق على الأوانى صانعين لحن موسيقى بينما ليلى دخلت ترقص على ما يفعلوه ليسمع الجميع قهقهتهم العاليه بعد ذلك.
مر الوقت سريعا و تجمع الجميع حول مائده الطعام المملوءه بأشهى انواع الطعام و التى سلبت رائحته العقول فما بالكم بطعمه.
جلس الجميع و بدأوا فى تناول الطعام فى صوره عائليه محببه للقلوب قبل العيون و هم يتضاحكوا فيما بينهم.
انتهوا من تناول الطعام لتبدأ الفتيات فى التنظيف بعد أن قسموا المهام على نفسهم ليجتمعوا بعد ذلك فى غرفه الجلوس ليرتشفوا الشاى، ذلك المشروب المحبب بعد كل وجبه.
"بما ان كلنا موجودين انا عايزة اقولكم على حاجه"
تحدثت ملك فجأه جاذبه الانتباه لها لينظر لها الجميع بترقب بينما ريتال ضيقت عيناها و هى تشعر ان حديث والدتها القادم سيخصها هى بصورة تحديديه.
"دلوقتى ريتال متقدملها عريس، دكتور قلب، عنده عيادته الخاصه، و جاهز من مجاميعه، شقته موجوده و متوضبه ناقصها بس العروسه، و عنده عربيه، ده غير سيرته الحلوة اللى الكل بيشكر فيها، تقدروا تقولولى ليه بقا ترفضه من قبل ما تشوفه حتى؟"
تحدثت ملك بما يعتمل صدرها لتتنهد ريتال بصوت مسموع و هى غالقه عيناها.
" قولتلك يا ماما انا مش هتجوز بالطريقه دى"
تحدثت ريتال تحاول السيطره على نفسها و التحدث بهدوء قدر المستطاع.
" يا بنتى العمر بيجرى، و انتى قربتى على التلاتين، اللى ادك معاهم عيل و اتنين، انا نفسى افرح  بيكى"
عادت ملك إلى تلك الاسطوانه التى ترددها على مسامع ابنتها دائما و أبدا.
" يا ماما ده انا لسه متمتش ال٢٨، و عمر ايه اللى بيجرى، طيب ما يجرى ما دى سُنه الحياه مش حكايه يعنى، و بعدين يا ماما هو انا هرتبط بشخص و لا بعيادته و عربيته و شقته"
تحدثت ريتال غير مقتنعه بما تتفوه به والدتها لينظر الجميع إلى ليلى منتظرين تدخلها.
"انتوا بتبصولى ليه؟ ريتال كبيره و عاقله و بتعرف تختار كويس و محدش هيغصبها على حاجه هى مش عايزاها، و كمان هى عندها حق، هى لسه صغيره و من حقها تعيش قصه حب و تحتار شريك حياتها بنفسها"
تحدثت ليلى بهدوء لتصفق ريتال بحماس ناهضه مرتميه فى أحضان ليلى و هى تهلل بفرح.
" طيب سيبوكوا بقا من ريتال شويه و ركزوا معايا لو سمحتم"
تحدث عمر بعد أن وقف من على مقعده جاذبا أنظار الجميع له ليبتسم بثقه و هو ينظر إلى ليان التى تنظر له بترقب هى الأخرى.
" طنط سمر و عمو أسر، انا عايز اتجوز ليان، و سواء وافقتوا او لا انا هتحوزها يعنى هتجوزها، و هتبقى مراتى و ام عيالى، فاوفقوا عليا و بهدوء و من غير شوشره يا اما هفضخ بنتكم و اقول انها حامل و انا ابو إللى فى بطنها"
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
"يتبع💙"

عائله للرجال فقطحيث تعيش القصص. اكتشف الآن