الفصل الثامن والخمسون -الجُـزء الثـانـي-

16.1K 932 49
                                    

°°~دُمية مُطرزة بالحُب~°°     —الجُـزء الثـانـي—
"الفصل الثامن والخمسون"

"وعـيد"
________________________________________
كلمة متوترة كانت قليلة على كل هذا الإضطراب الشعوري الذي تعيشهُ "غالية" وكأنها أمام مبعوثٍ ليقبض روحها.. لو تعلم عن طباعهِ قليلًا فـ هي حتمًا لن تنجو بفعلتها، فـ هو يمثل شعار (لستُ إله لـ أغفر).. وبناءًا عليه؛ أصدر الحُكم وقام بتنفيذه في كل مرة دعس أحدهم فيها على طرفهِ، وهذا ما عزز من مكانتهِ وجعل منه أسطورة يُحاكى بها في عالمهم المُظلم.
دعس "جاسر" سيجارتهِ في المنفضة التي يمسكها له أحد رجالهِ، ثم نظر صوبها وهو يتسائل بهدوء لا يُمثل طبيعتهِ :
- هتفضلي محتفظة بلسانك جوا بوقك كتير ولا إيه!

فـ استجمعت شتاتها المُبعثر وقالت :
- الحوار ده مش بتاعك ياجاسر، أنا اشتريت وانت بيعت، اللي بعد كده بتاعي

فـ أشار بها بسبابتهِ معترضًا :
- لأ لأ لأ، كده تزعليني.. من أمتى وده قانوني ياغالية!.. أنا بياع مزاج مش بياع مصايب.. خصوصًا بقى لو المصايب دي لحد أعرفه، بزعل وباخد على خاطري أوي

فـ أوجزت كل ما تخبو به نفسها في كلمة واحدة :
- حساب وبيخلص

فـ احتدمت نبرتهِ وقد عبس وجهه فجأة وهو يردف بنبرة عالية :
- مش عن طريقي، خلصي حسابك بعيد عني ياغالية.. أنا مبقاش طرف في حكاية و ××× زي دي

ونهض عن جلستهِ وهو يتابع :
- أنا ممكن أخلص حسابي معاكي دلوقتي، بس في حد أولى مني هيتبسط أوي لو قدمتك ليه هدية

ارتعدت من كلماتهِ التي يوحي بها لها، وسألت بتخوف :
- أنت هتقوله؟

فـ ابتسم "جاسر" ساخرًا من تفكيرها المحدود :
- هي دي عايزة سؤال؟ ده إبن الغالي.. يعني لو في خدمة هقدمها وانا مغمض

سار نحو الباب وهو يستطرد :
- الحقيقة أنا عارف اللي ممكن يونس يعمله معاكي، عشان كده هسيبه هو ياخد حقه.. أنا برا الليلة دي

والتفت ليختتم حديثهِ بـ :
- أحمدي ربنا إنك ست، دي الحاجه الوحيدة اللي شفعت لك عندي.. هسيبك بقى للي مش هيعرف شفاعة بعد عملتك السودة

وبنظرة واحدة منه تجمع رجالهِ ليخرجون من خلفهِ بعدما تركوا "بِشر".. وصفقوا الباب من خلفهم لـ يرتجف بدنها وهي تقول متلعثمة :
- لازم نسيب الشالية يابشر، جهز كل حاجه بسرعة

وأوفضت تصعد لغرفتها كي تتجهز لترك المكان على الفور بعدما تأكدت أن أمرها قد انكشف.. الآن لن يكون هناك مجال لـ شك "يونس" في "معتصم"، ومخططها لإلصاق الإتهام في شخص غيرها بات صريع الفشل.. لم يبقى أمامها سوى اللعب بـ أيادي مكشوفة، ولكن بعدما تغادر من هنا وتختبئ جيدًا.
...........................................................................
بمساعدة السكرتيرة الحالية كانت "نغم" تُجهز مكتبها الجديد ليستقبلها ابتداء من الغد، حتى أن السكرتيرة الحالية بدأت تُطلعها على بعض المهام الرئيسية والهامة والنقاط التي لا يجب إغفالها أثناء العمل مع "يزيد" گمدير مباشر جديد لها وليس "يونس".
دققت "نغم" في أبسط التفاصيل حتى تُتاح لها الفرصة لتقديم عملها بشكل أفضل يجعله ألا يندم يومًا بـ اتخاذها موظفة في مكان گهذا منذ البداية وهي مُتعهدة أن تليق به.
تركت السكرتيرة صندوق صغير يحمل أشيائها بعيدًا عن المكتب، ثم عادت لـ "نغم" وهي تردف بـ :
- كمان في مكتبة جديدة هتوصل آخر اليوم عشانك، تستخدميها گأرشيف زي ماانتي عايزة.. مش هوصيكي تخلي بالك من الحاجات اللي قولتلك عليها

~دُمية مطرزة بالحُب~Where stories live. Discover now